مجلة طلعنا عالحرية

حاجز تفتيش في أوروبا 2025

معتصم أبو الشامات

عام 2025 في مدينة أوروبية..  يتوقف الباص، يصعد إليه شرطي مشرعاً بندقيته في الهواء، ينطق بلغة أجنبية:

– السوريين ينزلو لتحت والباقي يطلع الهويات.. !

لم ينهض أحد من مكانه. يبدأ الشرطي بالتفتيش راكباً تلو الآخر، يقرأ الهوية على عجل ويعيدها لصاحبها، وهكذا حتى يصل إلى الراكب 17، يخطف الهوية من يد الراكب، يقرأها بالتفصيل ويقلبها..

– مزورة؟

يخفق قلب الراكب خفقات متسارعة.. ينظر إليه الشرطي وكأنه التقط فريسة المساء..

– نعم

– ولماذا لم تنزل عندما ناديت؟

– خفت.. أرجوك لدي أطفال يجب أن أعود إليهم.

– ستندم جداً، أمامي أيها الإرهابي.

يضربه بعقب البندقية على كتفه ويبطحه أرضاً، ويصرخ عليه بصوت عال وبلهجة محلية جداً:

– قدامي لتحت!

يصعد شرطيان آخران إلى الباص، يسحبون الراكب 17 وينهالون عليه ضرباً وركلاً على مرأى من بقية الركاب، وينزلونه من الباص الذي تابع رحلته تاركاً خلفه الراكب 17.

– كيف هربت كل تلك الفترة. أنتم السوريون يجب أن تختفوا من هنا.

– كنت ألزم المنزل.

– ولماذا خرجت هذه المرة؟

– كنت أود أن أرى النور.. لست إرهابياً ولن أكون..

– فتحنا لكم بيوتنا واستقبلناكم ببلدنا وأرسلنا لكم الطائرات لتنقلكم من الحرب إلى هنا..

– هل تعلم أن ابني غرق في البحر؟

يجره رجال الشرطة إلى الحائط، يصرخ الراكب 17 “بقيت حراً وسأموت حراً.. لن تقتلوا الثورة”.

صوت رصاصة يدوي في المكان، ويسود الصمت المطبق.. !

Exit mobile version