نوال السباعي
تصدقت أمي بخاتم عرسها أول مرة لفلسطين، عاد الخاتم، فماذا يفعل الفلسطينيّون بخاتم عرس رخيص لا يباع؟ في المرة الثانية؛ وضعتْه في صندوق يجمع المساعدات لأفغانستان، عاد الخاتم! لا يمكن لخاتم عرس بسيط أن يفعل شيئًا للمجزورين هناك!! في المرة الثالثة؛ خلعت أمي خاتمها، لم تجد ما تتصدق به للشيشان غيره كانوا أبطالًا، وكان عليها أن تنصرهم ضد الروس المستذئبين، عاد الخاتم مكسور الخاطر!! في المرة الرابعة؛ وضعت أمي خاتم عرسها في يد جدة فلسطينية، صكت العجوز الكريمة وجهها وضحكت: “ما عساني أفعل بخاتمك المنحوس هذا؟؟ بيعيه واشترِ لطفل الحجارة قفازًا مطاطيًّا يقيه خدش الأحجار المقدسة”! في المرة الخامسة؛ سافر الخاتم إياه إلى البوسنة، مر بسيربرينيتشا، دار في سراخيبو، جال في كوسوفا.. غرق في الدم، وعاد أحمر مرعبًا كسيد الخواتم! في المرة السادسة؛ دسّت أمي خاتمها في مظروف، وأرسلته إلى العراق، جاءتها رسالة من مصلحة البريد بأنها ستوضع على لائحة دعم الإرهاب العالمي.
واعتُقِل الخاتم !.
لما مرّ قطار الموت والأهوال على سوريا، لم تجد أمي خاتمها لتعين به جائعًا في مخيم اليرموك أن يشتري بثمنه عروسة “زيت وزعتر.”
مجلة مستقلة، تعنى بشؤون الثورة السورية، نصف شهرية، تطبع وتوزع داخل سوريا وفي عدد من مخيمات اللجوء والتجمعات السورية في الخارج