مجلة طلعنا عالحرية

9 كانون الأسود اختطاف النشطاء الأربعة

رزان زيتونة .. المحاميّة الشجاعة

مُلهم الحسني

مساء هذا اليوم 9 كانون الأول، اليوم الأسود، يكون قد مرّ ثلاث سنوات على جريمة التغييّب القسري لرزان زيتونة وسميرة الخليل ووائل حمادة وناظم حمادي، حيث اقتحم ملثمون يُعتقد بارتباطهم بفصيل “جيش الإسلام” المعارض المُسلّح مكتب “مركز توثيق الانتهاكات في سوريا” في منطقة دوما، وهو المركز الوحيد الذي كان يوثّق الانتهاكات التي تُرتكب بحق السوريين وبحرفيّة عالية، وعلى مسافة واحدة من الجميع. وإنّ اختطاف النشطاء الأربع ما هو إلاّ جريمة، ليس فقط بحق المخطوفين الأربعة، وإنّما بحق الثورة ومبادئها التي قامت من أجلها، وهي الحرية والعدالة والكرامة لجميع السوريين.

 ثلاث سنوات مرّت من ذاك المساء، التاريخ الذي بات يعرفه جميع السوريين من تاريخ الثورة السورية، ولا تزال قضية النشطاء الأربعة تحظى باهتمام ومتابعة مختلف شرائح المجتمع السوري، نظراً لدورهم البارز في الثورة السلميّة التي قامت في سوريا منذ آذار 2011.

شخصيّاً، لقد نالني شرف معرفة رزان زيتونة عام 2009 حين كان أحد أشقائي معتقلاً في سجون نظام الأسد بتهمة دفاعه عن حقوق الإنسان. لم أكن أعرف رزان قبلها. وكان لرزان وقفة معنا كعائلة لا يمكن نسيانها ما حييّت. كانت امرأة شجاعة تتحلّى بجرأة كبيرة وصاحبة مبادرة؛ تسارع دوماً لحضور محاكمات المعارضين، وتقف في الصفوف الأولى لتقوم بواجبها كمحامية في الدفاع عنهم، وعن حقهم في التعبير عن الرأي.

عرفت رزان الإنسانة.. المرأة السورية الجسورة، القادرة على اقتحام المخاطر لإيمانها المُطلق والكُلّي بتحقيق العدالة والحرية والكرامة الإنسانية للسوريين. على الرغم من أنّ رزان تعرّضت قبل اندلاع الثورة السورية لخطر الاعتقال، والتحقيق عدة مرات من قبل أفرع المخابرات السورية، بسبب دفاعها عن المعتقلين (الإسلاميين خاصّة). وقد طردها رئيس محكمة أمن الدولة الاستثنائيّة من قاعة المحكمة في دمشق، ومُنِعَت من الدخول إليها بسبب مواقفها المُحقّة دائماً في الدفاع عن المعتقلين.

 إنّ عملية الاختطاف لرزان ورفاقها من قِبل -بحسب ما يُثار- فصيل عسكري يسمي نفسه “جيش الإسلام” ويَعتبر نفسه تابعاً لثورة السوريين، ماهي إلّا طعنة غدر في ظهر الثورة السورية، والسوريين الثائرين والثائرات الأحرار الذين دفعوا، ومازالوا يدفعون، من دمائهم وأنفسهم وحياتهم ومستقبل أبنائهم أغلى ما يملكون من أجل تحقيق العدالة للجميع.

 آخيراً، لا بُدّ أن يعلم الخاطفون أنّ جريمتهم لن تمر بلا حساب، ولن يفلتوا من العقاب، مهما طال الزمان. إنّ ثورتنا قامت من أجل إحقاق الحق، ومهما حاول المجرمون التنصّل من جريمتهم النكراء والتي تُعتبر جريمة بحق الثورة السورية، فلا بُدّ من أن تتحقق العدالة، وينال المجرم عقابه ولو بعد حين. ودوماً ننشد وسننشد الحريّة لجميع المعتقلين والمعتقلات، والمختطَفين والمختطَفات في سوريا.

Exit mobile version