في سؤالنا للسيدة آسيا عبدالله الرئيس المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي عن استفادة الكرد سياسياً من أزمة كوباني أكّدت بأنّ كوباني هي المدينة التي انطلقت منها شرارة المقاومة الكردية والتي استطاع الكرد من خلالها أن يحرروا مناطقهم من قبضة النظام السوري وبدء العمل وفق مشروع سياسي ديمقراطي يضمن حقوق كافة المكونات في روج آفا, وخلافاً لهذا بدأت المجموعات المرتزقة التابعة لداعش بشن هجماتها على المقاطعة بتاريخ 20تموز 2012و تزايدت هذه الهجمات بعد إحكام المرتزقة قبضتهم وسيطرتهم على مناطق جرابلس ومنبج وتل ابيض وما رافق ذلك قيام المرتزقة بتهجير الكرد من تلك المناطق والبدء بفرض حصار خانق وممنهج على كوباني, واستطاعت كوباني أن تشكل نظامها الديمقراطي بتاريخ 27-1-2014 وفق أسس ومبادئ ديمقراطية وتبني أخوة الشعوب والعيش المشترك أساساً, إلا أن هجمات المرتزقة لم تتوقف وكانت آخرها الهجمات التي شنتها بتاريخ 15أيلول والتي لا تزال حتى الآن متواصلة بشكل عنيف والهدف من هذه الهجمات بالدرجة الأولى السيطرة على كوباني باعتبارها مدينة كردية وبسبب الرمزية الأخلاقية لكوباني التي عدت مهدا انطلقت منها ثورة 19تموز, في مقابل ذلك شهد العالم الحر مقاومة تاريخية أبدتها وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة حتى يومنا هذا, ونحن نرى بأن هذه المقاومة لعبت دوراً سياسياً فعالاً بالنسبة للكرد على الصعيد الأممي حيث أنها لاقت ترحيباً واضحاً من الأطراف الدولية والتنسيق مع الكرد في سبيل التصدي لخطر داعش وتمدده الذي يعد بمثابة خطر على الإنسانية جمعاء. ودعم الشعوب الديمقراطية لمقاومة كوباني تبين وتوضح في الواحد من نوفمبر حيث أن كثير من شعوب العالم تبنّى هذا اليوم دعماً لأجل كوباني ومقاومتها ضد مرتزقة داعش. وأردفت عبدالله أن المرأة الكردية استطاعت أن تلعب دورها الفعال في هذه المقاومة من خلال مشاركة المقاتلات الكرديات إلى جانب المقاتلين في خنادق القتال والتصدي لداعش الذي يعد بالدرجة الأولى عدو المرأة الحرة وقالت: المقاتلات الكرديات يقاتلن داعش لأجل حرية نساء العالم” واستطعن أنيثبتن للعالم أجمع أن للمرأة إرادة حرة وتستطيع أن تنال حقوقها من أجل السلام والديمقراطية . وأكّدت استعدادهم للتنسيق مع كافة الأطراف الدولية في سبيل التصدي لداعش.
وعن العلاقة بينهم وبين المجلس الوطني الكردي أوضحت بأنّهم كحزب كانت لهم جهود حثيثة مع جميع الأطراف من أجل تبني مشروع سياسي ديمقراطي ليس فقط لأجل الكرد وإنّما لأجل جميع المكونات التي تتعايش في سوريا وقالت: بأنّنا نتبنى تعددية الأحزاب والآراء المختلفة أساساً لأننا نرى ذلك السبيل الوحيد إلى الديمقراطية, وعلى هذا الأساس كانت لنا اتصالات كثيرة مع المجلس الوطني الكردي بهدف العمل معاً من أجل بناء مشروع سياسي ديمقراطي ولكنهم دائماً حاولوا إغلاق جميع الاتصالات السياسية معنا وإقصاءنا وبرز ذلك بشكل مباشر في مؤتمر جنيف2. وشددت عبدالله على استعدادهم للتحاور مع جميع أطراف المعارضة المعتدلة التي تؤمن بالحل السياسي في سبيل بناء سوريا ديمقراطية تتعايش فيها جميع المكونات وفق أسس ومبادئ ديمقراطية ودون إقصاء أي مكون من ممارسة حقوقه ،وأكّدت بأن مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية في روج آفا الآن يؤكد تعددية الأحزاب والأطراف ويعد النموذج الأمثل لبناء سوريا ديمقراطية وحلا نوعيا للأزمة السورية.
وعن مستقبل العلاقة بينهم وبين الائتلاف الوطني السوري المعارض قالت أكدت بأنّه أُجريت اتصالات كثيرة بيننا وبينهم الائتلاف واطلعناهم على مشروعنا السياسي من أجل سوريا ولكن الائتلاف حاول إقصاء الكرد ولم يكن لديه أي مشروع واضح المعالم من أجل حل القضية الكردية وحل الأزمة السورية وأكّدت على الغموض على موقف الائتلاف من العملية التغيرية في سوريا، وكما ذكرت أنّه لا يمتلك أي مشروع يلبي عملية التغيير والتحول الديمقراطي في سوريا، ولهذه الأسباب كانت علاقتنا مع الائتلاف متعثرة وحتى اللحظة.
وحول موقف الحزب من النظام السوري ، أكّدت عبدالله بأنّ نظام البعث نظام استبدادي ولم يمثل الشعب السوري سابقا ولن يمثله في المستقبل، فمنذ استلامه السلطة وحتى الآن لم يعترف بوجود الشعب الكردي وأنّه أساس المشكلة للأزمة السورية الحالية, والنظام ذات الصيغة المركزية لم يعد ممكناً الاعتماد عليه لأن طبيعة المجتمع السوري مجتمع متنوع من حيث الثقافات الموجودة والأديان الموجودة فيه ، وأنّ النظام الذي تشكل في روج آفا يخدم جميع مكونات المنطقة ويمهد الأرضية لبناء سوريا ديمقراطية”.
وعن مستقبل الكانتونات التي أعلنها الحزب أوضحت السيدة آسيا أنّ مشروع الكانتونات يحتضن جميع الهويات والآراء المختلفة ومُعدٍّ به وفق نظام بحيث يضمن حق كل مكون من ممارسة كافة حقوقه بشكل ديمقراطي ونتمكن من خلاله حل قضايا المجتمع الإدارية والاقتصادية ،وأردفت عبدالله أن هذا المشروع ليس ضد أي طرف وهو جزء لا يتجزأ من مشروع سوريا الديمقراطية في المستقبل.
وعن سؤالنا لها حول إمكانية تحويل قوات وحدات حماية الشعب والجيش إلى نواة جيش سوري وطني ذكرت أنّ وحدات حماية الشعب تعد قوات حماية ليس فقط للكرد وإنما لمكونات المنطقة وهي تمتلك تجربة في تصديها لمرتزقة داعش وفي الوقت نفسه تعد قوة سورية ولها علاقات مع الجيش السوري الحر في عدة مناطق(الجزيرة- عفرين- كوباني( وفي مقاومة كوباني هناك عمل مشترك بين وحدات حماية الشعب وبركان الفرات الذي يعد جزء من الجيش السوري الحر ونرى بان جماعات الجيش السوري الحر التي تقاتل لحماية الشعب السوري وهدفها تحقيق الحرية والنصر يمكن أن تشكل مع وحدات حماية الشعب جيش وطني سوري في المستقبل.