أصدرت شخصيات سورية معارضة وثيقة سياسية تحت عنوان “نداء الى شعبنا السوري” وقعها أكثر من 300 مثقف وسياسي سوري وعدد من السوريين الفلسطينيين.
وقد تضمنت الوثيقة مراجعة نقدية للثورة السورية ورؤية الموقعين من أجل تصحيح مساراتها.
فيما يلي نص الوثيقة بالكامل مذيلة بأسماء الموقعين:
نداء إلى شعبنا السوري
من أجل الحرية والكرامة والمواطنة والديمقراطية
وجهة نظر نقدية لتصحيح مسارات الثورة السورية
على أبواب العام السابع لاندلاع ثورة شعبنا، ومع كل المآسي والكوارث الحاصلة، والتضحيات والبطولات، وادعاء هزيمة الثورة، بخاصة بعد ما جرى في حلب، آن لنا أن نراجع مسيرتنا، بطريقة نقدية ومسؤولة لمعرفة أين كنا وأين صرنا؟ أين أصبنا أو أخطأنا؟ ولماذا حصل ما حصل؟ وما السبيل إلى تصويب أوضاعنا؟ باعتبار ذلك من ضرورات العملية النضالية، وأبجديات العمل السياسي. فالثورات التي لا تنتقد ذاتها، وتصحّح مساراتها، تنحرف أو تضيع وتتبدّد طاقاتها وإنجازاتها.
لقد اندلعت ثورة شعبنا لإنهاء نظام الاستبداد والفساد، ومن أجل الحرية والكرامة والمواطنة والديمقراطية والعدالة والدستور، ومن أجل استعادة الدولة، فهذا هو معنى الثورة، التي استمرت طيلة السنوات الماضية رغم الصعوبات والتعقيدات، ورغم وحشية النظام، وفتحه البلد للتدخلات الخارجية، بخاصّة منها التدخّل العسكري الوحشي لإيران (مع ميلشياتها اللبنانية والعراقية والأفغانية) ثم روسيا، لوأد ثورتنا أو التلاعب بها وحرفها عن مسارها، وتحويلها إلى قضية لاجئين، أو صراع بين الطوائف، أو كقضية تتعلق بمواجهة الإرهاب، أو جعلها حقلاً للصراعات والأجندات الإقليمية والدولية.
وخلال الأعوام الماضية، تعرض شعبنا لأهوال غير مسبوقة، ووجد نفسه إزاء كارثة، المتسبّب الرئيسي فيها هو النظام، الذي يصرّ على اعتبار بلدنا “مزرعةً” خاصّة له وفقاً لشعاره: “سورية الأسد إلى الأبد”، مع مصرع مئات الألوف جرّاء القصف العشوائي، وإصابة أضعافهم بجروح، تسبّبت في إعاقة معظمهم، ومع اعتقال عشرات الألوف ومحاصرة مناطق كثيرة، الأمر الذي أدى إلى تحطيم المجتمع السوري، وتقويض وحدته، وتشريد الملايين منه.
ما كان للنظام وحلفائه أن يستطيعوا ذلك، لولا تساهل النظام الدولي السائد معهم، وضمنه سكوت أو تلاعبات الدول الكبرى، بخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وبعض الدول الإقليمية والعربية، التي حرصت على تخريب الثورة، وحرفها عن أهدافها، خشية من تأثيراتها في محيطها، في المشرق العربي، وعلى إسرائيل ذاتها، ناهيك أن الولايات المتحدة انتهجت استراتيجية قوامها عدم التدخل وعدم الحسم، واستدراج الأطراف الأخرى للتقاتل والتصارع في سوريا، لاستنزافها، الأمر الذي فاقم من تعقيدات الصراع في بلدنا ومن معاناة شعبنا.
ورغم أنها لم تستطع تحقيق أهدافها، فإن ثورتنا لم تنهزم، ولم تستسلم، بسبب روح الحرية التي أطلقتها في عقول وقلوب معظم السوريين. وإذا كان يمكن فهم الأسباب الموضوعية لذلك، والناجمة عن موازين القوى المختلّة لصالح النظام، بفعل التدخلات الخارجية، والعوامل الدولية والإقليمية غير المواتية للثورة، فإنه يجدر ملاحظة الأسباب الذاتية، التي أدت إلى مفاقمة عذابات شعبنا، وعوّقت الثورة، وأوصلتنا إلى ما وصلنا إليه، في غياب أفق الانتصار.
إننا ونحن نقوم بهذه المراجعة، وعبر هذا النداء، ندرك أن الثورات لا تأتي وفق مواصفات نظرية جاهزة ومسبقة، وأنه لا يمكن التنبؤ بمآلاتها، ولا التحكّم بتداعياتها، فهي قد تنجح كلياً، أو جزئيًّا، أو قد تفشل، كما يمكن أن تنحرف أو تُحرف عن مسارها وعن أهدافها. وندرك أن الانخراط في أي ثورة، لا يفترض الاشتراط عليها، لأن الانحياز لها هو انحياز للضرورة التاريخية، وللشعب، أي لسياق التاريخ وقيم الحق والحرية والعدالة، وانحياز للضحايا ضد الظلم والاستبداد.
أوهام ومراهنات ينبغي القطع معها
في هذا النداء، أو المراجعة، يجدر بنا أن نتحدث بدون مكابرة أو إنكار، وأن نعترف بشجاعة أخلاقية وبمسؤولية وطنية، ومن دون مواربة، بأن المآلات الخطيرة التي وصلت إليها ثورتنا، أثبتت عقم وإخفاق التصورات أو المراهنات، التي ارتكزت عليها، حتى الآن، وأبرزها:
أولاً، وهم المراهنة بأن العالم لن يترك شعبنا مكشوفاً إزاء بطش النظام، وأن نوعاً من التدخّل الدولي سيحصل، مما يسهّل على الثورة إسقاطه. هذا الوهم قاد إلى مسألتين خطيرتين، أولاهما، التعويل على الخارج والارتهان لأجنداته، بدل التعويل على إمكانيات شعبنا، ووضع أولوياته وحاجاته فوق كل اعتبار. وثانيتهما، تصعيد العمل المسلح بطريقة غير محسوبة أو مدروسة، ومن دون اقتران ذلك بالإمكانيات والاحتمالات. وكانت هذه المراهنة قد سقطت لاسيما بعد صفقة الكيماوي (أواخر 2013)، إلا أن كياناتنا السياسية والعسكرية السائدة، بحكم تركيبتها الهشّة وولاءاتها المتضاربة، وافتقادها الأهلية السياسية، لم تضع حداً لهذا الرهان، بل إنها زادت من تبعيتها وارتهاناتها للخارج، حتى في بنائها لهيكليتها، وخطاباتها، وسكوتها عن التدخلات الخارجية الفجّة والمضرة بالثورة. هذا يطرح السؤال الآتي: هل اعتماد المعارضة على المساندة الدولية والإقليمية وارتهانها، لها زاد من قوة الثورة أو أفادها، أم أنه أضعفها وقيّدها، ونمّى أوهامها وأدخلها في مغامرات غير محسوبة وجيرّها لحسابات متباينة ومضرة؟
ثانياً، شيوع وهم مفاده، أن إسقاط النظام، لن يتم إلا بالسلاح وحده، وأن العالم يمكن أن يسمح بإسقاطه بالصراع المسلح، فقط، والمشكلة أن هذا الوهم ـ الرهان تعزز مع استمرار إخراج أغلبية الشعب من معادلات الصراع مع النظام، بسبب التشريد والتهجير والحصار والقصف، إضافة إلى دخول إيران وروسيا، والميلشيات “الشيعية” للقتال ضد ثورة شعبنا، في مقابل سكوت ما يعرف بالدول الصديقة عن ذلك، فضلا عن امتناعها إقامة مناطق آمنة، وعدم دعمها للفصائل العسكرية بأسلحة نوعية. هذا القول لا ينطلق من عدم شرعية العمل العسكري ضد نظام متوحّش، ذهب إلى أقصى الحل الأمني في التعامل مع الثورة، بأشكالها الشعبية والمدنية التي سادت في الأشهر الأولى، ثم أدخل إيران وميلشياتها المسلحة (اللبنانية والعراقية والأفغانية) على خط الصراع، وبعد ذلك روسيا التي حشدت أساطيلها البحرية والجوية وقوتها الصاروخية، وإنما ينطلق من تحميل النظام المسؤولية عن كل ما جرى في البلد، بما فيه مسؤوليته عن اندلاع الثورة؛ لسده الأفق أمام التطور السلمي والديمقراطي، ومسؤوليته عن التحول نحو الصراع المسلح، والتدخلات الخارجية.
