كيف تورق الضحكات من بين الركام؟
أنا:
الامَ تنظر يا صغيري…. هل ثمة عصافير في السماء أو قوس قزح؟… او طائرات.. وكأن عيونك تقول هذا انا باق هنا، تعال خذني اقتلني افعل ما شئت يا جبان.. انا وسنواتي الغضة بانتظارك..
صبيان يعبثان بركام بيوت.. ام بنتان… ام طفولة ضلت معالمها وطريقها…
هما:
ثمة روح هنا تحت الركام… وبقايا حكايات وضحكات… ربما نجد بقايا لعبة او قصة او أغنية لام لم تكتمل.. تعال يا صديقي اربط حذائك المهترئ جيدا فالأرض وعرة واخاف ان تجرح قدميك.. تعال وان لوثنا ملابسنا… فلا امهات تحاسبنا… في الحرب وقت للحب والتسامح… لنا من الموت الكثير ومن الحب والعطف الاكثر…
تعال نلعب بيت ..بيوت.. هنا كل الركام لنا… ابن ما شئت واهدم ما شئت… لنا فسحة قبل الموت/ الحياة.
هو:
“انا مانح الحياة والموت… انظف المكان من احلامكم … من بقايا براءتكم.. من أطماعكم في سلبي مملكتي وبناء بيوت واحلام وحدائق لكم… حلمكم…كابوسي، حياتكم…موتي…حريتكم.. قيدي..”
هما:
أنت لا تمنح الموت الا لسواك.. تعيش ميتا.. تنتظر انطفاء عيوننا وبسماتنا لتنتعش قليلا.. لكنك عبثا تحاول الحياة.. التي لا تليق بك.. حياتنا تؤرقك… وموتنا يمنحك بعض القوة… خذ منه القليل وارحل..
أنا:
لا شيء يستوقفني.. اكثر من العيون.. عالم شاسع.. يتكلم.. يتألم…يتأمل… يناجي… ينادي… يناغي… يحب… يكره… وعيون اطفال سوريا في هذه الصورة تتكلم وتقول، ما لا أعرفه ولا أفهمه.. أنا الجالسة خلف جهازي البائس.
كاتبة صحافية وناشطة سورية من الجولان المحتل، نائب رئيس تحرير طلعنا عالحرية.