أعلنت مؤخراً شركة باي بال عن توقف خدماتها في تركيا، وهي شركة أمريكية تعمل في مجال المدفوعات عبر الانترنت في جميع أنحاء العالم، وتأثرت أسعار أسهمها بشكل سلبي نتيجة خبر توقف خدماتها في تركيا.
جاء الإعلان عن توقف خدمات الشركة نتيجة رفض الترخيص الرسمي من قبل الوكالات المحلية التنظيمية، وقد علقت الشركة عبر موقعها بأنها ستسمر في سعيها لتحصيل الأذونات اللازمة لتوفير الخدمات لعملائها في تركيا مرة أخرى في المستقبل.
وبهذا الصدد تم تحديد مهلة حتى 6 حزيران 2016 لسحب الأرصدة عبر حسابات البنوك المحلية، وبعد انقضاء المهلة سيتم تعليق كافة عمليات السحب والإيداع بالإضافة لعمليات الشراء.
فتح الحسابات في باي بال يشبه عملية إنشاء بريد إلكتروني مجاني، إلا ان باي بال تسجل بلد الإقامة ليتم التعامل مع الحساب وفق العملة المحلية لبلد الإقامة، ورغم عدم طلب باي بال لأي أوراق ثبوتية أثناء فتح الحساب، إلا أن الإجراءات الأمنية المطلوبة لتأكيد الحساب كفيلة بتأكيد بلد الإقامة ومالك الحساب، حيث يتم فرض قيود محددة على الحساب إلى أن يتم ربطه بحساب بنكي محلي، ولا يمكن تغيير بلد الإقامة دون طلب رسمي مع إثبات يدل على بلد الإقامة الجديد.
تعتبر باي بال من الشركات المهمة بالنسبة للاجئين السوريين في تركيا، حيث يعتمد عليها الكثير من العاملين في المجالات الإبداعية الخاصة، كما أنها كانت أداة مهمة للعديد من المنظمات لجمع التبرعات، وفي هذا الإطار بات على عملاء باي بال من السوريين في تركيا إيجاد حلول بديلة، وهو أمر معقد للغاية نتيجة عدم قدرة الغالبية في تحصيل إقامات رسمية مما يحرمهم من فتح حسابات مصرفية.
ما تزال بعض البنوك التركية تتقبل فتح الحسابات للسوريين دون وجود إقامة شرط توفر بطاقة كملك وجواز سفر ساري المفعول، إلا أن الأمور ليست واضحة المسار، فالإجراءات الرسمية في تركيا حتى الآن تتعامل بمعايير مزدوجة مع حاملي بطاقة الكملك، وتبقى الخيارات الآمنة للاجئين السوريين أو الضيوف في تركيا بعيدة المنال.
مستقل، مهووس في تكنولوجيا المعلومات والأمن الرقمي. مهتم في الشؤون الاقتصادية وريادة الأعمال، محرر القسم الاقتصادي في طلعنا عالحرية