يعتبر التدوين من الوسائل الهامة جدا للتعبير عن الأفكار, والإدلاء بدلونا في الشأن العام, وفي قضايا علمية أو تقنية أو فكرية, وهو أيضا وسيلة لنشر نتاجنا الأدبي أو وجهات نظرنا حول ما يحدث أو ما يقوم به الآخرون.
في عام 2015 تم إنشاء ما يزيد عن 18 ألف مدونة على ووردبرس وحدها, وقام المدونون بنشر ما يقارب مليوني تدوينة على مدوناتهم على الإنترنت. إن هذا الازدحام بالمدونين والتدوينات يعني أن فرص الوصول إلى القراء باتت قليلة جدا, وأنه على المدون أن يبذل الكثير من الجهد للوصول إلى القراء. هناك ثلاث أمور على المدون أن يركز عليها ليحقق الانتشار ويبني قاعدة من القراء ويستمر في جذب المزيد .
1 – مجال الكتابة
على المدون أن يختار لنفسه مجالا معينا يعالج قضاياه في تدويناته. إن تعدد الموضوعات التي يكتب عنها المدون سيجعل القراء ينفضون من حوله, فيما أن اختيار مجال يحظى باهتمام شريحة من القراء سيجعل له جمهوره الخاص الذي يتابعه, وينتظر كتاباته. ولهذا عليه أن يتعمق في مجال كتابته ويصبح خبيرا فيه, وعليه أن يبقى على اطلاع دائم بأحدث المستجدات والأخبار فيه, وهو أمر سيميزه عن البقية, ويكسبه المزيد من المتابعين والقراء. إن تعمق المدون في مجاله ومتابعته للتطورات فيه سيمكنه من كتابة مقالات تحمل شيئا جديدا, وتحظى باهتمام متزايد من قبل القراء.
2 – الجمهور
على المدون أن يبحث عن جمهوره على الإنترنت, ويتم ذلك من خلال البحث عن المدونات التي تهتم بالمجال ذاته, وزيارتها باستمرار والتفاعل معها من خلال التعليق. لا ينبغي للمدون أن يذكر مدونته أبدا في هذه النقاشات, بل عليه أن يدلي بدلوه فيها ويبرز معرفته العميقة بالموضوع, وهذا سيحفز المتابعين الآخرين للنقر على اسمه لمعرفة المزيد عنه, وسيقودهم هذا إلى مدونته التي من المفترض أن يجدوا فيها ضالتهم.
يمكن أيضا استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بنفس الطريقة. وعلى المدون ألا يستغل صفحات هذه الشبكات للدعاية لمدونته, بل عليه أن يتبع الاستراتيجيه نفسها, وعندها سيعثر مستخدمو هذه الشبكات على حسابه, وبالتالي على مدونته.
إن المشاركة المستمرة بالنقاشات لا تقود فقط إلى تعريف الآخرين بمدونته, بل إنها تغني معرفته حول الموضوعات التي تثير اهتمامهم, ووجهات نظرهم حولها, وما يبحثون عنه من معارف ومعلومات, وعليه هنا أن يعمق معرفته بهذه الموضوعات ويقدم لهم ما يبحثون عنه من خلال مدونته.
على المدون أيضا أن يعرف ما هي التدوينات التي يشاركها القراء. إن المشاركة هي أحد أهم أسباب الانتشار. على المدون مراقبة هذا الأمر, واستخلاص الموضوعات والقضايا التي تحظى بالمشاركة ومعرفة السبب, وبالتالي توجيه تدويناته القادمة بهذا الاتجاه. غالبا ما يشارك القراء تدوينات تمس حياتهم, أو حياة أفراد يحظون بمكانة هامة لديهم.
3 – الرؤية الخاصة
لكل إنسان رؤيته الخاصة حول القضايا الكثيرة التي تهمه, وهي تضعه في مكانة مميزة عن كل من يتناول هذه القضايا. إن هذه الرؤية هي الخاتم الخاص بالمدون والتي تجمع حوله من يشاركه وجهات النظر ذاتها. إنها أيضا تعطي المدونة قيمة خاصة من حيث العمق والجدية وفرادتها, وتمسكها بما تسعى لقوله. إن الابتذال وتكرار ما يقوله الآخرون وترديد ما يعرفه الناس أصلا سيجعل القراء يفقدون الاهتمام بالمدونة.
مشروع سلامتك