نحن هنا نميّز بين نشوء الظاهرة العسكرية في الثورة، المتمثلة بتشكيل (“الجيش الحر”)، والجماعات الأهلية المسلحة للدفاع عن أحياءها وقراها، من جهة، وبين قيام بعض الدول بإنشاء فصائل عسكرية، ذات خلفية أيديولوجية إسلامية غالبتيها متشددة، وتقديم المال والسلاح لها، من الجهة الأخرى. الظاهرة الأولى هي نتاج طبيعي للصراع بين النظام وأغلبية الشعب، فيما الثانية تعبير عن التلاعبات الخارجية بالثورة، للسيطرة عليها، والتحكم بتداعياتها، وفرض أجندة معينة على خطاباتها وأشكال عملها، مما أضر بها، وبصدقيتها، كما أضر بشعبنا. وكله يطرح التساؤل عن جدوى اعتماد الثورة على الخارج، فالدول ليست جمعيات خيرية، وهي تعمل لأجندتها ومصالحها، وكان الأجدى للثورة، أن تشق مسارها وأشكال كفاحها حسب إمكانيات شعبها، لأن الاتكاء على الخارج أوصلنا إلى ما وصلنا إليه. ثم هل كان من المقدّر للثورة، أن تقتصر على البعد العسكري، وأن تفقد بعدها الشعبي، ومظاهرها الشعبية؟ ومن الذي قرر ذلك؟ وما هي أثاره السلبية؟
ثالثاً، وهم المراهنة على “جبهة النصرة (فتح الشام لاحقاً)، وأخواتها، إذ أن هذا الفصيل الذي نشأ بشكل مريب، كونه لم يظهر نتيجة حراكات داخلية وتاريخية في إطار الحركات الإسلامية السورية، بقدر ما نشأ نتيجة لتلاعبات خارجية، لم يحسب نفسه يوما على الثورة، بل إنه ناهض مقاصدها علناً، براياته وخطاباته ونمط تعامله مع البيئات الشعبية، التي خضعت لسيطرته، فضلا عن أنه لعب إدواراً خطيرة في قتال “الجيش الحر” لإزاحته من المشهد، وفي تنكيله وملاحقته النشطاء السياسيين والإعلاميين، وفي تقويضه وحدة شعبنا وإثارة مخاوفه من الثورة، وتصويره إياها كأنها مجرد حرب أهلية أو طائفية أو دينية، الأمر الذي خدم النظام، ناهيك أن كل ذلك شوهّ صورة ثورتنا لدى الرأي العام العالمي وأضعف تعاطفه معها، إضافة لاحتساب “النصرة” نفسها على منظمة “القاعدة” أي إلى منظمة إرهابية دولية وإلى مرجعية غير وطنية. وهذا يأخذنا أيضا للحديث عن “داعش”، الذي غابت الحدود بينه وبين جبهة النصرة، وقد لعب دوراً أكبر وأخطر، من كونه ثورة مضادة، في تدميره مجتمعنا، واستنزاف ثورته، وقد بدا بمثابة وحش خرافي أو لعبة تديرها وتوظفها أطراف متعددة دولية وإقليمية. وهكذا فإن كل من “داعش”، و”جبهة النصرة” (وأخواتهما)، شكلان من أشكال الثورة المضادة، بأجنداتهما المختلفة عن أجندة الثورة، وباشتغالهما على إزاحة “الجيش الحر”، وقتال الفصائل الأخرى، والتنكيل بمجتمعنا، وفرض تصورات غريبة عن شعبنا، وكلاهما له مرجعيات غير سورية، وكلاهما وظف الإسلام بطريقة مؤذية للدين، ولشعبنا.
رابعاً، وهم المناطق المحرّرة. إذ أن معظم هذه المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، سواء نتيجة توجهه للتخفّف من عبء السيطرة عليها، أو بسبب مقاومتها له، تحولت إلى مناطق محاصرة، من الناحية العملية، بل وأضحت بمثابة حقول رماية لقذائف النظام وبراميله المتفجرّة، وساحات لتجريب الأسلحة والقذائف حسبما فعل الروس، بحيث غدت غير أمنة للعيش، وفاقم من ذلك نمط إدارة الفصائل المسلحة (النصرة وأشباهها) لهذه المناطق، التي اتسمت غالبا بالتعسّف والعنف والتطرف، وفرض طريقة للعيش لا يعرفها شعبنا، ناهيك عن اقتتال الفصائل فيما بينها، في ظاهرة غريبة تمثلت بقيام إسلاميين بقتل إسلاميين.
وفي الحقيقة فإن ثورتنا دفعت ثمناً كبيراً جراء التحول نحو العسكرة والعمل المسلح، الذي لم يأت بصورة طبيعية وتدريجيّة وبحسب الإمكانيات، ونتيجة غياب التكافؤ في موازين القوى، والافتقاد لاستراتيجية وخبرات عسكرية مناسبة، إذ تم التركيز على “تحرير مناطق” في حين لم تستطع هذه الفصائل تأمين الحماية لسكانها، ولا فرض نموذج مقبول لإدارتها، أي أن هذه الفصائل سقطت في امتحاني الحماية والإدارة، في حين أنها سهلت على النظام البطش بهذه المناطق، بعد أن تخفف من أكلاف السيطرة المباشرة عليها.
خامساً، وهم المراهنة على الكيانات والخطابات الأيدلوجية والطائفية، إذ أن ذلك أدخل الثورة في مخاطر جمة لأنه جرى دون مراعاة تنوّع مكونات الشعب، الدينية والمذهبية والأثنية، وبإزاحة الخطابات الأولية للثورة، المتعلقة باعتبار سورية بلداً لكل السوريين، وإقامة دولة مدنية ديموقراطية تعددية، علما أننا لا نخطّئ هذه الكيانات والخطابات لأنها إسلامية، بل لأنها أيدلوجية ومتعصّبة ومغلقة وإقصائية، وهذا موقفنا حتى لو تعلق الأمر بخطابات وكيانات يسارية أو علمانية او قومية، من ذات الطراز، لأننا ضد الاحتكار ومع الديمقراطية، والمواطنة المتساوية، ولأنه لا معنى للحديث عن وحدة الأرض بمعزل عن وحدة الشعب. فهل كان من الطبيعي الذهاب نحو خطابات دينية، أو أيديولوجية، في ثورة وطنية ديمقراطية، يُفترض أنها قامت ضد احتكار السياسة واختصار الشعب بجماعة معينة، وضد الاستبداد؟
إن هذا الخطاب الأحادي لم يحظ حتى على ثقة الأكثرية، التي ادعى تمثيله لها، فضلًا عن أنه قوّض الإجماعات بين مكونات شعبنا، وأثار مخاوفها البينيّة، وأفاد النظام. كما أن هذا الوضع، يطرح السؤال عن عدم تصدّي الجماعات الإسلامية المعتدلة لهكذا خطابات وظّفت الدين في صراعات السياسة، وشوّهت صورة الإسلام في تغطّيها به، وجعلته سند تبرير ممارساتها المسيئة لشعبنا وللعالم، سيما أن حركة “الإخوان المسلمين” ذاتها كانت أصدرت “وثيقة العهد والميثاق” (آذار 2012)، التي تعهدت فيها بإقامة دولة مدنية وديمقراطية، واحترام حريات المواطنين، لكنها لم تتمسّك بهذه الوثيقة، أو لم تحوّلها إلى ثقافة سياسية في أوساطها، ولم تقم بدحض الادعاءات، التي استندت اليها الجماعات المتطرفة والإرهابية، وقد أدى غياب النقد الإسلامي للإسلامويين المتطرفين والتكفيريين والإرهابيين، ليس إلى اضعاف الثورة فحسب، وإنما إلى اضعاف الاتجاهات الإسلامية المعتدلة أيضاً، وتقويض شرعيتها.
سادساً، وهم الضربة القاضية، أو ساعة الصفر، أو ملحمة حلب، أو الثورة إلى الأبد. فقد ثبت أنها كلها تصدر عن عقليات قدرية ورغبوية لا علاقة لها بالسياسة ولا بموازين القوى، ولا تبدي أي حساسية للأرواح والتضحيات ولا للأثمان الباهظة المدفوعة ولا لعذابات شعبنا، والمشكلة أن هذه المصطلحات، ظلت تتصدّر الواجهة بين “موقعة” وأخرى رغم انسحابات الفصائل من هنا وهناك، ورغم خسارتها المنطقة تلو الأخرى.
