Site icon مجلة طلعنا عالحرية

ماذا تعلم عن فيدرالية مسلم

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والنظام

تأسس حزب الاتحاد الديمقراطي عام 2003، وباعتراف خالد عيسى المتحدث باسم الحزب فإن كل مناصري حزب العمال الكردستاني في سوريا انضموا الى حزب الاتحاد الديمقراطي، ولا يخفي خالد عيسى في كل تصريحاته تطبيق الحزب لأهداف وأيديولوجية وفلسفة عبد الله أوجلان، وعلاقات المودة والتعاون بين الحزبين وبين حزب الاتحاد الديمقراطي، وللعلم فإن عبد الله أوجلان كان مدعوماً وبحماية حافظ الأسد، ويرفض النظام حتى اليوم الاعتراف بتسليمه لتركيا.

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والأكراد الذين يؤيدون الثورة

عندما بدأت الثورة في سوريا في آذار عام 2011 خرج المعارض الشهيد مشعل تمو في إحدى المظاهرات قائلاً: “دعونا نبذل جهداً أو عملاً في سبيل حرية شعبنا، الحرية التي ننشدها منذ عصور وكنا نصطدم بأنظمة قمعية لا تعرف الرحمة ولا تعرف الإنسان، الشكر الأكبر في الحرية الجزئية التي نلتها هو لكل سوري من درعا وإلى المالكية، بئس نظام يقتل شعبه، سنبني سورية حديثة لكل السوريين”، وتابع تمو: “يؤسفني أن يمدّ بعض الكرد يدهم إلى نظام يقتل شعبه بالرصاص وبالمدافع”، وهكذا أعلنها تمو طلاقاً كاملاً مع النظام، وهو ما أزعج حزب العمال الكردستاني التركي المتحالف مع النظام.

تتهم عائلة تمو حزب الاتحاد الديمقراطي بتهديد الشهيد بُعيد تصريحاته في بداية الأحداث بينما يتهم خالد عيسى المجلس الوطني المعارض باغتياله!

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وإيران

التزمت إيران كامل الصمت في إبداء موقفها من الجماعات الكردية، لكنها حتماً تخشى إقامة الدولة الكردية، فهي تقمع خمس الشعب الكردي الموجود في العالم، لكن ترؤّس هيثم منّاع المقرب من حزب الله لمجلس سوريا الديمقراطي طمأنها وأزعج المعارضة ومن خلفها السعودية.

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وأمريكا

تعاون حزب الاتحاد الديمقراطي مع أمريكا منذ معركة عين عرب “كوباني” التي قُتل فيها 400 مسلحاً من تنظيم داعش خلال معركة امتدت لأسابيع، نجح بعدها بالسيطرة على المدينة ومعها عدد من القرى، وأثار المقاتلون الأكراد إعجاب أصحاب القرار في أمريكا، فتقرر زيادة دعمهم. حظي هذا الحزب بالدعم الأمريكي الذي حُسد عليه من قبل المعارضة السورية والنظام السوري وإيران وتركيا، لكن هذا الدعم بدأ يتعرض لنكسة منذ التدخل الروسي؛ حيث بدأت التصريحات الأمريكية السياسية تصبّ في غير صالحهم، ورغم أن تحالفهم مع أمريكا كان بأحسن حالاته، لكن صالح مسلم رأى أن أمريكا ماتزال تحترم تركيا كحليفة في المنطقة، وأنه في اللحظة الفاصلة ستنقلب واشنطن على الحزب المدعوم والمدلّل لمحاربة داعش في مواجهة مصلحتها الأعلى مع تركيا.

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وروسيا

بعد أن تدخلت روسيا في سوريا لأسباب أولها إنقاذ النظام وليس آخرها “فركة أذن” لإيران التي باتت تهمش مصالح الروس، وتهدد مصالحهم، فمن المعلوم كيف تقصدت القوى الجوية الروسية في أكثر من مرة قصف بعض التجمعات لحزب الله والميليشيات الشيعية بحجة الخطأ. منذ بداية التدخل الروسي رأت قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي أنه من الجيد التحالف مع الروس، فأطلق الحزب على لسان قيادييه تصريحات تؤيد التدخل الروسي، رغم أن التدخل جاء ضدّ قضية عادلة وهي الثورة السورية، “أهلاً وسهلاً” قالت روسيا لمسلم ودفعت على ما يبدو هيثم مناع ليترأس مجلس سوريا الديمقراطية وهو الغطاء السياسي للمقاتلين الأكراد، وفي ترؤس مناع كانت هناك رسائل أخرى وصلت أكثر من طرف.

حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) والسعودية

تدعم السعودية المعارضة السورية التي تقاتل النظام، وترى كما ترى المعارضة أن الحزب الكردي المذكور يراعي مصالحه وأهداف قيادته على الصعيد الحزبي والشخصي أكثر مما يراعي الثورة العادلة، كما رفضت إدراج اسمه في مؤتمر الرياض بسبب مهاجمته للمعارضة المعتدلة في مناطق قرب حلب واستغلال انشغالها بمقاتلة تنظيم داعش للسيطرة على أراض جديدة، بغطاء جوي روسي قصف المعارضة المعتدلة في أهم مناطقها قرب تركيا، كرد على إسقاطها طائرة روسية، وفتحت روسيا مكتباً للحزب في موسكو كمكافأة على خدماته قرب الحدود التركية، ولم يكن صالح مسلم يحلم في قيام أمريكا بخطوة كهذه.

الخلاصة… لا أريد أن أكون ظالماً أو جائراً، لكن إعلان الفيدرالية على طريقة صالح مسلم والذي شبهه البعض بإعلان دولة الخلافة، جاء مشابهاً في زوايا أكبر من مجرد إعلانها من طرف واحد؛ فمسلم أعلنها في الوقت الخاطئ تماماً. أمريكا فقدت ثقتها به سياسياً وروسيا انسحبت تاركة إياه تحت رحمة القرار التركي السعودي بالتدخل، وإيران لن تنقذه على أقل تقدير ومثلها النظام والمعارضة.

ما بالك وحزب الاتحاد الديمقراطي قضى طيلة الخمس سنوات الفائتة محارباً تركيا دونما أسباب واضحة سوى تحالفه مع حزب العمال الذي يهدد الأمن القومي التركي، ولم يلتفت مسلم ولو بتصريح إلى زملائه المناضلين بين سلسلة وهضاب زاغروس شمالي غربي إيران حيث تنتشر الأحياء المدقعة في الفقر لأكراد إيران والذين لا يطالبون بدولة مستقلة ولا حتى بإدارة ذاتية ولكن بحقوق مواطنة؛ فالكردي الإيراني يعامل كمواطن درجة ثانية هناك، حيث يتعرض المقاومون الأكراد الذين يطالبون بالحكم الذاتي إلى حملة قمع دامية وشرسة، ويحظر عليهم تعلم اللغة الكردية في المدارس، رغم أن البند 15 من الفصل الثاني في دستور إيران ينص على حقهم في استخدام لغتهم بالمجالات التعليمية.

في النهاية لن يعطي الأكراد حقوقهم سوى الثورة السورية والعدالة القادمة، وأعتقد أن السوريين سيختارون النظام اللامركزي على أساس المناطق الإدارية والأربعة عشرة محافظة سورية كما هو حاصل في فرنسا وسويسرا، وليس على أساس قومي في ظلّ لا دولة ولا مركز كحالة لتكريس التقسيم وتقسيم المقسم.

Exit mobile version