طلعنا عالحرية- موقع مرقاب
يقوم موقع مرقاب بجمع وتلخيص ما تكتبه مراكز الأبحاث العالمية والعربية عن سوريا، انطلاقاً من قناعته من أن متابعة هذه المراكز تتيح فهماً أعمق لمواقف القوى الدولية والإقليمية المؤثرة في سوريا وما يجري في كواليس السياسة.
يقدم مرقاب هذه المادة بالتعاون مع مجلة طلعنا عالحرية مع كل عدد جديد، مستعرضاً فيها أبرز ما تناولته مراكز الأبحاث عن الشأن السوري.
أوجد أوباما فراغاً في الشرق الأوسط عبر امتناعه عن التدخل في الثورة السورية عدة مرات، وبسبب هذا الفراغ فقد تحركت السعودية لوضعها خطوطها الخاصة كما يقول دينيس روس من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
التصعيد الإيراني السعودي على خلفية إعدام الشيخ نمر النمر ينذر بتصعيد عسكري على المشرق العربي كاملاً؛ فالدولتان تمولان حروباً بالوكالة في عدة دول، ولكن الشرق الأوسط عصيّ على التنبؤ كما يقول الباحث كينيث بولاك في مركز بروكينجز، وإن كان التحليل المنطقي يقول إن إيران والسعودية لن تتورطا في حرب مباشرة بينهما، ولكن في مرحلة ما خلال الأعوام المقبلة، قد يخطئ أحد الطرفين في حساباته ويطلق العنان لقوة عسكرية وجيزة وحادة للغاية ضدّ الآخر، ولذلك يجب على هذين البلدين تفادي النزاع المباشر وحصر نزاعهما بالأراضي التابعة للأطراف الثالثة ذات الحظ السيء كما يقول مايكل نايتس من معهد واشنطن.
تطغى مشكلة اللاجئين وتهديد تنظيم الدولة على ما سواها حين يتم تداول القضية السورية؛ فنجد في دراسة مطوّلة نشرها مركز الجزيرة للدراسات تحليلاً للخطاب الإعلامي الأوروبي بخصوص قضية اللاجئين، وتخلص الدراسة إلى أن الإعلام الأوروبي اليميني قدّم صورة عنصرية للاجئين قائمة على التخويف من اللاجئين وشيطنتهم، على عكس الإعلام الأوروبي اليساري الذي قدّم صورة أكثر إنصافاً بحسب التقرير. وفي نفس الموضوع يتساءل بيتر ساديرلاند في بروجيكت سانديكت إن كان العام الحالي سيكون عاماً أفضل للمهاجرين، داعياً الدول الكبرى إلى قبول مليون لاجئ سنوياً على الأقل، وهو ذات النداء المشترك الذي أطلقته رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة مع فليبوا غراندي رئيس مفوضية اللاجئين: “لا تتركوا أي لاجئ خلفكم”
يدعو فرانك شتاينماير وزير الخارجية الألماني إلى توحيد الجهود ضدّ تنظيم الدولة، ويتحقق ذلك بحسب شتاينماير عبر دعم البيشمركة الكردية، وتأمين المناطق المحررة من التنظيم وإعادة إعمارها وأخيراً -وهو أصعب المراحل- أن تنخرط كل فئات السكان في سوريا والعراق في عملية سياسية مشتركة، وهو ما يراه ممكن التحقق إذا اتبعت القوى العالمية نفس الخطوات التي اتبعتها عندما أنجزت الاتفاق النووي مع إيران.
أما توني بلير فيدعو في مقال نشره في بروجيكت سنديكت إلى استراتيجية شاملة لهزيمة التطرف الإسلامي في 2016، ويجب أن تشمل تلك الاستراتيجية بحسب بلير على القوة والدبلوماسية والعمل التنموي، ويتطلب ذلك هزيمة تنظيم الدولة في كلّ الأماكن ومن ثم العمل على تسوية في سوريا بدون بقاء بشار الأسد في السلطة.
ولأن الأولوية الآن هي الحرب على تنظيم الدولة، يرى السفير الأمريكي السابق في روسيا ميشيل ماكفول أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى إلى التحالف مع روسيا لإلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة، ولكن بشرط أن تتوقف روسيا عن قصف حلفاء الولايات المتحدة في سوريا.
وفيما يخصّ الحراك السياسي الذي شهدته الثورة السورية ممثلاً باجتماع فيينا ومن ثم مؤتمر الرياض، يعتبر حازم نهار الباحث في المركز العربي في الدوحة أن روسيا ستسعى لـ”تفخيخ” هيئة التفاوض العليا المنبثقة عن مؤتمر الرياض بأسماء من طرفها بغية السعي إلى تمزيق المعارضة مرة أخرى، كما أنها ستسعى بالاشتراك مع إيران إلى تصنيف بعض الفصائل المشاركة في المؤتمر كحركات إرهابية، خاصة منها جيش الإسلام وحركة أحرار الشام، وهو ما يحتّم على المعارضة مرة أخرى توحيد جهدها العسكري، ومن ثم تغيير استراتيجيتها العسكرية في أوضاع القصف التدميري والأرض المحروقة في اتجاه حرب العصابات بحسب تحليل آخر قدمه المركز العربي أيضاً.
مجلة مستقلة، تعنى بشؤون الثورة السورية، نصف شهرية، تطبع وتوزع داخل سوريا وفي عدد من مخيمات اللجوء والتجمعات السورية في الخارج