ثقافة

“زهرة حلب” فيلم تونسي – لبناني يعري جرائم “داعش” في سوريا

وأكدت “صبري” أن “الفيلم يقوم على رؤية عربية للحرب في سوريا، باعتبار المأساة السورية مأساة للعرب جميعًا”. مشيرةً إلى أنه: “حين يتحول الصراع بين الأطراف السياسية، أيًا كان مبرره أو هدفه، إلى صراع مسلح، فإنه يتسبب في تدمير حياة الناس العادية، بما فيهم من كانوا هدفًا لحمايتهم وتحسين أحوالهم، والفيلم يحاول نقل هذا المعنى”.

انتهى المخرج التونسي رضا الباهي موخرًا، من وضع اللمسات الأخيرة على فيلمه “زهرة حلب”، الذي يتناول الآثار الإنسانية للحرب، ويعالج فنيًا ظاهرة خطيرة  تعاني منها اليوم العديد من المجتمعات العربية في زمن الحرب التي تدور رحاها في سوريا، والتي كان لها الدور البارز في اطالة أمد الحرب واتساع رقعتها، مركزًا على انضمام الشباب التونسي إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث يقرر ابن أسرة تونسية، الانضمام إلى التنظيم للقتال في سوريا، فيغادر وطنه دون إبلاغ العائلة، وتقرر أمه اللحاق به لإنقاذه، فتواجه في رحلة بحثها العديد من المشاكل والأخطار.

الفيلم انتاج مشترك (تونسي – لبناني)، وقد صورت مختلف مشاهد الفيلم بين لبنان وتونس، وهو يناقش فكرة مقاومة الإرهاب والعنف من خلال الفن والسينما، ويقوم بأدوار البطولة فيه من تونس: هند صبري بدور (الأم سلمى)، وهشام رستم في دور (هشام) والد الشاب الملتحق بالتنظيم المتشدد، وطليق (سلمى)، فنان خمسيني غريب عن مجتمعه، ويجد في فنه وشرابه السلوان، والممثل الشاب محمد علي بن جمعة في دور القائد الداعشي بتونس والممثل الشاب باديس الباهي (ابن السينمائي رضا الباهي مخرج الفيلم) والذي يجسد البطولة ولأوّل مرة أمام هند صبري في دور ابنها الوحيد، الذي يقرر الالتحاق بصفوف “داعش” الإرهابي بعد أن كان شابًا عاديًا يهوى الموسيقى ويرتبط بعلاقة حب مع فتاة من سنه.

%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%85%d8%ab%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%b2%d9%8a%d9%86%d8%a9-%d8%ad%d9%84%d8%a7%d9%82-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b4%d9%87%d8%af-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84

وفي تفاصيل الفيلم، أن الأم (سلمى) تعيش وهي مسعفة في أواخر الثلاثينات حياة اجتماعية متوترة بسبب طلاقها ومسؤولية تربية ابنها وتعدد أزماتها المالية، في مجتمع بدأت تتزعزع قيمه ويشوبه التطرف.. سلمى القريبة من الأحداث الآنية لبلدها بحكم عملها وتواصلها المباشر مع الناس تقرر الذهاب إلى سوريا واللحاق بصفوف “داعش” لإنقاذ ابنها من هذا الغزو المتطرف.. حكاية تكررت على مسامعنا كثيرًا في عدد من البيوت التونسية وغيرها من البيوت العربية في الجزائر والمغرب ومصر والسعودية وغيرها من البلدان العربية والغربية مع بدايات الحرب السورية التي غذاها إرهاب النظام الأسدي بالتطرف الديني والرايات السوداء.

وبحسب سيناريو الفيلم، فإن هند صبري أو (سلمى) تغادر تونس في اتجاه الأراضي السورية متحججة بالانضمام للتنظيم الإرهابي هناك وفي خضم الأحداث، التي عاشتها ومتابعتها للمعاناة الإنسانية في سوريا تجد نفسها أمام ابنها وهي تُقدم له كهدية تحت ما يسمى بــ”بجهاد النكاح”.. هذا المشهد سيكون المغير الرئيسي لأحداث العمل، الذي اعتمد في حواره على عبارات تونسية يمكن أن يستوعبها المشاهد العربي وذلك حسب بعض لقطات الإعلان الدعائي للفيلم.

“زهرة حلب” استعان بعدد من نجوم الفن السوري وهم: محمد آل رشي وزينة حلاق وجهاد زغبي، وشارك في إنتاجه شركة “الأخوان صباح” اللبنانية، وهند صبري عبر شركة “سلام برود” وشركة “عليا” لرضا الباهي.

وقالت هند صبري في تصريحات صحفية عن الفيلم إنه: “يحمل رسالة إنسانية، لا سياسية، فالفيلم يدين الحرب نفسها بغض النظر عن هوية أطرافها، فالحرب تدمر الجميع”، وأضافت: “بطلة الفيلم وابنها ينتميان إلى عائلة تونسية عادية مثل كل العائلات، لها حياتها ومشكلاتها وأحلامها، تحب وتغضب وتتزوج وتنفصل، لكن الحرب تقع على رؤوسهم فتدمر كل شيء؛ أحلامهم وطموحاتهم ومشكلاتهم القديمة”.

وأكدت “صبري” أن “الفيلم يقوم على رؤية عربية للحرب في سوريا، باعتبار المأساة السورية مأساة للعرب جميعًا”. مشيرةً إلى أنه: “حين يتحول الصراع بين الأطراف السياسية، أيًا كان مبرره أو هدفه، إلى صراع مسلح، فإنه يتسبب في تدمير حياة الناس العادية، بما فيهم من كانوا هدفًا لحمايتهم وتحسين أحوالهم، والفيلم يحاول نقل هذا المعنى”.

ونفت الممثلة التونسية ما أشيع عن أن العمل يتعرض لما يُدعى (جهاد النكاح)، لافتةً إلى أنه “يعرّي مجتمع التنظيم الإرهابي المظلم بشكل عام وبكل تفاصيله، كما يتطرق إلى ممارساتهم الجنسية، لكنه ليس موضوع العمل الأساسي”.

وكانت هند صبري قد صرحت في حوار سابق مع إحدى المجلات العربية، أنها ليست قلقة من تعرضها للتهديد من قبل مناصري الجماعات المتطرفة، قائلة: “فليهددوني كما يشاؤون، ما يشغلني هو تقديم أعمال فنية تلامس معاناة شعوبنا. نحن نعيش في عالم عربي متغير بصفة يومية، وبما أنني أنتمي إلى هذا الوطن ومهمومة بقضاياه، فلا بد من أن أطرح مشكلاته”.

وطرحت الجهات المنتجة لـ”زهرة حلب” مؤخرًا، الإعلان الدعائي للفيلم، والذي يكشف حالة المجتمع التونسي بعد “ثورة الياسمين”، وكيف ظهرت بعض الجماعات المسلحة التي حاولت فرض فكرها بقوة السلاح، واستخدمت وسائل حديثة في استقطاب الشباب وتجنيدهم باسم “الجهاد” في سوريا.

ويُشار إلى أن فيلم “زهرة حلب” سيعرض قريبًا وبعد ثلاث سنوات من التحضيرات في عدد من المهرجانات الدولية، كما سيفتتح فعاليات الدورة السابعة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية، المزمع انعقاده في الفترة الممتدة بين 28 تشرين أول/ أكتوبر وحتى الخامس من تشرين ثاني/ نوفمبر المقبلين.

Click to comment

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To Top