مجلة طلعنا عالحرية

تأثر الأسواق العالمية في الانتخابات الأمريكية

تأثير دونالد ترامب على الإقتصاد!!..

انشغلت الناس في الحديث عن الانتخابات الأمريكية في كافة أنحاء العالم فيما انعكست التوترات بشكل واضح على الأسواق العالمية.

بين مؤيد ومعارض ومقتنع ومتخوف لوصول ترامب للرئاسة الأمريكية تبدوا الحالة اشبه بثورة عالمية جديدة قد تغير معالم العالم.

سادت أسواق العملات العالمية حالة من عدم الوضوح ومن المتوقع ان تنتهي مع افتتاح الأسبوع التالي للانتخابات.

بالرغم من المظاهرات التالية لظهور نتائج الانتخابات وما قد ينتج عنها حقق الدولار مكاسب مقابل سلة من العملات العالمية.

وتشهد الأسهم الامريكية تحقيق مكاسب تصل لأرقام قياسية جديدة، ويتوقع الكثير من المستثمرين بارتفاع مستوى التضخم فيما لو نفذ ترامب وعوده. فما هي هذه الوعود؟!

تصريحات:

سارعت العديد من الدول للتصريح بعد تأكيد وصول ترامب إلى الرئاسة وكان من أهمها:

كوريا الشمالية صرحت بأنها ستتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية بشكل أو بآخر، وقد سبق أن أبدت كوريا الشمالية اعجابها بترامب، وصرح ترامب برغبته في زيارة زعيم كوريا الشمالية.

وصرح وزير روسي بأن بلاده ستعمل كل ما بوسعها لإعادة العلاقات التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية.

يتوقع وزير المالية البريطاني وجود حوار بناء للغاية مع الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب وقال إن بريطانيا ملتزمة بالتجارة الحرة والأسواق المفتوحة مع الولايات المتحدة.

يرى ترامب أن اتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي المزمعة مع الاتحاد الأوروبي تضر بالعمال الأمريكيين وتؤثر سلباً على قدراتهم التنافسية، مما شكل لدى الاتحاد الأوروبي مخاوف من تصريحاته أثناء الحملة الانتخابية حول اتفاقيات التجارة ورغبته في وضع سياسات حماية تجارية، ويخشى الأوروبيين من الغاء هذه الاتفاقيات.

في حال نفذ ترامب وعوده سينتج عنها تأثر كبير في الأسواق العالمية.

يعتقد كثيرون أن كل الأقوال والتصريحات قبل الانتخابات هي مجرد دعاية وستختلف كلياً بعد الانتخابات، إلا أن هذه التوقعات قد تكون خائبة كما خابت قبلها توقعاتهم بفوز هيلاري كلينتون.

الاهتمام المرافق للانتخابات الأمريكية يعكس حقيقة أهمية دور الولايات المتحدة الأمريكية على العالم بكافة المستويات السياسية والاقتصادية.

من خلال متابعة تصريحات كبار الاقتصاديين، يبدو أن المستقبل سيشهد اضطراب اقتصادي كبير.

الذهب والنفط:

انخفض سعر الذهب لأدنى مستوى منذ خمسة أشهر إلى 1222.38 دولار للأونصة ورافقه في الانخفاض بقية المعادن النفيسة من الفضة والبلاتين والبلاديوم ويعود انخفاض الذهب بشكل أساسي لفقدان أهميته كملاذ آمن نتيجة القوة الإيجابية التي ظهرت في الأسواق بعد ظهور نتائج الانتخابات.

انخفضت أسعار النفط متأثرة بإعلان منظمة أوبك حول زيادة في انتاجها لشهر أكتوبر /تشرين الثاني ليصل لمستويات قياسية في وقت تعاني منه الأسواق من تخمة في العرض قد أدى إلى تدني سعر النفط بشكل كبير.

وقد صرح ترامب حول رغبته في فتح جميع الأراضي والمياه التابعة للولايات المتحدة أمام شركات التنقيب عن النفط والغاز دون قيود في دعوة صريحة لزيادة مستوى الإنتاج الأمريكي، وعلى الرغم من شدة تأثير ذلك على زيادة العرض إلا أن منظمة أوبك تشعر بالارتياح بعض الشيء تجاه عداء ترامب لإيران والتشدد المتوقع فرضه عليها لاحقاً.

قال دانييل يرجين نائب رئيس مؤسسة آي.إتش.إس سيرا للأبحاث وهو محلل اقتصادي أمريكي “تأهبوا لمزيد من الغموض والاضطرابات القادمة في الاقتصاد العالمي”.

من ضمن التصريحات والوعود المثيرة للرئيس الأمريكي الجديد كانت موجهة للصين تحديداً، حيث وعد ترامب برفع الضرائب إلى أضعاف تجاه المستوردات الصينية لمحاربتها، وعلى الرغم من صعوبة الأمر إلا أن الصين ردت بتخفيض قيمة عملتها لتقول إن بضائعها ستبقى هي الأرخص، وتعتبر الأسواق الأمريكية من أكبر المستهلكين للبضائع الصينية في العالم.

إلى أين تتجه الأسواق؟

في تحليل موضوعي لما جرى في الأسواق وأسباب ارتفاع الأسهم، يرى عدد من المحللين الاقتصاديين في أسواق المضاربة وبشكل خاص تجاه أسعار داو جونز الذي حقق أعلى مستويات ارتفاع له يعود ذلك لدعم الكثير من المستثمرين والمضاربين في الأسواق الأمريكية بشكل إيجابي وارتفاع نسبة الطلب على الأسهم، ويحذر المحللين من مغبة هذه الارتفاعات إلى أنه من المحتمل جداً أن تشهد انخفاضات حادة لاحقاً نتيجة تحقيق المكاسب مما يتسبب في حركات تصحيح عنيفة مؤقتة.

ما تزال السياسات المتوقع ان يتبعها الرئيس الجديد غير واضحة حتى الآن إلا أن التغييرات المتوقعة قد تكون كبيرة وذات تأثير واسع.

على الصعيد السوري لم تظهر أي تأثيرات على الليرة السورية ويعود ذلك لعدم وجود أي عوامل اقتصادية مهمة تتأثر بحركة الأسواق العالمية، فانخفاض او ارتفاع قيمة الليرة السورية بات يتحرك وفق عوامل سياسية وعسكرية بشكل عام، بينما تستمر أسعار الذهب بالتأثر بشكل مباشر بالسعر العالمي ليصل سعر الغرام عيار 21 مع اغلاق الأسواق العالمية يوم الجمعة 11/11/2016 إلى 18700 ليرة سورية، في وقت يتم صرف الدولار الواحد في دمشق مقابل 542 ليرة.

Exit mobile version