السؤال الذي ينبغي طرحه: هل كان من المحتّم أن تذهب الثورة إلى الحد الأقصى، في كل شيء، في الخطاب وأشكال العمل والمرتجى؟ ليس القصد، أن المطالبة بإسقاط النظام كانت خطأً؛ فهذا شعار مشروع، ويعبّر عن إرادة شعبية، وإنما القصد أن القوى، التي تصدّرت الثورة كان يُفترض بها إدراك أن الأمر لا يتعلق بالشعارات والحقوق فحسب، وإنما بالإمكانيات والقدرات. وكما شهدنا، فقد طغت العفوية والتجريبية والمزاجية والقدرية على الثورة في كل شيء، وكان ذلك طبيعيًا ومفهومًا في البدايات، لكنه بعد مضي عام تلو العام، اتضح أنه يثقل على الثورة، ويبدّد تضحيات شعبنا، حيث لم تتوفر للثورة قيادة واقعية وعقلانية، بل لم يتوافر لها أي شكل من أشكال القيادة، لا في السياسة ولا في العسكرة. وقد كان من شأن توافر هكذا قيادة تحديد الأهداف الممكنة، والأساليب الأنجع في مواجهة النظام، والتقليل ما أمكن من الخسائر، كما كان من شأنها الحذر من الاستدراج نحو العسكرة، أو نحو التسهيل على النظام إخراج الشعب من معادلة الصراع، إن بتشريد ملايين منه، أو من خلال فرض الحصار عليهم وقصفهم، في ما بات يُعرف بالمناطق “المحررة”، كذلك، كان من شأن قيادة كهذه معرفة متى ترفع هذا الشعار أو ذاك، ومتى تستخدم هذا الشكل الكفاحي أو ذاك، ومتى تتراجع ومتى تتقدم. وأخيراً، فقد كان من شأن هذه “القيادة” أن ترى في خروج السوريين إلى الشوارع، ونزع الخوف من قلوبهم، ثورة في حد ذاتها، من دون ترك الأمور تصل إلى ما وصلت إليه، وهو الأمر الذي اشتغل عليه النظام بدأب وصبر ملحوظين. وباختصار، فقد كان يمكن ان يعد ما حصل، في العام الأول، كمرحلة من مراحل الثورة، أو تجربة، أو محطة على طريق محطة ثورية آتية، مثلما حصل في تجارب الشعوب الأخرى.
سابعاً، وهم التمثيل، وإذا كان نظام الأسد لا يهمه، أو لا يبالي، سوى باستمرار سلطته على سوريا والسوريين، حتى ولو كانت شكلية، أي من دون سيادة فعلية، فإن المعارضة تبدو هي المعنية بتعزيز وجودها وشرعيتها، إزاء شعبنا، وإزاء العالم. وتتمثل مشكلة المعارضة، السياسية والعسكرية والمدنية، في أنها مفتّتة، وهذا لا يعني افتراض تطابق أو اندماج بين مكوناتها، بقدر ما يعني أنها غير منتظمة، وأنها لا تشتغل على أساس تكاملي، وأنها مازالت غير قادرة على مواجهة هذه المشكلة وحلها، بإيجاد إطار جامع، ومنظم، ويضمن حال التنوع والتعدد في المجتمع السوري وتياراته السياسية؛ مع كل التقدير للجهد المبذول في تشكيل “المجلس الوطني” و”الائتلاف” و”الحكومة المؤقتة” و”الهيئة العليا للمفاوضات”.
مشكلة المعارضة، أيضاً، أنها مازالت تشتغل بمعزل، عن حواضنها المجتمعية، ومن دون أية توسّطات أو شبكات متبادلة، في واقع تبدو فيه أغلبية شعبنا خارج معادلات الصراع، أو كضحية له، من دون أن يكون لها قدرة للتأثير عليه، بحكم انكسار كتلها الاجتماعية، بواقع تشرّد الملايين أو بسبب خضوعها للحصار أو لعلاقات الاستبعاد والتهميش، سواء في مناطق سيطرة النظام، أو فيما يعرف بـ “المناطق المحرّرة”، وهذه معضلة كبيرة في واقعنا السوري.
فوق هذا وذاك ثمة مشكلة كبيرة تتعلق بضعف إدراكات المعارضة لمكانتها ودورها، كما بمدى استثمارها لهذه وتلك، إذ مازالت حتى الآن غير قادرة على تطوير واقعها، بالتحول إلى طبقة سياسة واعية لذاتها، ولمهمتها في إثبات نفسها وشرعنة وجودها كبديل للنظام، وكممثل للسوريين، حيث لا يظهر ذلك في ادراكاتها السياسية، بقدر ما يظهر أنها مجرد هياكل وقوى تستكين أو تنضبط للدور المرسوم لها، من الفاعلين الدوليين والإقليميين، دون أن تكون مبادرة، وتفعل شيئاً لإضفاء شرعية شعبية على شرعيتها الرسمية، أو لجهة تطوير احوالها، بتوسيع هيئاتها، على قواعد مؤسسية وتمثيلية وديمقراطية، وقواعد تنظيمية سليمة.
ثمة أسئلة للمعارضة، ومثلا، هل تستطيع هذه المعارضة، أن تقول إنها نجحت في إدارة أوضاعها، وفي إدارة الصراع ضد النظام؟ أو هل هي تعتقد أن الاستمرار على ذات الطريق، وبالبنى والمفاهيم نفسها، سيوصلها إلى الهدف المنشود؟ وهل قدمت أقصى وأفضل ما عندها؟ أم أن ثمة ثغرات كبيرة، تفترض منها اجراء مراجعة ومحاسبة لتطوير أحوالها وأدائها؟
هذا النداء هو بمثابة دعوة للمراجعة ولاستنتاج العبر، وإحداث قطيعة مع هذه التوهمات والرهانات لانتشال الثورة من مأزقها، ووضعها على مسارها الصحيح، ولاستعادة مقاصدها النبيلة، وإعادة بناء كياناتها، وتصويب خطاباتها، وترشيد أشكال عملها وطرق كفاحها.
مهمات في مسار جديد للثورة السورية
إننا في هذا النداء لا نقدم نقداً للمسار الذي وصلت ثورتنا إليه، فقط، وإنما نحاول، أيضاً، استنتاج الدروس، لتصويب مسار الثورة ووضعها على الطريق القويم، وهذا يتطلّب:
أولا، استعادة ثورتنا لخطاباتها او لمقاصدها الأساسية، التي انطلقت من أجلها، بتأكيد طابعها كثورة وطنية ديمقراطية، ثورة تهمّ شعبنا بمختلف مكوناته الدينية والمذهبية والأثنية والمناطقية، ثورة تقوم من أجل التحرر من نظام الاستبداد والفساد، وإقامة دولة مؤسسات وقانون ومواطنين أحرار ومتساوين في دولة مدنية، تنتهج النظام الديمقراطي وتوفر العدالة الاجتماعية في الحكم، وفي العلاقة بين سائر مكونات المجتمع والدولة.
ثانيا، الاشتغال على بناء كيان سياسي جمعي جبهوي للسوريين، تعترف الأطراف المشكلة له ببعضها، بمشتركاتها واختلافاتها، وتجتمع على الهدف الأساسي للثورة، بغضّ النظر عن الخلفيات الفكرية، وبعيداً عن العصبيات الأيدلوجية أو الهوياتية أو الدينية. هذه مهمة ملحّة لنا كسوريين، وينبغي علينا الاشتغال عليها، لملء الفراغ الحاصل، سيما أن الائتلاف بواقع عجزه وانغلاقه وضعف أهليته وقصور تمثيله ومشاكله التنظيمية، لم يستطع أن يرسّخ مكانته عند شعبنا، ولم يستطع أن يأخذ دوره في صياغة خطابات جمعية تعبر عنه، ولا قيادة كفاحه. ويهمنا هنا أن نؤكد سعينا الحفاظ على هذا “الائتلاف” لكن على قاعدة تطويره وتوسيع تمثيله، وتعزيز فاعليّته، وهذا مرهون أيضا بما ينبغي على الائتلاف فعله.
