150 طفلاً من طلبة كوباني لا زالوا رهن الاحتجاز لدى داعش منذ شهور
منذ عامين نقّلت الحكومة السورية مراكز تقديم الامتحانات لشهادتي التعليم الأساسي والثانوية بكلّ أقسامها إلى مركز المحافظة في حلب، مما أجبر عدداً كبيراً من الطلاب على عدم تقديم الامتحانات للعام الدراسي 2012 – 2013. ومع اقتراب امتحانات العام 2014 أعلن بعض المدرسين أن باستطاعتهم تأمين مواصلات ومكان إقامة لمَن يرغب بتقديم الامتحانات في المحافظة، شرط أنّ يتعّهد ولي أمر الطالب للمدرّس بأنّه لا يستطيع أن يحميهم من (القضاء والقدر)، وما يصيب أي طالب يصيبهم على الطريق.
وكما هي العادة عندما يخرج أحد من كوباني فإن عليه أن يأخذ موافقة أسايش المدينة، وعندما ذهب أولياء أمور الطلاب إلى مركز الأسايش قاموا بدورهم بتحذيرهم بحجة الأوضاع الصعبة التي تعيشها المنطقة، خاصة أن «داعش» كانت تقوم باعتقال مَن يعود إلى كوباني من حلب، ورغم ذلك أعطوهم تصريح الخروج.
وقبل أن ينتهي الطلاب من تقديم الامتحانات تواصل فرع الهلال الأحمر العربي السوري مع المدرسين بغية مساعدتهم للطلاب في العودة إلى كوباني عن طريق بوابة باب السلام الحدودية مع تركيا ومن ثمّ إدخالهم منها. إلا أن المدرسين لم يستجيبوا لدعوة الهلال.
وفي يوم الخميس 29 / 5 / 2014 وبعد انتهاء الطلاب من آخر مادة لهم في حلب تجمّعوا للعودة إلى أهاليهم في كوباني، وتم نقلهم في السرافيس التي تجاوزت العشرين وحافلتين. وعند وصولهم إلى حاجز تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام « داعش» في منبج بريف حلب حوالي الساعة الثامنة مساء حسب شهود عيان، طُلب منهم على الحاجز البقاء في المدينة لأن هناك اشتباكات على الطريق، على أن يكملوا رحلتهم في الصباح الباكر. وحسب ما رواه بعض الطلبة من الإناث بأن أمير التنظيم قد جاء إليهن وأخبرهن بأن يعدن إلى حلب. طبعا فقط الصبايا مع الإبقاء على الشباب محتجزين لديهم، على أن يتم التحقيق معهم وهذا ما أكدته الطالبات.
وأفادت رواية الطالبات بأن أعضاءاً من التنظيم قد جلبوا لهن سيارات لتعيدهن إلى مدينة حلب دون أن يتعرضن لأي مضايقات. وفور وصولهن إلى حلب كان الهلال الأحمر في استقبالهن ووضعوهن في مدرسة في حي الحمدانية الثالث، وذكرن أيضاً بان عدد الطلاب المحتجزين لا يقل عن 150 طالباً.
وفي اليوم التالي وعن طريق بعض الأشخاص الذين تمكنوا من زيارة الطلاب أكدوا بأنهم في مدرسة الشريعة في منبج رهن الاحتجاز الى أن يتم تعليمهم الصلاة، وقيل بأنهم عندما يسألون الحرس عن سبب الاعتقال أو عن وقت إطلاق سراحهم يقولون إنهم لا يملكون أي صلاحية وكل الصلاحيات بيد الأمير العام.
في يوم الاثنين 2/6/2014 تمكن طالبَان من الهرب من المدرسة، وعند سؤالهما عن طريقة هروبهما قال (خ) بأن مجموعة من التنظيم كانت تشرف على تعليمهم الصلاة وأمور الدين، «وعند تبديلهم وجدنا في باحة المدرسة سلماً فتسلقناه وذهبنا إلى مكتب نقل وأخبرنا صاحب المكتب عن قصتنا، وهو بدوره ساعدنا في تامين سيارة تقلنا إلى جرابلس. لنلتقي أهلنا لاحقاً ونخبرهم بأن جميع الطلاب بخير وبصحة جيدة».
في 28 / 6 / 2014 أفرجت داعش عن خمسة عشر منهم.
في يوم الخميس 10 / 7 / 2014 كانت هناك صفقة لتبادل الأسرى والجثث بين الدولة الإسلامية في العراق والشام في منبج و قوات الحماية الشعبية في كوباني، إلا أنها باءت بالفشل لتنصل داعش من الاتفاق ولايزال هؤلاء الفتية رهن الاحتجاز.
تحقيق لمكتب الرصد والتوثيق في مركز التآخي للديمقراطية والمجتمع المدني
مجلة مستقلة، تعنى بشؤون الثورة السورية، نصف شهرية، تطبع وتوزع داخل سوريا وفي عدد من مخيمات اللجوء والتجمعات السورية في الخارج