Site icon مجلة طلعنا عالحرية

مشاريع النظام السياحية على وقع المعارك! / فراس العلي

image_69979_ar

يتابع النظام حياته الطبيعية التي يتغنى بها على قنواته الفضائية مطمئناً مؤيديه أنّ الأزمة قاربت على الإنتهاء وأنهم قتلوا معظم المجموعات الإرهابيّة واعتقلوا الكثير الكثير منهم، ومع ذلك لم يهمل قطاع السياحة حيث بدأ يطرح المشاريع السياحيّة شمالاً وجنوباً.

كان أوّل مشروع سياحي قد أقرّته حكومة النظام في حلب منذ أيّام والثاني جاء قبله في مدينة السويداء، في وقت يقول عنه متابعون أنّ النظام انهار بكافة المجالات دون استطاعته أن يدخل حتّى في مشاركة القطّاع الخاص بإقامة المشاريع الاقتصاديّة.

إشغال حكومة النظام نفسها في المشاريع السياحيّة موهمة المواطنين أنّ الأزمة كما تصفها قد شارفت على الانتهاء وأنّ قطّاع السياحة لابدّ من دعمه من أجل ضمان مستقبل جيد للبلد وغير ذلك من المصطلحات التجاريّة، ليس إلّا لعبا على الحبال كي يبقى التمثيل الصوري للحكومة أمام مواطنيها فيما يخصّ تنفيذ الواجبات والتقيّد بصنع مستقبل البلاد وما إلى ذلك من مبادئ كتبت على الورق لا أكثر.

ففي حلب صادقت وزارة السياحة التابعة للنظام على عقد استثماري في المجال السياحي بكلفة وصلت إلى ثلاثة مليارات ليرة سورية مؤكّدة أنّ المشروع سيتكون من فندق برجي من مستوى أربع نجوم سيستوعب أربعمائة سرير وفندق آخر سيستوعب 110 أسرة.

أتوقّع أنّ السائحين سيقصدون حلب بشكل كثيف خاصّة أنّ الفنادق الآن أصبحت أجرتها تفوق الـ 3 آلاف ليرة سورية لليلة الواحدة مع حرص إدارة الفنادق على قطع المياه والكهرباء حتّى يعايش النزلاء في الفندق أجواء التخييم، فقد ملّ أبناء حلب من الترف الحاصل في مناطقهم ويحتاجون لفنادق توقظهم كلّ صباح على أصوات القصف والأعيرة الناريّة.

ولا نستبعد على سبيل الفكاهة أن تكون الفنادق في حلب هي الأولى من نوعها في العالم التي تقدّم خدمة جليّة للنزلاء وهي معايشة أفلام الأكشن بشكل يومي.

بتقدير أيّ متابع للواقع السوري وبالأخص ما يجري في حلب مؤخراً سيرى السخافة واضحة في هذه القرارات التي لا تغيّر من الحال ولا تؤثّر فيه سوى التأكّد من أنّ النظام في وادٍ يشارك مؤيّديه المشاريع الوهميّة والواقع في وادٍ آخر ينقل التطورات الميدانيّة الحاصلة كلّ يوم.

ففي الوقت الذي تنشغل فيه حكومة الأسد بإقرار المشاريع السياحيّة يتقدّم أبطال حلب ويسيطرون على مبنى البحوث العلميّة وقبلها على حي الراشدين ليصبحوا في حي جمعية الزهراء، هذا الدليل القاطع على أنّ النظام لم يبق له قوّة على الأرض لذا يشغل متابعيه بالقرارات الوهميّة التي تعطيهم على الأقل قدراً من الاهتمام من قبل المؤيدين له.

ولكي نتأكّد أكثر من نيّة حكومة النظام في إعمار البلد نراها توافق على مشاريع استثمارية في السويداء، ففي بدايات الشهر المنصرم قام منتدى رابطة المحاربين القدماء بالسويداء بافتتاح مشروع استثماري تصل كلفته إلى 180 مليون ل.س وسيؤمّن خمسين فرصة عمل قد تنجي السويداء من كارثة البطالة!

والله أعلم ماذا تخبئ أيضاً وزارة السياحة في الفترات القادمة فقد يكون لديها مشروع لبناء المنتجعات السياحيّة لتناسب المقاتلين الوافدين من إيران ولبنان وقت راحتهم سيما أنّ إقامتهم تبدو طويلة الأمد.

Exit mobile version