مجلة طلعنا عالحرية

عماد أبو صالح شهيد الجولان في سجون النظام «الممانع»

 10649800_915970911765208_6345187004065485756_n

عماد أبو صالح اول شهداء الجولان تعذيبا في سجون الأسد.. تهمته فائض من المحبة والعطاء لأبناء بلده الذين التجأوا الى مدينته جرمانا.

عماد ذو القلب الطيب والمعطاء كان يرفض ان يمنح المحتاج ما بلي من ملابس اولاده.. بل كان يصر ان يعطيهم الجديد واللائق بكل طفل على وجه هذه الارض.

لعماد زوجة وثلاثة أطفال.. كان رابعهم طفلاً لاجئاً من دير الزور.. أبى عماد إلا ان ينام بجانب أطفاله..

بعد استدعائه في المرة الأولى لفرع الأمن العسكري بسبب نشاطه ورأيه الحر على صفحات الفيسبوك، حاول عماد أن يمارس مثل الكثيرين الحياد والصمت عن الجرائم التي يرتكبها النظام ضد أبناء شعبه.. فتح صفحة جديدة على فيسبوك وبدا ينشر صوراً جميلة لأطفاله ووصفات لتحضير الأطعمة الشهية.. لم تدم هذه المحاولات أكثر من يوم واحد لتعود صفحته لسابق عهدها، تنبض بوصفات حقيقية للحرية والكرامة ولمقاومة الاجرام والقتل، وليستأنف نشاطه الإغاثي والانساني وحلمه في وطن حر جميل يتسع لكل السوريين.

اعتقل بعدها بتاريخ 29 / 6 / 2013 ثم أقدمت قوات الأمن التابعة لـ «فرع فلسطين» على اعتقال زوجته وهددته باستمرار اعتقالها كنوع من الضغط لانتزاع المعلومات، إلا أن الفرع أطلق سراحها فيما بعد.

انقطعت أخبار عماد لمدة عام ونصف، ليتم تسليم أهله قبل أيام شهادة وفاته مع بعض المتعلقات الشخصية، كان عزاءً مؤلماً لذويه ومحبيه  أنه لم يتعذب طويلاً.. وذلك وفق تسريبات تؤكد استشهاده المبكر تحت التعذيب بعد أربعة وعشرين يوماً من الاعتقال. 

وبمعزل عن الحزن العميق الذي خيم على قرى الجولان مع ورود نبأ استشهاد أحد أبنائه في فرع فلسطين، إلا أنه شكل نوعاً من الصدمة المفاجئة، وأيقظ الخوف الكامن لدى الجميع من الموت المخيم على أرجاء الوطن، والذي ظنوه لوهلة بعيداً عنهم أو توهموا أن النظام قد يكون أكثر تساهلاً مع “المخطئين” من أبناء الجولان.. فبين مصدق لكذبة حماية الأقليات، وبين متوهم لمكانة خاصة يحوزها الجولان المحتل لدى النظام “المقاوم” تضيع البوصلة الإنسانية ويسقط الضمير في فخ النجاة الشخصية من المحنة العامة. استشهاد عماد بهذه الطريقة البشعة أسقط هذه الأوهام وأيقظ الخوف النائم.. فأهالي الجولان وإن كانوا بمنأى عن ظلم النظام خلف شريط شائك إلا أن اقربائهم وأحبابهم منتشرون في سوريا، والعائلات مشتتة بفعل الاحتلال، ويكاد لا يوجد بيت في الجولان المحتل إلا ولديه ابن أو أخ أو أخت أو خال أو عم على الجانب الآخر من الشريط.

الحقيقة الصادمة فرضت نفسها على الجولانيين.. ورغم أن الجبناء حاولوا تمويه حادثة القتل المتعمد لإنسان أعزل بالإعلان عن الأمر كنبأ وفاة عادية إلا أن الموقف العام أثناء العزاء فرض على الجميع الخشوع أمام عظمة الشهادة… وقد كتب على صورة عماد الحاضرة دون الجسد “الشهيد البطل عماد أبو صالح” ، وكلمة التأبين التي أصغى إليها الجميع بخشوع واضح عكست سقوط الوهم رغم ترددها بتوجيه إصبع الاتهام.

ربما يكون لاستشهاد عماد، الشاب الجميل والمحبوب، بهذه الطريقة القاسية والمفجعة تداعيات خاصة لدى الجولانيين عموماً.. فقد شكّل صدمة لدى كثير من الموالين قد تغير من اتجاهات تفكيرهم وقد تجعل نظرتهم أكثر قرباً من الواقع.

Exit mobile version