أعلن القائمون على مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته التاسعة والستين، التي تقام في الفترة من 11 إلى 22 أيار/مايو القادم، أن فعاليات حفل افتتاح المهرجان الذي يرأسه المخرج الأسترالي “جورج ميلر”، سيقدمها النجم الكوميدي “لوران لافيت”، وأنه تم اختيار فيلم المخرج العالمى “وودي آلن” ( (Café Societyليكون فيلم الافتتاح بمسرح (Grand Théâtre Lumière) في قصر المهرجانات، وهو الفيلم الذي شارك فى بطولته عدد كبير من النجوم وأبرزهم “كريستسن ستيوارت” و”بليك ليفلى و”كورى ستول” و”ستيف كاريل” وآنا كامب”، والعمل من تأليف وإخراج “وودي آلن”، ووصلت ميزانية الفيلم إلى 30 مليون دولار.
كما أعلن رئيس المهرجان “جورج ميلر”، عن اختيار النجمة العالمية ناعومي كاواسي رئيسة للجنة تحكيم ركن (Cinéfondation) وركن “الأفلام القصيرة” الذي يشارك فيه أربعة أفلام سورية.
“سينما الثورة” في كان ..
وأعلن القائمون على المهرجان أنه وبعد دخول إثني عشر فيلمًا سوريًّا قصيرًا للسنة الماضية إلى فئة “الأفلام القصيرة”، تم قبول أربعة أفلام فقط لهذه السنة بجانب 2343 فيلمًا من مائة دولة.
ويُعدّ ركن الأفلام القصيرة ركناً ترويجياً وليس مسابقة ولكنّه واحدٌ من أهم الأسواق السينمائيّة في العالم, وهو فضاء يتيح الفرصة لمخرجي الأفلام القصيرة والتي لا تزيد مُدّتها عن ثلاثين دقيقة، للقاء جميع المهتمين بهذه الصناعة من مُموّلين ومنتجين ومخرجين وجميع الفاعلين الأساسييّن في صناعة السينما حول العالم، وهو مكان مثالي واستراتيجي لبيع وشراء الأفلام.
وأما الأفلام السورية المشاركة في هذه الدورة فهي:
فيلم “لون القمر” من إخراج الأخوين ملص، الشابان اللذان حصلا على جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في مهرجان هوليوود الدولي مؤخرًا عن فيلمهما “البحث عن عباس كيارستامي”، نص وإخراج: الأخوين ملص، تمثيل: محمد ملص.
والثاني فيلم “شكسبير في الزعتري” من إخراج معن موصلي وتمثيل نوار بلبل، وقد تم تصويره في مخيم الزعتري.
وأما الثالث فهو فيلم “عمى” وهو انتاج سوري – فرنسي مشترك عن الثورة السورية، قام بإخراجه الفرنسي يفوني مكدفيت.
وأخيرًا فيلم “على الطرف الآخر من كوكب الأرض” للمخرج سيمون صفية،
السينما السورية والعربية في كان.. كان يا ما كان
استطاعت السينما السورية ولأوّل مرة في تاريخها، الوصول إلى المسابقة الرسمية (قسم الأفلام القصيرة)، لمهرجان كان في دورته الـ (65) عام 2012، وذلك من خلال الفيلم الروائي القصير «فلسطين: صندوق الانتظار للبرتقال» للمخرج السوري المغترب بسام شخص (المقيم في هولاندا). ويدور موضوعه حول الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، متناولاً قصة اثنين من صناع الأفلام الفلسطينيين الشباب، يجدان أن عليهما إعادة صياغة أحلامهما وطموحاتهما أمام حقيقة أعباء الميزانية القاسية التي يواجهانها.
هذا ويعدُّ مهرجان كان في الجنوب الفرنسي، من أكبر المهرجانات السينمائية في العالم، بل المهرجان السينمائي الأول عالميًا. ويمكن القول إن علاقة السينما العربية بهذا المهرجان تعود إلى سنوات المهرجان الأولى أواسط الأربعينات (أي مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية) حينما كانت الأفلام المصرية تجد لها فسحة في التظاهرة الوحيدة المتاحة آنذاك وهي المسابقة.
بعد ذلك تسلَّلت أفلام لبنانية ثم تونسية وجزائرية ومغربية، ولاحقًا فلسطينية، واتسعت الحلقة في بعض الدورات لتحتوي على أفلام من كل هذه الجنسيات أو في معظمها معًا، وضاقت في أعوام أخرى، فلم تحوِ إلا على فيلم أو اثنين، وفي سنوات أخرى لم تحو أي فيلم على الإطلاق.
وقد عرفت جائزته الكبرى المسماة “السعفة الذهبية” طريقها إلى السينمائيين العرب عن طريق السينمائي الجزائري محمد لخضر حامينا، عن فيلمه “وقائع سنين الجمر”، وكان ذلك في دورة عام 1975.
ومنذ ذلك التاريخ بقي (حامينا) المخرج العربي الوحيد الذي يفوز بـ”السعفة”. ذلك أن السينمائي المصري الكبير الراحل يوسف شاهين منح “السعفة الذهبية” في الدورة الخمسين للمهرجان في سنة 1997، تكريمًا عن مجمل أعماله السينمائية لا عن فيلم معين.
وباستثناء (حامينا) و(شاهين) لم ينل أي عربي آخر “السعفة الذهبية”، غير أن مخرجين عربيين فازا بجائزة “لجنة التحكيم الخاصة” للمهرجان، و(هي ثاني أكبر جائزة تمنح في كان ويعتبرها السينمائيون “الجائزة التقديرية الأولى” لأن لجنة التحكيم تحدّدها على مزاجها السينمائي الفني الخالص)، فيما يعرف في المقابل أن منح الجائزة الأساسية أي “السعفة الذهبية” حتى وإن كان فني البعد غالبًا، إنما يخضع لحسابات واعتبارات متنوعة.
وتسجل الذاكرة أن الفائز الأول بجائزة “لجنة التحكيم الخاصة”، هو السينمائي اللبناني مارون بغدادي عن فيلمه “خارج الحياة” في دورة العام 1991، وقد تقاسم الجائزة مع الفيلم الدانمركي “أوروبا”.
أما الفائز السينمائي العربي الثاني بهذه الجائزة الكبرى، فهو الفلسطيني إيليا سليمان عن فيلمه “يد إلهية” في دورة العام 2002.
مجلة مستقلة، تعنى بشؤون الثورة السورية، نصف شهرية، تطبع وتوزع داخل سوريا وفي عدد من مخيمات اللجوء والتجمعات السورية في الخارج