هذا التنظيم يحارب الأكراد في مدينة كوباني منذ ما يقارب السنة، وقد فرض حصاره الخانق في البداية على محاور المدينة الثلاثة (الشرقي والغربي والجنوبي)، أمّا المنفذ الوحيد الذي بقي أمام الشعب الكردي في كوباني فهو الجهة الشمالية أي معبر تركيا الحدودي الذي هو أيضاً مغلق من قبل السلطات التركية التي لا تسمح لأي مواطن بالعبور لا من أجل الذهاب إلى تركيا ولا من أجل التجارة.
ما يقارب العام وتنظيم داعش يحارب ويضرب القرى المحيطة بكوباني، لكن هذه المرة وبالتحديد بتاريخ 14/9/2014 بدأ التنظيم هجمته على المدينة من ثلاثة محاور، واستخدم في اعتدائه مختلف صنوف الأسلحة الثقيلة سيما الدبابات والمدافع الميدانية والمتوسطة والتي اغتنموها واستجلبوها من كل من العراق والرقة.
وقد قامت قوات داعش بانتهاك المدنيين ونحرت عدداً منهم كما قامت بحرق منازل في القرى التي دخلوها ونهبوا ممتلكاتها.
منذ 16/9/2014 تشهد المدينة نوعاً من الرعب والخوف والتوتر وخاصة بعد نزوح نسبة كبيرة من الأهالي من قراهم وبيوتهم إلى المدينة بسبب قصف داعش العشوائي بقذائف المدفعية الثقيلة. وقد نالت أغلب القرى حصتها من هذه القذائف التي يتم إطلاقها عشوائياً دون التمييز بين طفل أو امرأة أو شيخ.. ومازالت أصوات المدفعية الثقيلة تصل إلى قلب مدينة كوباني وتدخل الرعب والقلق في قلوب الأهالي وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن.
بعد تقدمّهم باتجاه المدينة نزح أكثر من 130 ألف منهم إلى تركيا. وهنا نستطيع أن نذكر حالة النزوح الأولى التي بدأت بتاريخ 19/9/2014 عندما لجأ ما يقارب 45 ألف مواطن كردي إلى الحدود التركية هرباً من بطش تنظيم داعش الإرهابي، وقام الجيش التركي بمنع اللاجئين من العبور لولا الضغوط التي مورست عليها حيث تم فتح المعبر عند قرية قره التي تبعد عن المدينة حوالي 18 كم من جهة الشرق، ومعبر عند قرية تل شعير وآخر عند قرية كازكان ليدخل ما يقارب 45 ألف مواطن خلال ساعات إلى الأراضي التركية.
أعقب ذلك موجة أخرى من اللاجئين قدرت بـ 70 ألف لاجئ كردي سوري وما تزال حالة النزوح مستمرة إلى هذه اللحظة.
وهناك أكثر من خمسين ألف كردي سوري جلهم من الأطفال والنساء وكبار السن من أهالي كوباني يفترشون العراء والحدائق وأرصفة المساجد في مدينة سروج التركية.
لم تقدم الحكومة التركية حتى اللحظة أية مساعدات تذكر توازي حجم احتياجات هؤلاء اللاجئين. كما تقاعست حتى اللحظة حكومة الائتلاف الوطني السوري عن تقديم أية مساعدات.