مقالات رأي

أوقفوا الثورة.. ودعونا نتفرج!

نبيل شوفان

ماذا لو أوقفتم الثورة المسلحة؟ هل هناك ما سنخسره؟، في الحقيقة لم أعد أرى جدوى في مثابرة القتال، كم غريمًا جلب لنا الأغراب وفرض علينا مغالبته ومقاتلته تباعًا؟ لقد نلنا حريتنا منذ السنة الأولى، انظروا كيف تفجّر السوريون ثقافة وكتابة وشجاعة واختراعات وفن والخ!، لكن قرارًا تم اتخاذه بأن تدمّى أياديكم وهي تقتطف ثمار ثورتكم، حسنا، الأشواك عادة تتخشب بفعل الزمن ولا داعي لاقتلاعها قلعًا، أعني أن بشار سقط، فانتظروا نعيه، ولا تقاتلوا شبحًا ميتًا لن تستطيعوا قتله مرتين.

ما معنى أن يقصف النظام 60 جنديًا سوريًا دربتهم أمريكا ليواجهوا ستين ألف داعشي، ومائة ألفٍ ممن تبقى من زعران مشارب الأرض النتنة الذين يقاتلون مع “أبو البراميل”، ومعهم قطب العالم روسيا!، ألم يُعجّز تنظيم داعش وحده الأمريكان والحكومة العراقية في العراق؟ ثم حاصر بغداد ووصلت عناصره حيّ القدم ومخيم اليرموك في قلب العاصمة السورية دمشق؟ ما هذا الانتحار؟! وما معنى أن تخطف بقية عناصركم جبهة النصرة؟ وأن يلومكم السوريون، ويسخر منكم الناشطون، ويتهمكم الضبابيون بالعمالة لأمريكا؟!.

لماذا القتال ومن تقاتلون؟ هل هناك ما تغشيه عنكم الأبصار، المعركة ليست معركتنا والمعمعة ليست وغانا، الثورة لم تأتِ بداعش، بل فعلها بشار الأسد ونوري المالكي حين أطلقوا زعماء التنظيم من السجون، لا نحن قلنا لأبي بكر -المطلق سراحه من سجن أبو غريب- أقم الخلافة، ولا انتخبنا الجولاني بعد خروجه من صيدنايا، ولا صمتنا عن “أخطاء” زميله بـ “القاووش” زهران علوش.

يا سوريين، إن الأسد باقٍ فقط لأنه يقاتل حريتكم، لأنه يحارب إلى جانب مخاوف العرب من امتداد ثورتكم، أوقفوا القتال على الجبهات ليستسلم تجار السلاح، وتتحرك بلاد التحالف -الذي يفاوض حركة طالبان والقاعدة في أفغانستان بعد سنين قتال- لتقول للأسد: انتهت مهمتك.

تعرف دول التحالف أن بشار وجيشه أضعف من أن يساعد في الحرب للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، وأنهم إن أبقوا على الأسد المكسور في دمشق؛ فسيضطرون إما للقتال إلى جانب روسيا وهذا ما لم يحصل تاريخيًا ولا حتى في الحرب العالمية الثانية وحضور هتلر، أو لمفاوضة البغدادي على خروجه الآمن من القصر الجمهوري، لذلك سيكون خيارهم الوحيد المتبقّي أنتم أهل الأرض. أوقفوا حملاتكم التي تحاول إقناعهم باعتدالنا لأن الغرب يعرف اعتدالنا أكثر مما نعرفه، تفرغوا للفرجة واخرجوا من لعبة الحرب التي افتعلها الجميع إلّا السوريين، التي بشرنا بها بشار الأسد بعد ثلاثة أيام من تمزيق صورة أبيه فوق نادي ضباط حمص، إن رائحة واقعة عالمية ثالثة حامية أو باردة أو ما بين بين -لم يعد يهم- هي الوحيدة التي تملأ الأجواء، لقد انتصرت الثورة ولا داعي لمحاربة كل جيوش العالم.

To Top