مجلة طلعنا عالحرية

طلعنا عالحرية / افتتاحية العدد 21

 

لا يُفهم من الخطاب الأخير للمجرم بشار الأسد إلا عزمه وعزم نظامه على الاستمرار بالحرب.. ولا يفهم من مختلف المواقف الدولية الوضيعة إلا إعطاؤها الضوء الأخضر لعصابة الإجرام لاستمرارها بالقتل والتنكيل..

وها هي حرب يومية أخرى تعصف بعظام السوريين برداً وجوعاً.. ثلجأ وصقيعاً.. سواء في الداخل المنكوب او في مخيمات “اللجوء”.. مخيمات الموت.. ! دون أن يرف لعيون المتفرجين على ألمنا جفن..

وبين هذا وهذا وذاك لا يبدو أن الممثلين السياسيين للثورة السورية في الخارج أكثر قلقاً.. ولا أكثر بحثاً عن مفاتيح للحل. لا تستطيع أن تدفع عنك وأن تستمع إلى القيادات السياسية للمعارضة ومختلف الناطقين  باسمها إحساساً بأنهم أكثر قلقاً على صورتهم ومكانتهم وأقل قلقاً على آلام ومعاناة شعبهم، كما وأقل خوفاً من المآلات الممكنة  والمخيفة للوضع السوري. حيث لم يعد كافياً اليوم الإيمان بحتمية الانتصار على أكتاف الثوار والشعب المنهك دون فعالية سياسية جادة مع الدول المعنية بمصالحها. وهنا يجب إعادة التفكير بالمسلمات المتداولة وقراءة التوازانات الدولية بعقلانية قد تقود الى تغيير الطرق والمسارات والتحالفات.. عقلانية تعني الصراحة والوضوح والشفافية التامة أمام الشعب بعيداً عن لغة المهاترات والتخوين من كافة اطراف المعارضة.

المؤسف في الأمر ان هذه القيادات وإن اعتبرت نفسها معذورة في فشلها السياسي إلا أنها لا تبدو أفضل حالاً في المجالات الأخرى.. وهنا يمكن إدراج العديد من الأمور بدءاً بالنشاط الإغاثي القاصر والمقصّر، إلى قلة الفعالية على صعيد التنظيم وتسيير الأمور في المناطق المحررة، إلى العجز التام عن حشد ملايين السوريين في الخارج وإشراكهم في صناعة تاريخ بلدهم  مادياً ومعنوياً.. أقله التأثير في الرأي العام الشعبي وحشد التأييد العالمي للثورة السورية ومحاولة التأثير بمواقف الدول المشاركة بالجريمة عبر الحراك السلمي الفاعل خارج حدود الوطن.. .

لقد تجاوزنا مرحلة دق ناقوس الخطر.. ويجب أن تنتقل المعارضة من حالة التشرذم والتنافس الرخيص الى حالة التوحد والمسؤولية.. والأهم أن تنتقل من موقف المستجدي على ابواب الغرب إلى موقف الطرف الفاعل داخلياً وخارجياً.. الآن.. الآن.. فالوقت السوري من برد وجوع.. ودم.

Exit mobile version