انطلقت ثورة الكرامة لتكون ثورة السوريين من أجل الحرية والكرامة والمواطنة العابرة للطوائف والقوميات السورية.
وطوال الوقت يحاول النظام التشويش على هذه المنطلقات وحرفها عن مسارها، ليسحب المبادرة من الشعب ولتصبح تصرفات الناس ردود أفعال، ولتكون المعركة معركة “سلاح ضد سلاح” . بحيث يتقاتل طرفان ليلغي أحدهما الآخر في حين يبقى معظم الناس متفرجين وجمهور.
من هنا تأتي أهمية (المقاومة المدنية) كونها تحاول التواصل مع المتفرجين، والتماس الأعذار للصامتين والتعامل معها، فلا تضعهم في نفس خانة النظام ومؤيديه، على مبدأ “من ليس معنا فهو ضدنا”، بل المبدأ هو: من ليس معنا فهو مثلَنا أو مثلَ معظمِنا قبل أن تصل الثورة لنا (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم)، وبالتالي فمسؤولية الناشطين والمثقفين هي الوصول لهؤلاء والترحيب بتقدمهم باتجاه الثورة ولو خطوة واحدة وليس بتصعيب الطريق عليهم أكثر.
ومن الإيجابي اليوم مع دخول الثورة شهرها الخامس عشر تعزيز العمل السلمي بأفكار جديدة ومبدعة بالإضافة للمظاهرات والاعتصامات التي لم تغب منذ بدء الثورة. فنرى دعاوى (أوقفوا القتل) و (سوريا لكل السوريين) تعيد للحراك السلمي ألقه وتأثيره.. فالمسألة بهذه البساطة، وبهذا الوضوح.. ولا تحتاج لتعقيدات كثيرة، ويكفي أن يكون صاحبها مبدعاً وصادقاً لأن تكون مؤثرة. حتى وإن كان رجلاً واحداً أو امرأة واحدة، فهي لا تحتاج بالضرورة إلى “كتائب” أو تشكيلات.. وهي كذلك لا تتوقف على “مدد” من “طرف ما” قد يأتي متأخراً أو لا يأتي أبداً.
ناشط وصحافي، رئيس تحرير مجلة طلعنا عالحرية، ومدير مكتبها في دوما / الغوطة الشرقية سابقاً، إجازة في الآداب من جامعة دمشق قسم اللغة الإنكليزية، مدير مكتب الحراك السلمي السوري في ريف دمشق.