مجلة طلعنا عالحرية

درعا: النظام يضرب ثمانية مواقع عسكرية للثوار و “الحر” يتقدم على حساب النظام والنصرة.

10313695_762681697102059_5006513440605999511_n

أفاد مصدر مقرّب من لواء المعتز التابع للجيش الحر في درعا أن النظام السوري -وفي حادثة هي الأولى من نوعها من حيث الدقّة والقوة- استهدف ثمانية مواقع عسكرية للجيش الحر في درعا يوم الخميس 23-10-2014 بغارة جويّة دقيقة بواسطة طائرة تابعة لجيش النظام من طراز ميغ 29، وأفاد المصدر بأن الغارة استهدفت ثمانية مواقع في محافظة درعا وهي طفس، اليادودة، عتمان، المزيريب، تل شهاب، جلّين، والأشعري (موقعين)، وضربت فيها مواقع عسكرية خاصة بلواء المعتز وحركة المثنى وأسفرت عن مقتل 10 مقاتلين و15 جريحًا من حركة المثنى، ومقتل 11 مقاتلًا من لواء المعتز و50 جريحًا.
فيما أكد عميد طيار منشق أن النظام يمتلك 20 طائرة من طراز (ميغ 29) تم تحديث 12 طائرة منها والطائرات الثمانية المتبقية نسبة جاهزيتها 90%، وتعود الطائرة إلى اللواء 17 الذي يضم مطار السين والناصرية، ويقع على بعد 90 كم شرق العاصمة دمشق ويقوده اللواء العميد “عماد نفّوري” من مدينة النبك، ويحتوي اللواء طائرات (سوخوي 24) وهي طائرة استراتيجية تحمل 8 أطنان من المتفجّرات، وتتميز بتسديد تلفزيوني دقيق جدًا، كما يحتوي اللواء طائرات ميغ (23) بالإضافة إلى ميغ (29).
ويرجّح أن سبب هذه الضربة العنيفة والدقيقة هو تمدد الجيش الحر في درعا على حساب قوات النظام وتعطيل معبر نصيب الحدودي التابع للنظام بعد تحريره لثلاثة حواجز أغلقت الطريق على المعبر وهي: حاجز أم الميادن، حاجز الثكنات العسكرية “الملحمة والاستراحة والكازية”، وحاجز المعصرة قبل يوم واحد من الغارة الجوية، كما أرجع المصدر سبب الدقّة في الضربة إلى المعلومات الدقيقة التي يمتلكها النظام عن لواء المعتز بعد أن دسّ بينهم ضابطًا ادعى أنه منشقّ عن المخابرات الجوية، إلا أنه كان يقوم بجمع المعلومات للنظام طوال عام كامل، ثم عاد للنظام وهو الآن على رأس عمله في المخابرات الجوية.
وفي سياق متّصل يعود الجيش الحر للواجهة في درعا بعد تقّدمه على حساب النظام وتحريره لمواقع جديدة، وعلى حساب جبهة النصرة التي بدأ ينحسر وجودها حتى كاد يتلاشى وباتت تنسحب من مواقع ويسافر أمراؤها، إلا أن مشاكل الحر لا تزال تطفو على السطح حين يتم الحديث عن إنجازاته الميدانية، فقد اقتحمت ألوية العمري التابعة لجبهة ثوار سوريا المستشفى الميداني في درعا الذي يعرف باسم “مستشفى الشهيد عيسى عجاج” بمضادات الطيران والرشاشات الثقيلة والخفيفة وأجهزت بأكثر من ثلاثين رصاصة على الناشط الإعلامي (قيصر حبيب) الذي قتل النقيب المنشق (قيس القطاعنة) قائد ألوية العمري قبل أسابيع، وكان حبيب موقوفًا لدى محكمة غرز في درعا بعد اغتياله للنقيب قيس وقد أتى بمرافقة حرس حركة المثنى إلى المستشفى بسبب معاناته من حصر بول حاد وعدم قدرته على المشي بحسب بيان نشرته إدارة المستشفى بتاريخ 20-10-2014.
وكانت مديرية صحة درعا التابعة لوزارة الصحة في الحكومة المؤقتة للائتلاف قد أصدرت بيانًا بتاريخ 22-10-2014 وقّعه مدير صحة درعا الدكتور خالد العميان استنكرت فيه اقتحام المستشفى وطالبت المحاكم الفاعلة بالتواصل مع الحكومة لوضع آليات لضمان سلامة المعتقلين والجرحى، وطالبت الجيوش والفرق والألوية المقاتلة بإصدار بيان تؤكد فيه أن المستشفيات منشآت لها حرمتها واستقلاليتها، كما طالبت المحكمة المعنية (غرز) بتشكيل لجنة تحقيق خاصة للتحقيق بالحادثة وكشف ومحاسبة المسؤول عن انتهاك حرمة المستشفى، ووضعت مهلة مدتها أسبوع واحد لتطبيق ذلك، وهددت بخطوات أخرى سيتم ذكرها فيما بعد في حال لم تتحقق الطلبات الموجودة في البيان.
وبناء على البيانات السابقة، سيسير الحال كما قالت البيانات، إلا أن الأمر لن يتم على هذا الشكل كما قال أحد ناشطي درعا الإعلاميين، فهناك جهود حثيثة تبذل اليوم لمصالحة تنهي الأمر دون تحقيق وبحث، خاصّة أن الأمر اعتُبر ثأرًا لمقتل النقيب القطاعنة، ويتم العمل الآن على المصالحة بين (عرب اللجاة) وهم عائلة القطاعنة، وبين آل (الحشيش) وهم عائلة حبيب، حيث أن العرف العشائريّ أعلى من أي محكمة وقانون بحسب تصريح الناشط الذي فضّل عدم ذكر اسمه لسلامته الشخصية.
جدير بالذكر، أن المحافظة الأولى التي ثارت ضد النظام السوري لم تستطع إلى اليوم أن تكون منطقة محررة بالكامل، وهذا يعود لعدة أسباب أهمها قربها من العاصمة دمشق وخطورتها على النظام السوري، بالإضافة إلى الرفض الدولي غير المعلن لتحريرها لمنع وجودة قوة عسكرية ضاربة في الجنوب السوري القريب من إسرائيل، ورفض الأردن لقطع طريق الاستيراد من سوريا في حال تحريرها، إلا أن لمحافظة درعا أسبقيّة مميزة في العمل المدني حيث تم تأسيس الهيئة العامة للدفاع المدني والتي تعمل عملًا جباراً في الميادين الخدمية وتؤسس نواة مؤسساتية تحتاج إلى دولة وميزانية هائلة لتغطية أعمالها، كما تستوعب الهيئة في مستودعاتها المساعدات الأممية التي تأتي عن طريق الأمم المتحدة دون موافقة النظام، كما يؤكّد الناشطون على عدم وجود تنظيم داعش في المحافظة على الإطلاق وهذه سابقة إيجابية مهمّة تضاف لكل إيجابيات هذه المحافظة.
*شاعر وكاتب صحافي فلسطيني سوري.

Exit mobile version