إلى رزان وكل رزان
إلى وائل أو جلال كما كنا نعرفه
إلى ناظم عادل كما كنا نعرفه
إلى سميرة وإلى.. “بلدنا الرهيب”!
علي الدالاتي
في ذكرى غيابكم، لم نذكركم.. لأنكم لم تنسوا؛ فعار على الثائر أن ينسى ملهمه، وعار على الثورة أن تنسى أبناءها.
ولكن اليوم، وكنوع من الوفاء لأجيال لم تعرفكم من ثورتنا، قررنا الرسم لنصرخ بوجه العالم: إننا مازلنا نذكركم، ونذكّر بكم، ولنقول للمجرمين حتى لو غيبوكم في ظلامهم إن أرواحكم التي تعشق الحرية مازالت معنا.
اليوم عندما رسم أحد فناني الثورة صور رزان ووائل وناظم وسميرة على جدار بيت مدمّر، وأهله مقتولون بفعل قصف طائرة حربية تتبع مجرم يدعى بشار الأسد.. كان هناك دمج بين الدمار واللوحة.
أعترف لكم أنه ليس نوعاً من شيزوفرينيا الحرب، بل هو المكان المناسب لتذكير العالم بمن دفع أغلى ما يملك ليوثق تلك الغارات.
اليوم ذكرى اختطاف أصدقائنا، ليست مجرد ذكرى افتقاد أحبة على قلبنا في سجون الظلام، بل هي دعوة لكل من أحب المختطفين لإكمال درب الثورة من توثيق ونضال سلمي وإغاثة وإعلام.. والكثير مما كان يقدمه أصدقائنا.
اليوم نذكر دمشق والغوطة التي رفض المغيبون الأربعة الخروج منها رغم ما وصلهم من تهديدات، وكان خيارهم البقاء مع أهلهم لتقديم أكبر قدر من المساعدة.
اليوم نذكر مجزرة الكيماوي عام 2013 التي وثقها الأربعة سواء ضمن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا أو عبر يوميات الحصار التي كانت تكتبها سميرة..
اليوم نتذكر أول مظاهرة شاهدنا فيها أصدقاءنا، وأول كاميرا في التنسيقية أو علم ثورة، وأول سرير في أول مشفى ميداني.. كلها تذكرنا بكم. يا نوارس الحرية.. ولكن للأسف فقدناها مثلما فقدناكم!
اليوم هو وعد منا أن نكمل ما بدأتم به، بانتظار عودتكم مع باقي الأصدقاء من المعتقلين والمغيبين، لنرى ثمار ما عملنا عليه سوية، ونرى محاسبة المجرمين والقتلة بقضاء عادل كنتم تحلمون ببنائه منذ صيحتكم الأولى التي سبقت جميع السوريين.
أعتذر من رزان ومن وائل وناظم ومن سميرة إن كان النص الذي كتبته على عجل غير لائق بهم. ولكن هو جُهْدُ المُقلِّ..
وأعتذر إلى كل من فقدنا على مذبح الحرية من شهداء ومعتقلين ومختطفين لأن هذا الكلمات لكم جميعاً من شاب ثائر بثورة كنتم أجمل ما فيها، وكانت أيامنا معكم أجمل الأيام.
الجداريات رسم الفنان عزيز أسمر
تصوير: محمد حاج قدّور
صحفي سوري مقيم في إدلب، يدرس في كلية العلوم السياسية
مهتم بقضايا حقوق الإنسان والتهجير القسري في سوريا