مجلة طلعنا عالحرية

مخيم الهول شرقي سوريا… إناء كبير يفيض بالغضب والأسئلة

تحول مخيم الهول شرقي سوريا منذ سنوات إلى إناء كبير يفيض بالغضب والأسئلة التي تبحث عن إجابات شافية. بهذا المكان تقطن نسوة وأطفال مسلحي تنظيم (داعش) الإرهابي، الذين تخلى عنهم أزواجهم وآباؤهم وخلافتهم المزعومة التي التحقوا بها؛ علاوة على حكوماتهم التي ترفض استعادة رعاياها. إلى جانب مدنيين سوريين وعراقيين فروا من الحروب الدائرة في مناطقهم، وانتهى بهم المطاف بالعيش تحت رحمة خيمة لا تقيهم برودة الشتاء، ولا حرارة الشمس الحارقة التي تتعدى 45 درجة مئوية بالصيف.
يبعد مخيم الهول نحو (45 كيلو متراً) شرق مدينة الحسكة، ويضم المخيم أكثر من 62 ألف شخص، 90% منهم نساء وأطفال، ويشكل السوريون والعراقيون النسبة الأعلى من تعداد قاطنيه. وبعد انتهاء معركة الباغوز ربيع 2019 والقضاء على سيطرة (داعش) العسكرية والجغرافية، نُقل الرجال إلى السجون والمحتجزات، فيما أُخرجت النساء والأطفال دون سن العاشرة إلى مخيمي (الهول) و(روج) بمدينة الحسكة، أما الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم 12 سنة فرحلوا إلى سجن الأحداث في قرية تل معروف التابعة لمدينة القامشلي الواقعة أقصى شمال شرقي سوريا.
ويضم المخيم قسماً خاصاً بالنساء الأجانب وأطفالهن المتحدرين من دول غربية وعربية، ويبلغ عددهم نحو 10734 ألفاً بحسب إدارة مخيم الهول، من بينهم 3177 امرأة، أما الباقي فأطفال دون سن الـ 15 بحسب سجلات وأرشيف إدارة المخيم.
يخضع مخيم الهول لحراسة أمنية مشددة؛ حيث يمنع خروج ودخول النساء إلا بإذن خطي من إدارة المخيم، وبرفقة عناصر من قوى الأمن الداخلي.
وعن جنسيات قاطني المخيم، تأتي روسيا على رأس القائمة، ويبلغ عدد النساء مع أطفالهن 2010 شخصاً، وهناك 50 امرأة وطفل من هولندا، ومن ألمانيا 160 امرأة مع طفلها، ومن أوزبكستان 458، ومن كازاخستان 640، بينما هناك 22 امرأة وطفلها من الجنسية الجورجية، و22 من أذربيجان، وهناك 404 من طاجيكستان، وهناك نحو 640 من تركمانستان، ومن أوكرانيا 134 سيدة مع طفلها.
كما يبلغ عدد النساء العربيات “المهاجرات” وأطفالهنّ 1453، عدا العراقيات، ويأتي المغرب على رأس القائمة، ويبلغ تعداد النساء منه 582، أما القادمات من مصر فكان عددهن 377 امرأة وطفل، فيما كان عدد النساء اللاتي يتحدرن من تونس مع أطفالهنّ 251. بينما الجزائريات كنّ 98 سيدة وطفلها، والصومال 56، ولبنان 29، والسودان 24، وليبيا 11، وفلسطين 8، والرقم نفسه من اليمن، و9 من دول أخرى.
وعلى مدّ النظر، تمتد صفوف متراصة من الخيام، رسم عليها شعار المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين، وسط هبوب رياح جافة مغبرة وتلبد الغيوم، وأكوام من النفايات، وخزانات ضخمة حمراء اللون، يتزود منها قاطنو المخيم بالمياه. فاللجنة الدولية للصليب الأحمر قدمت هذه الصهاريج، إلى جانب بناء المطابخ في كل قسم، مع دورات المياه والحمامات.
ومنذ سنة 2016 يستقبل مخيم الهول اللاجئين العراقيين ويتواجد فيه أكثر من 30 ألفاً وهم 8200 آلاف عائلة، وبحسب “منير محمد” رئيس مكتب خروج اللاجئين العراقيين: “عاد إلى العراق أكثر من 50 ألفاً طواعية حتى نهاية 2018. لكن منذ عام ونصف العام، ترفض السلطات الحكومية في بغداد استقبال مواطنيها الراغبين بالعودة”.
وذكرت إدارة المخيم أن أكثر من 20 ألفاً من العراقيين يريدون العودة إلى بلدهم، شريطة نقلهم تحت إشراف ومراقبة منظمات الأمم المتحدة، والجهات الدولية الإنسانية، خشية من عمليات انتقامية من الحشد الشعبي الذي بات يسيطر على مناطق كثيرة بالعراق.
ويقول منير محمد عن القوائم المرسلة من المكتب للحكومة العراقية: “الأسماء رفعت عن طريق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والصليب الأحمر الدولي. وفي كل مرة، يصلنا إخطار بالموافقة وبدء الترحيل، لكن يتم إيقافه لأسباب نجهلها”.


تشاهد على كل حبل أو سور خيمة مزيجاً من الألوان الزاهية، غير الأسود الذي كانت ترتديه جميع النساء والفتيات اللواتي يعشن في هذه البقعة: الوردي، والأزرق، والأحمر، والأخضر، والأصفر، وهي ألوان الملابس المغسولة من فساتين وبيجامات وقمصان وجوارب أطفال.
ويُقتل في المخيم شخص واحد كل يومين منذ بداية العام الجاري، حيث وصلت حصيلة الجرائم برصاص مجهولين خلال شهر آذار الماضي فقط إلى 17 شخصاً، وارتفعت لأكثر من 50 جريمة قتل منذ بداية العام بحسب أرقام نشرتها منظمة الهلال الأحمر الطبية الكردية، بينها ما لا يقل عن 5 من النساء، وحالات نحر بآلة حادة، فيما قتل العام الماضي 40 لاجئاً عراقياً ونازحاً سورياً.

Exit mobile version