ثالثا، طوال الفترة الماضية، بدا أن تيارات من لون أيدلوجي معين، تصدّرت الثورة السورية وطبعتها بطابعها، وهو ما أضرّ بطابعها كثورة وطنية ديمقراطية، بسبب تعصّبها وتطرّفها وانغلاقها وروح الاقصاء عندها، وهو ما أثار المخاوف منها حتى في أوساط شعبنا بمختلف مكوناته، في المقابل فقد غاب التيار الديمقراطي تقريباً، إذ لم يستطع العمل بوصفه كتلة أو بوصفه تياراً، بمعنى الكلمة، باستثناء وجود شخصيات ديمقراطية مؤثّرة، لها تاريخها ومكانتها، عبّرت عن مواقفها النقدية بصراحة في وسائل الإعلام، وحتى في بعض هيئات المعارضة.
معنى ذلك أن الوضع يتطلّب بذل الجهود لبلورة تيار وطني ديمقراطي في الثورة السورية، لأن في ذلك ضرورة موضوعية، لمصلحة شعبنا وثورته، وأيضا كتعبير عن كتلة واسعة في المجتمع وفي المعارضة. لكن قيام هذا التيار، تحت أي مسمى، يحتاج إلى خطوات مدروسة ومتدرّجة، كما يحتاج إلى رؤى سياسية، تبرّر وجوده وتعبّر عن هويته. وفي هذا الصدد، فإننا نثمّن عالياً كل المبادرات والتصورات التي تشتغل في هذا الاتجاه، بعقلية منفتحة، بعيداً عن الاستئثار والاحتكار، وعن ادّعاءات المركز والأطراف، أو فوق وتحت، أو النخبة والقواعد، وكلها ستساهم في توليد هذا التيار، بطريقة سليمة.
رابعاً، أشكال الكفاح، بديهي أن الأوضاع، باتت خارج السيطرة وأن الصراع على سوريا (أي الدولي والإقليمي) بات يغلب الصراع في سوريا (بين النظام وأغلبية الشعب)، وأن ذهاب النظام نحو اقصى العنف الدموي وتشريعه التدخّل العسكري الإيراني والروسي، سهّل أخذ البلد نحو الصراع المسلح، إننا ونحن نعترف بصعوبة هذا الوضع، نؤكد على أهمية إعادة تنظيم الشعب، وبناء كياناته السياسية والمدنية، لإطلاق موجة جديدة من الكفاح الشعبي، وبحسب الإمكانيات، مع تأكيدنا صعوبة ذلك بحكم خروج الشعب من معادلات الصراع، بواقع تشريد الملايين، الذين باتوا لاجئين خارج البلاد. لكن كل ذلك لا يمنع، بل يجب أن يحثنا على البحث عن طرق كفاحية، تقلل من أكلاف الصراع، وتحقق أفضل الإنجازات ولو على المدى الطويل. من جانب أخر، وطالما أن الصراع المسلح، بات الشكل السائد لأسباب عديدة، فإننا نرى بأن الأمر يتطلب إنشاء جيش وطني، يضع حداً للتشرذم والفصائلية، وينتهج استراتيجية كفاحية مدروسة، تتأسس على الإمكانيات الذاتية، وعدم الارتهان لأجندات الخارج، ويأخذ في اعتباره قدرة الشعب على التحمل، ومراعاة الأوضاع السياسية الدولية والإقليمية، لأن أي عمل عسكري ليس له أي قيمة، إذا لم يستثمر في إنجازات سياسية.
خامساً، طوال الفترة الماضية، ظلت أغلبية شعبنا هي المغيّب الأكبر عن كيانات المعارضة، السياسية والعسكرية، وحتى من دون أية أشكال أو شبكات تتوسّط بينهما، سواء في الداخل والخارج، هذا يضعنا أمام مهمة ملحة، تتعلق ببذل الجهود لإنشاء كيانات أو ممثليات شعبية في الداخل والخارج، عبر تنظيم مؤتمرات، ينبثق عنها ممثلين على أساس الكفاءة والنزاهة والروح الكفاحية وبوسائل الانتخابات حيث أمكن ذلك.
سادساً، ظلت المسألة القومية، وبخاصة الكردية من أهم المسائل المطروحة على الثورة السورية، فنحن إزاء شعب تعرض لمظلمة تاريخية، وسلبت حقوقه الفردية والجمعية، وحرم من حقوق المواطنة والحقوق القومية، بغض النظر عن رأينا بهذا الحزب أو ذاك في مجتمعات الكرد السوريين. هكذا لم تعالج المسألة الكردية بمنهج، ينبثق من قيم الحرية والمساواة والعدالة في الثورة السورية، وهذا أحد أوجه قصورها، كما يرجع ذلك إلى الارتهانات الإقليمية أيضاً. في المقابل فإن بعض الأطراف الكردية، ظنّت أن هذه هي الظروف المواتية لخلق كيان كردي مستقل، تحت عناوين مختلفة، الأمر الذي أخرج بعض الكرد من معادلات الصراع مع النظام، بل ووضعهم في خصومة مع الثورة السورية، حتى أن البعض انتهج ممارسات تسلطية واقصائية بحق الكرد لفرض ارادته عليهم.
إننا نرى أن حل المسألة الكردية والمسالة القومية لبقية المكونات حلاً عادلاً، في هذه المرحلة، يأتي ضمن الثورة الوطنية الديمقراطية، وضمن ذلك مثلا الاعتراف للكرد بحقوق المواطنة المتساوية كسوريين وبحقوقهم الجمعية والقومية، كشعب، في إطار الوطن السوري، في هذه المرحلة، مما يتطلب أيضا إيجاد تمثيل سياسي مناسب للكرد السوريين وبقية المكونات من سريان وآشوريين وتركمان في هيئات المعارضة، وصوغ خطابات لا تقلل من الصبغة القومية للشعب الكردي وغيرهم، ولا من وحدة سوريا، ولا تعادي الصيغة الفدرالية، التي تتأسّس على قاعدة جغرافية (لا اثنية ولا طائفية)، وضمن نظام ديمقراطي؛ وباختصار لا ينبغي ترك المكون الكردي وغيره لتلاعبات النظام والقوى الخارجية.
سابعاً، فيما يخص العلاقات مع الخارج فإن الثورة السورية في ظروفها الصعبة والمعقدة بحاجة لتوسيع معسكر الأصدقاء، ووعي المعطيات المحيطة بها دولياً وإقليمياً وعربياً، كما هي بحاجة لإيجاد مقاربة سياسية بين أهدافها والقيم العالمية السائدة، قيم الحرية والمساواة والمواطنة والديمقراطية والعدالة، فهذا هو الخطاب الذي يفهمه العالم والذي نحتاج إليه للتعويض عن موازين القوى المختلة لصالح النظام وحلفائه.
ومن جانب أخر فإن ثورتنا معنية بإيجاد التقاطعات بين أهدافها وبين سياسات الدول الفاعلة المساندة لحق شعبنا بالتخلص من النظام، لأنه من دون ذلك، فإن العالم لن يسمح لنا بتحقيق أهدافنا. وضمن هذا الإطار، فإن ثورتنا معنية بتأكيد حقها المشروع في استعادة الجولان السورية المحتلة، ومساندة حق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، من دون أي مواربة، ومن دون أية توهمات، قد يأخذها البعض، إذ أن أحد أهم أسباب تعقد المسألة السورية ناجم عن وجود إسرائيل، التي ترى في النظام بمثابة حام لأمنها، وحارس لحدودها، فضلا عن أن وجود كيان استعماري واستيطاني وعنصري يتناقض مع ثورة الحرية والكرامة والمواطنة ومع قيم العصر، فالحرية لا تتجزأ.
ثامناً، إن حديثنا عن دولة مدنية ديمقراطية ودولة مواطنين متساوين وأحرار، ينبغي النص عليها في دستور، ينفي مفهوم الأقليات والاكثريات الدينية أو الأثنية، وينفي الصراعات الهوياتية، هذا لا يعني انتفاء الطوائف، وإنما انتفاء الطائفية، فالطوائف حالة قائمة وتعبير عن كتل اجتماعية في حين أن الطائفية هي تعبير عن استغلال الطوائف وتوظيفها في السياسة وفي الصراعات على السلطة. ففي الدولة المدنية الديمقراطية تغيب أو تذوب الأقليات والأكثريات من أي نوع، أي تغييب الانقسامات العمودية في المجتمع، وتغدو انقسامات أو الأصح اصطفافات أفقية، عابرة للأقليات والأكثريات ولكل المكونات، إذ تتأسّس على المصالح الاقتصادية والرؤى السياسية، وهكذا تخلق دولة المواطنين، ويغدو المجتمع مجتمعاً بصورة حقيقية.
