مجلة طلعنا عالحرية

عام أوباما الأخير: فرصة الحلفاء للتخلص من الوصاية الأمريكية

 

توتر سعودي إيراني متصاعد

 

ألقى التوتر السعودي الإيراني الأخير بظلاله على تحليلات مراكز الأبحاث العربية والعالمية فيما يخص المنطقة؛ فجذور التوتر بين البلدين تمتد لعقود بحسب تحليل مطول قدمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ويبين المركز أن إيران اعتمدت في اختراق الدول العربية من خلال اللعب على ورقة العرب الشيعة، وفشل الدول العربية بإنشاء دول مواطنة حقيقة، عدا عن استغلال القضية الفلسطينية بعد تخلي العرب عنها، فالحرب الباردة بين البلدين تزداد سخونة وقطع العلاقات يعتبر “نقطة تحول خطيرة في منطقة غير مستقرة وتمزقها الحروب” بحسب برنارد هايكل في بروجيت سانديكت الذي يضيف أنه “بدون تدخل دولي يجلب البلدين للتفاوض فإن تنافسهما سوف يعرقل الجهود من أجل الاستقرار في الشرق الأوسط برمته”، ولكن “ نفوذ الولايات المتحدة محدود في إيقاف الخلاف” يقول الباحث آرون ديفيد ميلر في مركز ويلسون ف”إيران والسعودية ليستا إيران القديمة والسعودية القديمة والمتشددون الحاكمون في البلدين سيبقون هذه المنافسة مستمرة”

 

عام أوباما الأخير: فرصة الحلفاء للتخلص من الوصاية الأمريكية

 

كشف إعدام السعودية للشيخ النمر عن حجم التوتر الكامن في العلاقات السعودية الأمريكية، وبخاصة فيما يتعلق بالمقاربة الأمريكية الجديدة نحو إيران، وهو ما زاد مخاوف السعودية وعمق شكوكها في نيات الولايات المتحدة، ما دفعها إلى مزيد من التصعيد تمثل بقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

 

وقد أظهر “خطاب حالة الاتحاد” الذي شرح فيه أوباما سياسته الداخلية والخارجية وهو على أعتاب عامه الأخير في الحكم، ومن ثم خطاب جون كيري أمام جامعة الدفاع الوطني، أن الولايات المتحدة تراجعت في الموضوع السوري واكتفت بدور عراب روسيا في المفاوضات بحسب تحليل لخطاب أوباما وكيري قدمه المركز العربي للأبحاث، مؤكدا أنه “من غير المرجح أن يطرأ أي تغيير على السياسة الخارجية الأمريكية في العام الأخير من إدارة أوباما، وهي السياسة التي”تكيف” نفسها وتغير أولوياتها بدل فرضها على الواقع، حيث تراجعت عن شروطها بخصوص الحل في سوريا وحتى عن موقفها من استخدام السلاح الكيماوي، وأعادت التواصل مع روسيا بعد ضم القرم وأخرجت القضية الفلسطينية من أجندتها تماماً رغم إعلانها على رأس أجندة أوباما في أول فترة رئاسته”

“ولذلك من الأفضل لحلفاء أمريكا المبادرة لتبني سياسات تراعي مصالحهم بل وربما انتهاز الفرصة للتحرر من الوصاية الأمريكية والأخذ بشروط والتزامات هذا التحرر. ” يضيف التقرير.

 

تنظيم الدولة يخسر ميدانياً ويتوسع عالمياً

 

تنظيم الدولة الذي تشكل الحرب عليه نقطة الاتفاق الوحيدة “نظرياً” بين دول العالم أجمع، أثبت أنه ما يزال لديه القدرة على شن عمليات إرهابية عابرة للدول والقارات برغم تسويق الإدارة الأمريكية الدائم أن التنظيم في طور التراجع، فبفارق لا يتعدى الأيام شن التنظيم هجوماً في وسط اسطنبول، ومن ثم هجوماً آخر في جاكرتا عاصمة أندونيسيا، وأظهر فيديو جديد ظهر حديثاً ولم يتم تأكيده بعد، بثته قناة سكاي نيوز بأن تنظيم الدولة يشغل ما يمكن وصفه بـ”مدرسة تقنية جهادية” في مدينة الرقة تقوم بتطوير أسلحة معقدة بشكل لم يسبق له مثيل، وهو ما يعتبره الباحث ديف ماجومدار في الناشونال انتريست تأكيداً “أن ما يحمله هذا التنظيم من طموحات وقدرات وخطورة لا يمكن مواجهته بسهولة” ، بينما يعتبر الباحث أمبيرين زمان في مركز ويلسون، أن هجوم اسطنبول يقدم فرصة أخرى لتركيا “لإلغاء موقفها المناهض للأكراد، والانضمام لهم في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، ،وتهدئة العلاقة مع واشنطن، وعندها ستكون أنقرة تعني تماماً مع تقوله عندما تصرح بأنها تساعد العالم بالحرب على التنظيم” بحسب الكاتب، في حين يتوقع الباحث بول بيلر في الناشونال انتريست أن يزيد التنظيم من وتيرة هجماته الدولية لكسب قاعدة أنصار جدد ليعوض بذلك تراجعه الكبير على أرض الواقع.

 

جنيف السورية: استنفار سعودي تركي مقابل خطة روسية وحيادأمريكي

 

تندرج الأحداث الثلاثة التالية: قطع العلاقات السعودية-الإيرانية، وزيارة بايدن لأنقرة، ومحادثات جنيف حول الأزمة السورية، في منطق واحد؛ فالسعودية وتركيا والمعارضة السورية، يعتقدون أن مصالحهم لم تعد تجد المراعاة المنشودة من القوى الغربية بجسب تقدير موقف قدمه مركز الجزيرة للدراسات ، بل إن هذه القوى الغربية باتت، من أجل قتال تنظيم الدولة والقاعدة، أقرب إلى الاتفاق مع خصومهم في طهران وموسكو ودمشق، وليس قطع السعودية علاقاتها مع إيران إلا اعتراضًا على قبول الغرب بدور إيراني متزايد في شؤون المنطقة، وليست زيارة بايدن إلا محاولة لإقناع تركيا بقبول أكراد سوريا كشركاء في الحرب على تنظيم الدولة فقد تصاعد الدعم الأمريكي والروسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بعد أن أصبح العمود الفقري لما بات يعرف بقوات سوريا الديمقراطية، وإن كان الدعم الأمريكي سينخفض قليلا خشية إغضاب أمريكا  لتركيا بحسب تحليل للمركز العربي للأبحاث، إلا أن هذه القوات ستعوض هذا النقص بدعم روسي متزايد ضمن إطار الخطة الروسية للشرق الأوسط بحسب ماكسيم سوتشوف في الناشونال انتريست

 

أما محادثات جنيف فهي ليست إلا محاولة أميركية غربية للتقرب من المحور الإيراني-الروسي على حساب الثورة السورية بحسب تحليل مركز الجزيرة للدراسات الذي قدمنا له أعلاه، وطالما أن المدنيين هم الأهداف الرئيسية للأسد ومساعديه من الخارج فلن يكون ممكناً تحقيق أي تقدم باتجاه السلام في سوريا بحسب فريدريك هوف مستشار أوباما السابق في مقال نشره في المجلس الأطلنطي

 

Exit mobile version