ثقافة

حلب يا حبة الرّمّان!!!!

Aleppo_at_night11

سامان ح حسن

 

مَنْ ذا الذي رأى

حبّة الرّمان

تغني للوَطن ؟

تبكيه

فتزدادُ حمرةً و غوايةً !

من ذا الذي يسمّي الشوارع ؟

لم قد لا نسمّي شارعاً باسم حَلَب ؟

أو شارعين ؟

أو مئة ؟

لمَ لا نسمّي كلَّ الوجوه حَلَب ؟

لمَ لا نضيع في كثرة الاسم ؟

ولمَ يصيبنا بالدهشةِ

كلّما مرَّ كفصول متكاملة ؟

كأنه دائماً أوّل الحبّ

من ذا الذي رأى

حبّة الزيتون في طريقها للمعصرة ؟!

من رآها تتحدث بنشوةٍ

عن عاشقينِ تبادلا الحنين

في ظلِّ أسرتها الكبيرة

من سمعها تشهق

لا تعصروني!

 

لئلا تصاب عيونهم بالقحط

لئلا يكتب أحفادهم

عن صوتي

ولا يُكتَبَ عليهم ألَم المعصرة!

من منكم رأى السلّم الموسيقيَّ يتكسَّر تحت قدميّ ؟

من رأى ظهر القصيدة أحدباً إذ اتكأ شوقي عليه ؟

من رأى قلبي هارباً من بين السطور

قاصداً “بابَ الفرج “

هل رأيتم كيف يشهر الحزنُ خلخاله إذْ أكتبُ حلب؟

هل ترون -مثلي – تفاحات هاهنا بين الحاء و الباء؟

لام اللّطفِ , اللّغةِ و اللاهوت

لام اللّسعِ , اللّدغِ , اللجوءِ و الليمون !

لامُ اللاجدوى لامُ اللمسِ و اللوعة ..

ألا يستحقّ الأمرُ أن أنزلَ من ألفِ جنّةٍ

لأتذوّق خطايا اللام في حلب ؟

…….!

هكذا أُشهر ضحكتي

وسطَ القصيدة أصيح : وجدتني !

أعثر عليَّ

أحتضنني

أحاول لو أناديني يضيع النداء!

أضيعُ !

تضيع الحروف تلاشي , تلاشي

وكل هذا بعضٌ من بعضِ شوقي لحلب! ,,,,

من يسقي الغيم أحلاماً ؟

من يخمدُ حسرةَ الموت ؟

من يدرك أنَّ سرَّ القنوط

غياب الاسمِ

عن أولاده العشرة

فقط لو قلتَ حَلَبْ

لا ينامُ صغار العصافير

على طوى

وحدها تعرفُ كيفَ تملأُ الاسم بالأمَّهات

كيف تملؤه قمحاً

كيفَ تملؤه ملحاً

كيفَ تملأ منقار الدّوريّ لحناً

وكيفَ تجعل من وجهي الصغير

ملاحمَ البكاءِ لبكاءِ حبّة الرمان البعيدة !

Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To Top