تاسعاً، الحل التفاوضي أو الحل الانتقالي، وهو حل تفرضه طبيعة الصراع في المستويين الداخلي والإقليمي -الدولي على سوريا، وطبيعة موازين القوى، ويقوم على معادلة مفادها أن لا أحد يربح ولا أحد يخسر، لا النظام ولا المعارضة، لذا فإن من مصلحة الثورة التأكيد على أن أي حل انتقالي أو دائم في سوريا، ينبغي أن يتأسس على تلبية مصالح وحقوق كل السوريين، حتى مع تنوّعهم واختلافاتهم، بداية من الوقف التام لكل أعمال القتل والتدمير والتشريد، والإفراج عن المعتقلين، ورفع الأطواق الأمنية عن المناطق المحاصرة، وإخراج الجماعات او الميليشيات المسلحة الأجنبية من البلد، بضمانة قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي ومع تواجد قوات دولية. هذا هو الشرط اللازم لأي بداية لحل سياسي، وتأتي بعد ذلك الخطوة التي لا بد منها، وهي صياغة دستور جديد يضمن حقوق المواطنة، وأهمها الحرية والمساواة بين جميع المواطنين، في دولة مؤسسات وقانون، والاحتكام للقواعد الديموقراطية في تداول السلطة، باعتبار ذلك الحل الأمثل والمتوازن، والذي يتناسب مع المعايير الدولية، لأن أي حل آخر، لا يصبّ في هذه المسارات، ولو بالتدريج، سيعني استمرار الواقع الراهن، لا سيما ان إعادة انتاج النظام القديم أصبحت غير واقعية.
إن المعارضة السورية، في وضعها الحالي، وفي ظل المعطيات الدولية والإقليمية والعربية غير المواتية، مطالبة بإظهار ذاتها كممثل لمصالح وحقوق كل السوريين، بالتأكيد أنها معنيّة بوقف الصراع الدامي والمدمر، سيما أن النظام وحلفائه (وخاصة إيران وروسيا) هم من يتحكمون بذلك، ولأنه ليس من صالح المعارضة الظهور كمن يعارض الحل السياسي، لأن هذا الموقف يبقيها على الخريطة، ويسمح لها بالتحرك وتوسيع هامشها، وفرض بعض مطالبها في هذه المرحلة من مراحل الصراع. هكذا فإن المعارضة معنية بإظهار النظام بمظهر الرافض لوقف القصف والتدمير والحل السياسي، بدل منحه صك براءة بإعلانها هي رفض المفاوضات ورفض الحل السياسي، لأن النظام وإيران هما من يرفض هذا التوجه، ويشتغلان على كسب الوقت، وفرض الأمر الواقع. كما على المعارضة، أن تفعل ذلك للاستثمار في تعميق التباين الروسي ـ الإيراني وترسيخه، بخصوص المسألة السورية.
وبديهي أن هذه الأمور لن تلق استجابة فورية أو سهلة، وأن الأمر سيحتاج إلى مزيد من عض الأصابع أو كسر العظام، فهذه هي طبيعة الثورات والصراعات السياسية، ولاسيما من نمط الصراع السوري، حيث يخوض النظام حرباً، يعتبرها وجودية بالنسبة له. ولعل معضلة شعبنا الأساسية، في هذا السياق، أن إسرائيل تقع على حدوده الجنوبية، وأن سوريا ليست بلدا نفطيا، وأنها بلد مفتاحي في المشرق العربي، بمعنى أنها، من بين كل الثورات الحاصلة في مصر وليبيا وتونس واليمن، هي التي تفتح على تغييرات أخرى، في عموم المنطقة، ولاسيما في المشرق العربي، وهو ما لا يلائم عديداً من الأطراف.
وفقاً لهذا العرض، فإن المعارضة، بكياناتها السياسية والعسكرية والمدنية، سيما القوى الفاعلة فيها أو المشكّلة لها، معنيّة بإجراء مراجعة نقدية ومسؤولة لأوضاعها: خطاباتها، ومساراتها، وأشكال عملها، وعلاقاتها بمجتمعها ومع الخارج، لأن السير على ذات الطريق الذي سارت عليه في السنوات الماضية لن يؤدي إلا إلى تآكل صدقية الثورة، وانحسار دورها كمعارضة، وتاليا تبديد معاناة وتضحيات شعبنا، ما يفيد النظام ويطيل أمد حياته.
هذه هي مراجعتنا لمسارات ثورتنا المجيدة، وهذا هو نداءنا لشعبنا لتصحيح هذه المسارات على طريق الحرية والكرامة والمواطنة… عاشت سوريا وعاش الشعب السوري.
التواقيع بحسب الترتيب الأبجدي ومع حفظ الألقاب:
أحمد البرقاوي – احمد الشرقاط – احمد الرفاعي – أحمد عوض ـ أحمد علي شبيب ـ أحمد يوسف ـ احمد كنعان ـ أحمد مظهر سعدو ـ احمد الكيالي ـ أحمد الحمود ـ أحمد أبو عمار ـ أميرة الحلبي ـ آكاد الجبل (محمود عيسى) ـ إبراهيم محمد- إبراهيم هواش- ابراهيم ابراهيم ـ إبراهيم قعدوني – إبراهيم بيرقدار ـ إبراهيم ملكي ـ أسد خياط ـ أسامة سعد الدين ـ اسلام ابو شكير ـ أسوان نهار ـ إياد أحمد سيد عيسى ـ إلهام حقي ـ آشتي أمير – افنان التلاوي- أنور بدر ـ اندريه حيدر- أكرم يانس ـ إيهاب غادري ـ إياد الخطيب ـ باسل العودات- باسل أبو حمدة ـ بتول الضلي ـ بدر منصور ـ بدر الدين عردوكي ـ براء جمعة ـ بسام درويش ـ بسام العيسمي ـ بشار عبود- بكري حمادة ـ بلال الداش ـ تركي الدرويش- تركي خلف الحسان ـ تميم صاحب ـ تهامة الجندي – توفيق حلاق ـ تيسير الخطيب ـ جبران الدروبي ـ جمال حمور- جمال شيربو- جمال السالم ـ جوان يوسف- جرجس مطر – جمعة الحمود ـ جنان صلاح ـ جمال سعد الدين ـ جميل سامي ـ حازم نهار ـ حمزة الصوفي ـ حاتم زينب ـ حكمت بو حسون ـ حسن أبو الوليد ـ حسن باكير ـ حسن خليفة ـ حسن شندي ـ حسان العاني ـ حسام الدين الجرد ـ حكمت بو حسون ـ حمود قطيش ـ حيدر عوض الله ـ حيان جابر ـ خالد حاج بكري ـ خالد محاميد ـ خالد قنوت ـ خالد خشوف – خالد الدوس ـ خالد حسن العكلة – خالد العمر ـ خالد حسين محمد ـ خالد فارس ـ حمدو صفية ـ خليل زعترة ـ خليل عريشة ـ خلدون الحجة ـ راكان سليمان رجوب- رامي زين الدين ـ رانيا المالكي ـ رافع يوسف ـ ربيع الراوي ـ ربيعة خيرات ـ رعد أطلي ـ رضوان السكري ـ رنا بركات ـ رفيق قوشحة ـ رديف مصطفى- رستم التمو- رزق المزعنن ـ نوار بلبل ـ رياض درار ـ رياض شهاب ـ رياض الحافظ ـ زكريا السقال ـ زرادشت محمد- زياد القاسم ـ زياد قباني ـ زياد عبد الرحمن ـ سفيان اسماعيل- سامي الظاهر الملحم ـ سامح خلف ـ سامر كعكرلي ـ سميرة المسالمة ـ سحبان سواح ـ سعد فهد الشاويش ـ سليمان الأسعد ـ سليمان مبارك ـ سلام أبو شالة ـ سليم حديفة ـ سليم البسط ـ سمعان بحدة ـ سناء حويجة ـ سومر هابيل – شادي عبيد ـ طارق الصفدي ـ طاهر حاج طاهر ـ طلال علي الفرج الخفاجي ـ صدام حسين الجاسر ـ صافي علاء الدين ـ عاصم جميل ـ عبد الرحيم خليفة- عبد الجليل رعد – عبد الله تركماني – عبد الرزاق احمد الجيد – عبد الله خليل الفرج ـ عبد القادر مصطفى ـ عبد القادر خيشي ـ عبد الكريم العوض ـ عبد العزيز ديوب ـ عبد السلام سلامة ـ عبد المؤمن علايا ـ عقاب يحيى ـ عصام دمشقي- عصام فاعور ـ عدنان عبد الرزاق- عدنان النجار ـ عبد الباسط بيطار ـ عبد الحليم رومية ـ عبد الرزاق حميدي ـ عبد الله يونس ـ عمار ميرخان ـ عماد أبو شاهين ـ عمران كيالي ـ عماد قصاص- عماد سلمان العشعوش – عبده الأسدي ـ على طلال غانم ـ علي منصور ـ علي التل ـ علوان زعيتر ـ علاء المتني ـ عمر صباغ ـ عمر اسكيف ـ عدي أتاسي ـ غالية قباني ـ غازي سويدان ـ غسان الجباعي ـ غصون أبو الذهب ـ فايز سارة ـ فايز قنطار- فايز عمار ـ فاطمة الحاج عبد ـ فائزة جلبي ـ فراس علاوي ـ فخر شلب الشام- فصيح علي الخلف ـ فضل السقال ـ فضيلة الشامي ـ فيصل الأعور ـ فهد الحسن ـ فيصل الرمضان ـ فؤاد إيليا ـ فواز غادري ـ قاسم محمد الحايك ـ قحطان الحاج عبدو ـ لازكين كوران ـ ليلى خلف ـ ليلى الصفدي – مازن عدي – مازن الرفاعي – ماجد كيالي ـ ماري تيريز كرياكي ـ ماري عيسى ـ محمد حمام – محمد الشهابي ـ محمد العبد الله ـ محمود خزام ـ مروان خورشيد – مروان الاحمد – مروان سعد ـ مريم احمد محمد – مديحة مرهش ـ محمد عنتابلي ـ ملهم سمير ـ منى أسعد ـ منى خلاص ـ موفق نيربية ـ موفق أبو خالد ـ موفق كنج حرب ـ منصور الاتاسي ـ منصور خزعل -مها غزال ـ مظهر ملوحي ـ مظهر الناطور – مروان عبد الرزاق (ابو بحر) – محمود عادل باذنجكي ـ محمود النجار ـ محمود هلال ـ محمود علي الخلف ـ محروس الخطيب ـ محمد شحيبر ـ محمد نضال قصاص ـ محمد عبد الحميد أبا زيد ـ محمد باسل ـ محمد العقاب ـ محمد ياسين حلبي ـ محمد حمدان الصالح ـ محمد الفضلي ـ محمد قنطار ـ محمد موفق السلطي الكراد ـ محمد أبو موفق الكراد ـ محمد الدغيم ـ محسن الدروبي ـ مصطفى الدروبي ـ مصطفى عثمان ـ مصطفى الولي ـ مقداد سوادي ـ مهند شروغ ـ موسى المجبل ـ موسى أبو ضاهر ـ ميادة خلاص ـ ميساء كيوان ـ مي سكاف ـ ميشيل كيلو ـ ناصر العلي- ناصر الأعرج ـ ناهل غادري ـ ناديا حمادة ـ نبيل إبراهيم ـ نذير الحكيم ـ نصر اليوسف ـ نجم الدين السمان – نغم الغادري – نسيب رزق ـ نواف الركاد – وسيم حسان ـ هيثم بدرخان ـ هيثم رحمة ـ هنادي الخطيب ـ هنادة الرفاعي ـ وائل التميمي ـ وليد حسنية ـ وسام اشتي ـ وائل الخالدي ـ وائل السواح ـ وليد النبواني ـ وحيد العاسمي ـ ياسر الددو ـ ياسر المصري ـ يارا مطر ـ يوسف دعيس ـ يولا حنا ـ ..
