مجلة طلعنا عالحرية

لا أفعل

10525776_862011163810920_1005493888557140030_n

لا أفعل 1

صديقتي تسألني, ماذا تفعلين هذه الأيام؟ لا أفعل أقول لها, لا أحلل, لا أبدل, لا أعدل لا أفكر, لا أنتقد ولا أعتذر…. فقط لا أفعل….. إذا وقفت ذبابة على عيني, أتركها تفرك ساقيها الأمامية القذرة في مجرى الدمع خاصتي… إذا شب حريق في البيت, أجلس في الكرسي الهزاز وأترك النار تحرق الأخضر واليابس… إذا رأيت كلباً ينهش طفلا… أراقب, فقط أراقب وأكمل طريقي….. لا أجيب على الهاتف ولا أضرب موعدا…. لا أنفخ على شمعة ولا أشعل واحدة في عاصفة……. لا أغلق بابا ولا أفتح شباكا…… لا أفعل….. لكني أحيانا أجهش بالبكاء.

 

لا أفعل 2

أرسل رسالة للكون, هكذا ملاحظة, للسماء, أن هذا العالم يبدو لي احيانا, قذارة كبيرة ﻻ تنفع حتى للشتيمة..

تتركني, الكلمات دائما. تقول ما تريده وتتركني خارج المعنى. تحكم علي بالسجن وتتركني كذئبة, أدور على نفسي, فلا أجدها. هل رأيت ذئبا في سجن؟ أنا راقبت واحدا في السيرك الصغير الذي مر على الحارة التي دمرت الأسبوع الماضي, كنت طفلة حينها.. دفعت 5 ليرات مصروف اليوم, لأراقب تلك الروح, لساعة في قفص..

يدور الذئب حول نفسه بنزق, دوائر.. دوائر.. في ضيق المكان, الذي هو لا مكان بطبيعته, كالعدم, كالموت.. ..كنت أنا السجن, لكني كنت الذئب أكثر.. وأنت تقول لي “ما بالك؟ هل أنت عاصفة؟ إهدأي قليلا”

في الخيال قلت لك “أحبك” لكنك لم تدري…

متعبه أنا في هذا اليوم البهيمة, وقلبي, عبارة عن مساحة خاوية, كبحيرة ملوثة بأحد تسربات النفط. الخواء بارد وموحش, ﻻ شيء في الخواء “هو الشيء” ..

نقرة واحدة.. تك, نقرتان.. تك تك.. يا ربي إنها تمطر مرة أخرى ..

Exit mobile version