قصة ليست للأطفال
في يوم من ذات الأيام، في أمة ليست من الأمم. خرج شعب من الأبطال مطالباً بإسقاط المطر، هطل الثلج وجاء السيل ووصل العالم إلى حافة الخطر. وتفصيل ما جرى، ثار الشعب ضدّ الطغاة فطلب المجنون الدعم من الجناة. وضرب الجناة البشر ولم يتركوا في البلد حجراً على حجر. فأعلن الأحرار العصيان وطردوا القتلة من أكثر من مكان. وتم إنهاء حكم الأسد من أجل خير ذاك البلد. وأتت رايات من كل الألوان وانتشرت الفرحة في الأمصار.
وقف اللون الأسود وقال: نحن أخوة ولا فرق بيننا وبينكم، أتينا لهذه البلاد نصرةً لكم، سنفعل ما تريدون من أجلكم. عم الفرح والسرور على الرغم من قصف ذاك المجنون، فكان الأمل وكان العزم من أجل التخلص من كل هذا الظلم. وكثر النفط وكثر المال وزاد العمل للاستقلال.
وبين ليلة وضحاها اختلفت الرايات وبدأ الحديث عن الغوايات. فلم يعد الجهاد لرب البشرية وإنما من أجل تحكيم شرع الخليفة. وبدأ التخويف من يوم عسير وانشق الأمير عن الأمير. وادعى من يُنسب لبغداد العداء مع من يُنسب للجولان. أعلن الأمير الولاية ورفع فوقها راية وقال للناس من هنا سنعلن الخلافة. وبدأت حرب ضروس سُرَّ لرؤيتها حتى المنحوس. فالتّهم قد حضِّرت والأرض قد قُسّمت. قد وزّعت الرايات على المناطق ولم يبقَ حالم إلا وأصبح هوسه من الحقائق. فعاد القحطاني أبو القبطية إلى سكاته وسلم الدير لأعدائه. وبقي ردحاً من الزمن، يدعي أنه يحب هذا الوطن، إلى أن أمعن مدعي المناصرة في الهجر، فلم نعد نسمع له حساً ولا همساً. واستعيدت أرض الزيتون وتُرك الجهاد لصالح الحدود. وأغلقت المدينة على من فيها، فلا عمل ولا تطوير إلا بموافقة الأمير. وعاد الربيع إلى البلاد، ليأتي بالحرية من جديد للعباد. فانزعج صاحب الجلالة وصاحب الجنون ليبدأ ضربه على المستضعفين.
وبدأت المعركة وبدأ الهجوم ولكن هذه المرة مع تغيير الخصوم. وبدأ الانتقام وأُخذ القصاص ممن حمل السلاح لحماية الناس من الرصاص. فنزل الشعب ليعلن وفاءه لمن حمل سلاحه دفاعاً عنه. وصدحت حناجر النساء أن لا مكان بيننا لمحتجز الأبناء ورفرف علم بلادي وعانق السماء.
بكالوريوس في إدارة أنظمة المعلومات من المعهد العالي لإدارة الأعمال في دمشق عام 2007. متطوع في عدد من المجموعات التي تعنى في اللاعنف والمقاومة المدنية في سوريا. أحد مؤسسي الدفاع المدني السوري عندما كان يعمل في وحدة تنسيق الدعم.