مجلة مستقلة، تعنى بشؤون الثورة السورية، نصف شهرية، تطبع وتوزع داخل سوريا وفي عدد من مخيمات اللجوء والتجمعات السورية في الخارج
Urogmv
8 يناير,2024 at 3:29 م
is claritin stronger than benadryl costco canada cold and sinus allergy pills non drowsy
Xswbiw
14 يناير,2024 at 1:52 م
medicine to neutralize stomach acid generic lamivudine 100mg
Dnvoez
15 يناير,2024 at 10:46 ص
buy isotretinoin 20mg cheap accutane 20mg accutane pills
Knzygq
16 يناير,2024 at 10:07 م
virtual visit online physician belsomra phenergan for sale online
Mcjevz
17 يناير,2024 at 7:43 ص
order amoxil 500mg pill order amoxil 500mg pills buy amoxil 1000mg sale
Xojbcs
19 يناير,2024 at 6:43 ص
azithromycin 500mg sale azithromycin sale azithromycin online order
Lrvqqb
19 يناير,2024 at 11:41 ص
gabapentin for sale online buy gabapentin 100mg
Gudjob
21 يناير,2024 at 5:53 ص
buy furosemide online diuretic furosemide 40mg canada
Nubtkf
23 يناير,2024 at 9:45 م
deltasone pills prednisone for sale
Gddtit
24 يناير,2024 at 11:43 ص
cheap amoxicillin order amoxicillin online buy generic amoxicillin
Bmtfyn
24 يناير,2024 at 1:45 م
acticlate online order generic doxycycline 100mg
Ghvbrm
26 يناير,2024 at 11:27 ص
ventolin over the counter oral albuterol 2mg best antihistamine for itchy skin
Lafflx
27 يناير,2024 at 7:45 ص
purchase augmentin generic augmentin 1000mg for sale
Udgwrs
28 يناير,2024 at 8:01 ص
buy generic levothroid order synthroid 100mcg generic levoxyl online order
Ckhkxo
29 يناير,2024 at 3:26 م
purchase clomiphene online generic serophene order clomiphene 50mg
Kgnzce
30 يناير,2024 at 8:22 ص
brand zanaflex purchase tizanidine online buy zanaflex medication
Qbsrwx
31 يناير,2024 at 7:43 ص
buy semaglutide 14 mg online cheap buy semaglutide tablets generic rybelsus 14mg
Gznnlk
31 يناير,2024 at 10:20 م
order generic prednisone 20mg deltasone 10mg pill order deltasone 20mg sale
Legxpm
2 فبراير,2024 at 3:31 ص
semaglutide for sale online generic rybelsus semaglutide ca
Npxtoc
2 فبراير,2024 at 2:08 م
absorica price isotretinoin 10mg uk buy isotretinoin 20mg pill
Gxqiai
4 فبراير,2024 at 4:17 ص
buy amoxicillin 500mg amoxicillin 1000mg pills buy cheap amoxil
Dqyxqd
4 فبراير,2024 at 8:48 م
buy albuterol 4mg pills purchase albuterol sale order albuterol inhalator for sale
Wlnupg
5 فبراير,2024 at 9:52 م
buy zithromax 500mg generic buy zithromax generic azithromycin 500mg pill
Nheawf
6 فبراير,2024 at 12:59 م
order amoxiclav sale buy cheap generic augmentin order augmentin 375mg for sale
Uxbffz
7 فبراير,2024 at 1:19 م
order omnacortil 40mg without prescription prednisolone 20mg drug buy prednisolone online cheap
Troqqs
8 فبراير,2024 at 5:58 ص
synthroid 150mcg pills buy synthroid 150mcg generic purchase levothyroxine pills
Zvsoyr
9 فبراير,2024 at 5:23 ص
brand gabapentin 800mg order neurontin 100mg without prescription buy neurontin tablets
Szpiegowskie Telefonu
9 فبراير,2024 at 2:25 م
Teraz, gdy wiele osób korzysta ze smartfonów, możemy rozważyć pozycjonowanie telefonów komórkowych za pośrednictwem sieci bezprzewodowych lub stacji bazowych. https://www.xtmove.com/pl/how-to-track-location-of-someone-phone-without-their-knowledge/
Iinlls
9 فبراير,2024 at 9:50 م
order serophene online cheap order clomiphene for sale clomiphene uk
Gkvpjq
10 فبراير,2024 at 7:45 م
buy lasix 40mg without prescription buy furosemide 100mg online buy furosemide medication
Zhsjaq
12 فبراير,2024 at 4:12 ص
cheap viagra 100mg order viagra without prescription cheap viagra for sale
Qfxyic
13 فبراير,2024 at 4:03 م
buy rybelsus 14 mg online semaglutide price buy rybelsus 14 mg pill
Xczbht
13 فبراير,2024 at 7:44 م
real money spins best online casino for money online casino games
Hzbwxb
15 فبراير,2024 at 2:30 ص
buy levitra 10mg for sale order vardenafil 10mg pills purchase levitra generic
Ztyigz
15 فبراير,2024 at 3:14 ص
order lyrica 75mg without prescription order lyrica 75mg online cheap pregabalin us
Kddgpr
16 فبراير,2024 at 10:16 ص
purchase aristocort without prescription buy cheap triamcinolone buy generic triamcinolone 10mg
Hcvxuv
16 فبراير,2024 at 12:13 م
order plaquenil 200mg for sale hydroxychloroquine order online buy hydroxychloroquine online cheap
Kwrake
17 فبراير,2024 at 5:00 م
buy generic clarinex over the counter purchase clarinex generic how to buy clarinex
Puaplf
17 فبراير,2024 at 9:03 م
tadalafil 10mg drug cialis 20mg canada cialis medication
Arxtow
19 فبراير,2024 at 2:58 ص
claritin order online loratadine canada loratadine 10mg cost
Mdecqy
19 فبراير,2024 at 3:55 ص
buy cenforce 100mg pill cenforce over the counter buy cenforce 50mg
Xpgiuz
20 فبراير,2024 at 1:41 م
buy chloroquine online buy aralen medication how to get chloroquine without a prescription
Avlkan
21 فبراير,2024 at 10:07 م
orlistat usa buy orlistat 120mg online diltiazem 180mg generic
Qeolcm
22 فبراير,2024 at 5:46 ص
metformin 500mg ca order generic metformin 500mg order glycomet 1000mg without prescription
Oflrcp
23 فبراير,2024 at 3:42 ص
order zovirax 800mg for sale buy generic acyclovir for sale buy zyloprim 300mg online cheap
Tourju
25 فبراير,2024 at 4:27 ص
rosuvastatin cheap purchase crestor generic zetia sale
Fzcaox
25 فبراير,2024 at 9:49 م
how to buy lisinopril lisinopril over the counter order zestril 2.5mg online cheap
Kaisdo
26 فبراير,2024 at 10:39 ص
domperidone uk motilium without prescription buy tetracycline no prescription
Ywimja
27 فبراير,2024 at 4:13 ص
cost prilosec omeprazole 10mg cheap buy prilosec sale
Xtpohv
27 فبراير,2024 at 8:11 م
