Site icon مجلة طلعنا عالحرية

ندوة بمرور2557 يوم على اختطاف رزان زيتونة وسميرة الخليل وناظم حمادي ووائل الحمادة

دعت مجموعة من منظمات المجتمع المدني السورية للقاء مفتوح عبر منصّة زووم، يوم الأربعاء 9 كانون الأول/ ديسمبر، وذلك بمرور سبع سنوات على اختطاف ناشطي دوما الأربعة (رزان زيتونة، سميرة الخليل، ناظم حمادي، ووائل الحمادة)، تحدث فيه أهالي المختطفين وأصدقائهم عن تطورات القضية.

وقامت الناشطة سوسن أبو زين الدين بتسيير الندوة، واستهلتها بعرض بيان منظمات المجتمع المدني الصادر بمرور سبع سنوات على تغييب النشطاء الأربعة.

ثم نقلت الميسرة الكلمة للسيد باسل الحمادة أخي الناشط المختطف وائل، والذي تحدث عن الألم الذي يعانونه كأهالي، والذي لا يختلف عن ألم من فقد أحبابه في معتقلات النظام فـ “لا يوجد جرح يعلو على جرح”. وتابع باسل الحديث عن نشاط أخيه وائل في مناصرة المعتقلين السياسيين قبل الثورة، والذين كان أغلبهم من الإسلاميين كما هو معلوم، وعن المفارقة الأخرى باختطافه من دوما المدينة التي أحبها وسكن بها. حتى إنه أشار إلى أن من أصبحوا قادة جيش الإسلام النافذين هم من كانوا الجيران الملاصقين لبيت عائلة الحمادة في دوما!

وتحدثت السيدة آمنة خولاني المنسّقة العامّة لحركة عائلات من أجل الحرية، والتي بدا عليها التأثر خلال قراءتها لرسالة من السيدة ميساء الحمادي العضوة في الحركة، وأخت الشاعر المختطف ناظم، خاصة عند ذكرها علاقتها القديمة برزان في بداية حراك شباب داريا 2003 وشعورها بالألم، وهي المعتقلة السابقة ولها ثلاث إخوة من الشهداء.. “ولكنه ألم مضاعف بسبب الطعن بالظهر؛ كون المختطفين كانوا محتمين في الغوطة الشرقية كمنطقة محررة؛ توقعوا أن يأمنوا على أنفسهم بها من ملاحقة مخابرات النظام” وكان الغدر من المكان غير المتوقع! وجاء في كلمة السيدة ميساء حمادي: “المجهول عذاب أكبر من أن لا تعرف النهاية..” كما تحدثت عن صعوبة نقل ذكريات أخيها الجميلة والكثيفة لأولادها وأطفال العائلة باختزال “بكلمة واحدة: لقد خطف!”.

وتتابع: “أي شيء مهما كان صغيراً يذكرنا به. أمي حتى الآن رافضة حضور أي حفل زفاف، ودائماً كان حلمها زفافه”!

وأرسلت السيدة رنا زيتونة أخت المحامية المختطفة رزان كلمة عفوية وحميمية تحدثت فيها عن رسائل أختها لها في المغترب، والتي أرادت رزان بها تذكيرها بسوريا وجمالها. وقبل أن تعتذر لعدم استطاعتها إكمال الرسالة نادت السيدة رنا أختها المختفية: “رزان أنت بالنسبة لي دمشق الياسمين.. تفوح بعطر الحب والنشاط  والجمال”.

بدوره تحدث أسامة نصّار رئيس تحرير مجلة طلعنا عالحرية، والذي كان مرافقاً للمختطفين في الغوطة الشرقية، عن رفضه للتعاطي مع هذه القضية كأمر مزمن ومستعص لا حلّ له، بينما الأمر ليس كذلك؛ فـ”الجرح مفتوح ونازف، والقضية مازالت بانتظار كشف الحقيقة.. وحتى تحرير أحبائنا المختطفين”، ثم انتقل أسامة للكلام عن القرائن التي تشير لتورط جيش الإسلام بالجريمة، وكونها قرائن قوية تحوي “شهادات وأسماء ووثائق” وأن الاتهام ينطلق من هذه القرائن، وليس من مجرد خلاف فكري أو سياسي مع المتهم.

وقد تحدث ياسين الحاج صالح الكاتب والمعتقل السابق وزوج المختطفة سميرة عن أهمية هذه القضية ورمزيتها وشبهها الكبير بالثورة السورية نفسها، وبدوره أكد اتهامه لقيادات جيش الإسلام “الأمنية والسياسية والدينية” في جريمة الاختطاف، كما لفت إلى أن جيش الإسلام فضلاً عن كونه يتحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية كسلطة أمر واقع في دوما، له سجل من الانتهاكات ومحاولات الاستئثار بأي سلطة  خاصّة بما عرف عنه من دخوله في حالة تصفية مع مجموعات معارضة عاملة في الغوطة الشرقية، وذلك ليرسّخ سلطته، “سلطة الحزب الواحد مكان النظام”.

وأدان ياسين أيضاً قيادات المعارضة السورية لتعاطيها الفاتر وغير الفعّال مع هذه القضية، وكذلك مشاركتها بتلميع صورة المشتبه به من خلال تنصيب محمد علوش كبيراً للمفاوضين، أو مباركة إعادة توظيف جيش الإسلام “كمرتزقة عند الأتراك” رغم السجل غير المشرف من الانتهاكات والانتهازية والجشع، فضلاً عن قلّة الكفاءة وضياع البعد الوطني في سلوكه.

وبعد ذلك تناوب المتحدثون الإجابات على أسئلة ومداخلات الحاضرين والتي دارت حول مساعي العائلات والأصدقاء والجهود التي يتم بذلها في هذا السياق، والتداعيات السياسية والقانونية؛ والتي منها تطور مسار قانوني في المحاكم الأوروبية “الفرنسية حتى الآن” يستكمل جمع الأدلة والشهادات ويلاحق المتهمين..

ولم يخفِ المتحدثون تخوفهم من أن الأسوأ قد حصل “تصفية المختطفين أو تسليمهم للنظام” خاصة أن النظام يضعهم على رأس قائمة المطلوبين لنشاطهم العام، وفي هذا السياق أشار ياسين لكون سميرة ورزان شاهدتان على مجزرة الكيماوي والتسوية التي تلتها، والتي حافظت على بقاء النظام في السلطة”.. غير أنهم حذروا من الركون للاحتمالات الظنّية والتعامل معها كحقائق في غياب الدليل، وبقاء الأمل بأن الأحباب أحياء يرزقون، بل سيكونون بيننا في القريب العاجل.

وكان من اللافت في مداخلات الحاضرين السؤال الذي تكرّر عما يمكن فعله الآن؛ سواء من المنظمات أو الأفراد، وقد أبدى قسم من الحاضرين استعداده لتقديم الدعم والعون في سبيل الكشف عن الحقيقة.

Exit mobile version