مجلة طلعنا عالحرية

لن نشتم بشار الأسد بعد اليوم!

افتتاحية بقلم نبيل شوفان

كان أصغر عنصر في الشرطة السورية إذا امتعض مجرد امتعاض من شخص سجنه في (ما وراء الشمس)، فما البال بالمخابرات؟ حسنا ما رأيك بالرئيس، أو برب البلاد المسجلة باسمه؟ تخيلوا ماذا كان يحصل قبل سنوات خمس وعلى طول نصف قرن من الحكم المطلق الجائر لو أن أحداً أغضب الرئيس..

تقول مجلة تايم الأمريكية إن الشتائم تؤثر فيزيولوجياً على جسد الشتّام، وتؤدّي إلى تعرّق بالكفين،. اليوم الرئيس لم يكن بيده شيء سوى أن شتم ثم رعد وزبد ورغى وضرب بيده مكبر الصوت “المايك” أكثر من تسع مرات، على غير العادة.

والشتيمة حسب النفسانيين هي قتل لفظي واجتماعي للطرف الآخر، ويحاسب عليها القانون، وهي تحدث عادة بسبب مشاعر قهر وغيرة تدفع لإهانة الآخر لجعل مؤيديه يحتقرون المشتوم (المعارضة)، وهي بكل حال ليست علاجاً لحلّ المشكلة.

إضافة لفعلة الرئيس، وفي استعراض قصير للخطاب، فقد رفض بشار تغيير الدستور حتى من قبل حلفائه، رفض توصيف ديمستورا بالمبعوث ووصفه بالميسر، كدلالة على استياء النظام من كل طروحات المبعوث واتهمه بالتابع لدول تريد استعمار سوريا، رفض وجود معارضة معتدلة وقال إن حتى من يوصفون بالاعتدال هم إرهابيون، انتقد ارتباط المعارضة بأمريكا والسعودية وشكر روسيا والصين وإيران.

السقطة الجديدة تأتي بأن مستشاريه وكتابه وإعلامييه فقدوا السيطرة على الرجل حتى إعلامياً؛ لم يتوجه أمس بشار الأسد إلى مؤيديه ولم يطمئنهم بقرب نهاية الحرب، بل كذّب على لسانهم بشكل فاقع وفظ حين قال إنه يعرف بأنهم يرفضون الهدنة ووعدهم بالمزيد من سفك الدم، مطالباً إياهم بالمزيد من القرابين.. بالمزيد من اللحم والدم فداء لتماسكه الذي يحلم به.

لا ننسى تصفيق كاتم صوت الشعب “مجلس الشعب”، وفي هذا سوء فهم للزمن والتاريخ الواقف لدى هذه الشريحة من المستفيدين، لا هامش للحرية حقيقة في مجلس منبثق عن عملية أمنية ومخابراتية أصيلة، وهؤلاء انعكاس واضح لوجه النظام الذي لم يتغير أبداً وينبغي استبداله.

لسان حال مؤيديه قال يوم أمس سقى الله أيام عزك يا رئيس، فالشتيمة ليست شيئاً سيئاً ومخالفاً للعرف وحسب، بل هي في المنطق أضعف وسيلة تعبير على رفض ما يجري ومحاولة تغييره. ومن هنا فورطتنا معك كبيرة.

أنا كاتب هذا المقال أضيف لمؤيديه وأنقل لهم مقولة السيد المسيح: “ “طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ، مِنْ أَجْلِي، كَاذِبِينَ”.

إذا فرسالة السوريين المعارضين قصيرة؛ أقصر من خطاب بشار الشتّام وتقول: نحن نشعر بالقوة وبالغلبة وبأننا فرضنا التغيير عليك، فإن كنت قد وصفتنا بالممسحة فنحن نتوقع هذه النهايات لرئيس ساقط، إن شتمنا من عدمه لا يهم، لن نشتمك بعد اليوم، لأن معركتنا أعقد من ذلك وأرقى أيضاً، نريد دولة الحرية والعدالة لكل السوريين، وداعاً لسوريا الأسد، وداعاً للرئيس الأوحد..

أما إذا أردت قبل خروجك ممارسة معركة إباحية، هات بخاخك وتعال حيطان سراقب وحلب والرستن وداريا وحاويات الزبالة في حيّك.

Exit mobile version