buy generic cyclobenzaprine flexeril 15mg us buy lioresal without a prescription
Fgwkje
29 فبراير,2024 at 2:43 ص
order toradol 10mg for sale buy cheap colchicine colchicine 0.5mg pills
Cfihwi
1 مارس,2024 at 1:24 ص
tenormin price atenolol 50mg price tenormin 100mg pills
Rcfzdk
2 مارس,2024 at 9:02 ص
medrol otc medrol 16 mg online buy medrol usa
Lfvhte
2 مارس,2024 at 7:11 م
buy propranolol online cheap order plavix 75mg online purchase clopidogrel generic
Mqwznw
3 مارس,2024 at 8:36 م
academic writing terms where can i buy a research paper do my research paper
Ijthad
3 مارس,2024 at 10:58 م
methotrexate 2.5mg oral cost methotrexate 10mg purchase coumadin online
Eqvtsm
5 مارس,2024 at 2:31 ص
order metoclopramide 10mg online order generic reglan 20mg cozaar price
Oyilhs
5 مارس,2024 at 2:40 م
mobic 15mg drug celecoxib us cost celecoxib 200mg
Ebbggc
6 مارس,2024 at 6:06 ص
buy nexium 20mg pills cheap topamax buy topiramate 100mg generic
Mednqa
7 مارس,2024 at 1:37 ص
tamsulosin oral buy celecoxib pill celecoxib 200mg for sale
Oqsoqt
9 مارس,2024 at 10:37 ص
imitrex pills sumatriptan 50mg without prescription buy levaquin 500mg
Ragccr
9 مارس,2024 at 9:31 م
zofran 4mg for sale aldactone 100mg usa order spironolactone pill
Psognq
10 مارس,2024 at 1:52 م
dutasteride buy online buy ranitidine pill buy generic zantac 150mg
Wtpcyx
11 مارس,2024 at 7:56 ص
buy simvastatin without prescription order generic simvastatin 10mg valacyclovir online
Pbzuif
11 مارس,2024 at 11:54 م
buy proscar 1mg generic purchase fluconazole online cheap buy fluconazole medication
Ujlhrf
12 مارس,2024 at 7:28 ص
acillin drug amoxil online buy order amoxicillin pills
Azoogu
17 مارس,2024 at 11:17 ص
purchase ciprofloxacin sale – doryx for sale erythromycin 250mg for sale
Fcscvh
19 مارس,2024 at 3:10 م
ivermectin usa – brand aczone order tetracycline
Uckudq
25 مارس,2024 at 11:33 ص
buy glycomet medication – buy lincocin without a prescription lincomycin 500 mg cheap
Gxezay
27 مارس,2024 at 8:32 م
clozaril 50mg tablet – generic altace cheap pepcid
Gppcpy
3 أبريل,2024 at 2:36 م
augmentin 625mg ca – buy linezolid online cheap buy baycip pills
Hjczps
12 أبريل,2024 at 6:09 ص
ivermectin 3mg tablets for humans – purchase cefaclor buy cefaclor paypal
Cripix
15 أبريل,2024 at 6:09 ص
medrol 8 mg pills – order zyrtec 5mg for sale order azelastine 10ml generic
Kgvnqt
19 أبريل,2024 at 8:13 ص
buy glucophage 500mg pill – sitagliptin 100mg ca acarbose 50mg usa
Blfoho
22 أبريل,2024 at 9:06 ص
buy generic semaglutide for sale – order glucovance online cheap DDAVP for sale online
Iowfck
25 أبريل,2024 at 10:35 ص
famciclovir 250mg usa – famvir 500mg tablet valaciclovir 500mg uk
Ehdwsp
15 مايو,2024 at 2:00 م
cialis soft tabs pills ruin – levitra soft folk viagra oral jelly online tremendous
Mngzvd
18 مايو,2024 at 12:44 م
priligy quiet – viagra plus carve cialis with dapoxetine intelligence
Yndnby
20 مايو,2024 at 4:52 ص
inhalers for asthma suppose – asthma treatment den asthma treatment camera
Bzktsx
21 مايو,2024 at 12:58 ص
acne medication home – acne treatment obey acne treatment mild
Skekyj
27 مايو,2024 at 3:40 ص
priligy fool – priligy trouser priligy thrust
Kcukvq
29 مايو,2024 at 1:27 ص
loratadine though – claritin pills farewell loratadine medication leg
Iwlucn
30 مايو,2024 at 1:38 م
ascorbic acid grope – ascorbic acid gray ascorbic acid individual
Jynhqj
1 يونيو,2024 at 2:08 م
clarithromycin pills fifty – mesalamine charge cytotec quarrel
Vpydyk
6 يونيو,2024 at 11:28 ص
brand rabeprazole 20mg – metoclopramide 20mg over the counter buy motilium 10mg online cheap
Odrlyy
11 يونيو,2024 at 10:00 ص
griseofulvin 250 mg us – order dipyridamole buy gemfibrozil paypal
Omvfhr
13 يونيو,2024 at 9:30 ص
order dimenhydrinate 50mg without prescription – dramamine pills actonel where to buy
Tuoymt
15 يونيو,2024 at 8:54 ص
buy etodolac 600mg for sale – buy etodolac generic generic pletal 100 mg
Qbptxf
29 يونيو,2024 at 12:15 م
depakote us – topiramate over the counter purchase topamax online
Engwvj
8 يوليو,2024 at 3:08 م
ascorbic acid for sale – buy generic kaletra buy prochlorperazine medication
Refila
13 يوليو,2024 at 4:10 م
buy rogaine generic – proscar pills cost finasteride
Nlpeuu
16 يوليو,2024 at 7:33 ص
calan 240mg brand – valsartan usa buy generic tenoretic for sale
Tqszmz
19 يوليو,2024 at 1:28 م
buy gasex medication – gasex online buy order diabecon sale
Kwisey
22 يوليو,2024 at 2:53 م
cheap lasuna pills – lasuna buy online order generic himcolin
Fboloe
23 يوليو,2024 at 4:55 م
norfloxacin tablets – purchase eulexin pill order confido without prescription
Qlpmti
28 يوليو,2024 at 8:28 ص
buy generic finasteride – purchase doxazosin uroxatral drug
Erxgmb
1 أغسطس,2024 at 5:47 م
order hytrin 1mg sale – order terazosin 1mg order dapoxetine 30mg online cheap
Aspumu
2 أغسطس,2024 at 10:46 ص
buy speman cheap – speman cost cheap finasteride generic
Sulcvr
6 أغسطس,2024 at 1:49 ص
oral oxcarbazepine 600mg – buy pirfenidone generic synthroid online buy
Tbcgnd
12 أغسطس,2024 at 3:21 ص
buy imusporin without a prescription – cyclosporine online colcrys 0.5mg over the counter
Egjbkg
16 أغسطس,2024 at 4:43 ص
calcort order – buy deflazacort cheap purchase alphagan generic
Pkkwnj
16 أغسطس,2024 at 10:03 ص
oral duphalac – purchase mentat online cheap how to buy betahistine
Opere
17 أغسطس,2024 at 3:18 م
How to exchange Bitcoin to Euros? Obtenga una tasa de conversión en vivo de BTCUSD, un precio histórico y un gráfico de BTCUSD con nuestro conversor de criptomonedas. Haz crecer tu patrimonio con una selección cuidadosa de criptomonedas, incluidas Bitcoin, Ethereum, Polygon y Cardano. In a filing with the Securities and Exchange Commission, the company said it bought the bitcoin for “more flexibility to further diversify and maximize returns on our cash.” La red de blockchain de Chia usa un mecanismo de consenso conocido como «Nakamoto». De acuerdo a Chia este mecanismo de Prueba de Espacio y Tiempo usa solo el 0,16% anual del consumo energético de Bitcoin, y el 0,36% de Ethereum. The Bitcoin reward is divided by 2 every 210,000 blocks, or approximately four years. Some of the Bitcoins in circulation are believed to be lost forever or unspendable, for example because of lost passwords, wrong output addresses or mistakes in the output scripts.
