بدأ مجلس حقوق الإنسان في جنيف دورته السابعة والعشرين والتي تستمر من الفترة الواقعة ما بين الثامن من أيلول الجاري إلى السادس والعشرين منه، حيث استهل جدول أعماله بمناقشة التقرير الثامن للجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا، والتي أوكلت إليها مهمة التحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان الواقعة على التراب السوري، ومن جميع “أطراف” النزاع.
ومثل معظم تقاريرها السابقة جاء التقرير على تحليل النزاع الدائر في سوريا وتوثيق العشرات من المجازر في سوريا، وكان الملفت في هذا التقرير هو الاستفاضة عن الحديث عن انتهاكات ما تسمى “الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش” وتخصيص فقرات خاصة بالانتهاكات التي يقوم بهذا هذا التنظيم، وهذا ما أثرّ بدوره ولعب دوراً رئيسياً في جميع المداخلات خلال الحوار التفاعلي لمناقشة التقرير في أروقة مجلس حقوق الإنسان، حيث لم تخلو مداخلة سواء على مستوى الدول أول المنظمات من الإدانة لجرائم هذا التنظيم، حتى أنّ الكثير من المداخلات جاء على ذكر جرائم هذا التنظيم دون الجرائم التي تقوم بها قوات النظام السوري وشبيحته، ومن الدول من رأت الفرصة المناسبة للطعن بالثورة السورية من خلال قناة داعش وكانت على رأسهم إيران وروسيا وغيرهم من الدول التي ما زالت تناصر النظام السوري.
وفي خضم النقاش التفاعلي حول تقرير اللجنة قام مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان والشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان ومركز توثيق الانتهاكات في سوريا بمداخلة شفهية، وكان من أهمّ ما جاء فيها هو الترحيب بتقرير اللجنة وتسليط الضوء بشكل كبير جداً على المخاطر التي يتحملها النشطاء والصحفيون الذين يعملون في الداخل السوري من أجل عملية توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا وتزويد المنظمات الحقوقية ولجان التحقيق بكافة الشهادات والمواد التوثيقية، واستجابة لنداءات المنظمات الثلاث، أعلنت لجنة التحقيق أنّها سوف تركّز بشكل أكبر على وضع النشطاء المعتقلين في سوريا ممن تعرضوا للاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري.
وعلى هامش جلسات المجلس قامت منظمة “لا سلام بدون عدالة” الإيطالية بإقامة “حدث جانبي” تناول فيه موضوع استهداف الأطفال في سوريا والمخاطر التي يتعرضون لها في ظل الحرب الدائرة، وقد شارك مركز توثيق الانتهاكات في سوريا كأحد المتحدثين بالإضافة إلى عدة جهات أخرى منها الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
مجلة مستقلة، تعنى بشؤون الثورة السورية، نصف شهرية، تطبع وتوزع داخل سوريا وفي عدد من مخيمات اللجوء والتجمعات السورية في الخارج