https://www.esurveyspro.com/Survey.aspx?id=2f53ff30-8cd1-4221-927d-0b148e2c9f92
We also recommend using the Fast Connect feature (if available) rather than manual API key creation, as this feature automatically applies the IP whitelist addresses. See id. at 30 (“What had gone wrong? It’s hard, in hindsight, to think of anything that didn’t go wrong. The bank’s frantic effort to push credit cards out the door had degenerated into a small catastrophe.“). ssoadm attribute: whiteList There is no need to whitelist domains required to complete any Social Login (i.e., accounts.google, facebook, etc.) or Private Key Export (i.e., reveal.magic.link) flow. Magic automatically accepts these domains and any other domains on your whitelist. You can do top rule block DNS LAN to WAN 5. After you toggle it off, there will be a pop-up message to verify your change
Wkpntb
21 أغسطس,2024 at 4:59 ص
buy besivance paypal – buy generic carbocysteine buy generic sildamax
Zmcvgg
24 أغسطس,2024 at 12:45 ص
order neurontin 600mg generic – cost azulfidine sulfasalazine uk
Ysjpwh
25 أغسطس,2024 at 1:20 م
probenecid price – benemid 500 mg cost order carbamazepine 200mg online
Rqtlia
29 أغسطس,2024 at 2:13 م
celecoxib 100mg cheap – celecoxib 100mg for sale indocin price
Tiqjnx
30 أغسطس,2024 at 8:31 ص
mebeverine price – order arcoxia 60mg online cheap purchase cilostazol
Rfwddb
5 سبتمبر,2024 at 9:25 م
order voltaren 50mg online – buy aspirin sale purchase aspirin
Whfwsb
8 سبتمبر,2024 at 7:34 ص
rumalaya over the counter – cheap endep 10mg order amitriptyline 10mg pill
Frmxhq
12 سبتمبر,2024 at 6:13 ص
cheap mestinon 60 mg – buy imitrex generic imuran ca
Gqjfix
15 سبتمبر,2024 at 6:05 ص
buy diclofenac tablets – purchase isosorbide pills cost nimotop
Xxyeet
18 سبتمبر,2024 at 3:31 ص
order ozobax pill – order ozobax generic feldene 20mg tablet
Lstynz
21 سبتمبر,2024 at 2:37 ص
meloxicam 7.5mg uk – mobic 7.5mg for sale buy ketorolac pill
Fqswbu
30 سبتمبر,2024 at 9:10 م
buy generic cefdinir 300mg – order omnicef 300mg for sale clindamycin for sale
Sqbwtf
1 أكتوبر,2024 at 11:40 م
buy accutane 10mg online cheap – avlosulfon 100 mg oral deltasone 10mg uk
Ayhxgu
5 أكتوبر,2024 at 3:26 ص
purchase deltasone without prescription – prednisone 40mg tablet buy generic zovirax for sale
Fbrqqy
6 أكتوبر,2024 at 7:59 م
generic acticin – permethrin brand order retin gel generic
yfpziqywv
8 أكتوبر,2024 at 9:02 ص
This game boasts numerous bonus features designed after the characteristics and details of the TV show. These bonuses include multipliers, coins, and respins that can trigger cash prizes and significantly increase chances of hitting the ultimate payout: This game features high-value symbols representing main characters from the show alongside low-value symbols depicting standard card letters like A, K, Q, and J. Additionally, it includes extra symbols like Gold Coin, Gold Key Coin, and Biohazard Coin, which trigger exclusive bonus features including ‘Tower,’ additional reels, and lucrative jackpots: The Whisperers Free Games Feature. When the Whisperers Free Games Feature has been activated, any of the 3 reels can transform into unique reels with unseen graphics appearing. These particular reels will only feature the Wild and Coin Symbols, and landing 6 or more of the Coin Symbols will catapult players directly into the Tower Feature.
http://misojin.co/bbs/board.php?bo_table=free&wr_id=413864
Slot machines are online casino games of luck, but do you know what is synonymous with luck? Chance. And chance, in turn, is purely a mathematical concept. So, this small guide will give you a hint about what to be attentive to if you want free online slot games to pay you X5000+… All your favorite slots and so much more! Our expansive slot floor features all the classics and the newest progressives. High-limit slots can be found on both the Times Square level and Fifth Avenue level. Make sure to check out our Video Poker Parlor located on the Fifth Avenue Level. The gaming floor is the place to be with 1,000 slots to choose from! Bonus Boost Red Festival sets the night on fire with Hold & Spin action, randomly boosted prizes, Extra Spins and a multi-feature trigger. There’s a chance to win 2, count’em two, grand jackpots. And there’s Firecracker stacks for players who enjoy the action of mystery bonuses. All wrapped up in a beautifully designed, Asian inspired, must play from Aristocrat. Manufacturer: Aristocrat
Coqsyv
10 أكتوبر,2024 at 8:24 م
betnovate 20 gm price – order generic differin buy monobenzone without a prescription
Scqsbl
11 أكتوبر,2024 at 6:38 م
metronidazole 400mg oral – cenforce for sale online cenforce over the counter
Gddlth
16 أكتوبر,2024 at 4:20 م
buy augmentin without prescription – oral augmentin 625mg generic levothyroxine
Aptmxs
18 أكتوبر,2024 at 9:17 م
order cleocin 300mg without prescription – indocin 75mg drug purchase indocin capsule
Jtzhjd
22 أكتوبر,2024 at 12:03 ص
losartan 50mg uk – hyzaar online cephalexin pill
Alrfbp
23 أكتوبر,2024 at 3:42 م
purchase eurax online cheap – brand eurax order aczone gel
Dgpmad
28 أكتوبر,2024 at 4:45 ص
purchase modafinil pills – provigil for sale online buy melatonin 3mg
Dnnzdu
28 أكتوبر,2024 at 9:56 ص
zyban oral – orlistat price buy shuddha guggulu pills
Awchgd
2 نوفمبر,2024 at 6:36 ص
how to get prometrium without a prescription – order ponstel online cheap fertomid oral
Bbyooc
2 نوفمبر,2024 at 3:46 م
order capecitabine 500 mg – purchase capecitabine sale danazol over the counter
Vcwoyu
8 نوفمبر,2024 at 7:42 ص
aygestin 5mg drug – order bimatoprost online cheap where can i buy yasmin
Qtjkjv
8 نوفمبر,2024 at 2:53 م
fosamax 35mg cost – alendronate order buy medroxyprogesterone 10mg for sale
Bgbcnx
14 نوفمبر,2024 at 8:47 ص
dostinex pills – generic premarin 600 mg order alesse online
Yqydhv
15 نوفمبر,2024 at 7:36 م
oral estradiol 2mg – femara 2.5 mg pill buy anastrozole medication
Zjxvjy
20 نوفمبر,2024 at 2:17 م
г‚·гѓ«гѓ‡гѓЉгѓ•г‚Јгѓ« гЃ®иіје…Ґ – г‚їгѓЂгѓ©гѓ•г‚Јгѓ«йЂљиІ© 安全 г‚їгѓЂгѓ©гѓ•г‚Јгѓ« еЂ‹дєєијёе…Ґ гЃЉгЃ™гЃ™г‚Ѓ