تقارير

بعد 6 سنوات من التحرير.. أهالي إدلب متمسكون بأهداف ثورتهم وتطلعاتها

محمود الخطيب / إدلب

يعيش في مناطق شمال غربي سوريا قرابة أربعة ملايين نسمة من مختلف المدن والمحافظات السورية، جمعهم النزوح والتهجير القسري الذي فرضه عليهم النظام السوري وحلفاؤه، والكثير منهم أجبروا على  ترك بيوتهم ومدنهم وتوجهوا إلى آخر معاقل الثورة السورية في محافظة إدلب.

البدايات

أواخر آذار منذ 6 سنوات، تحررت إدلب كاملة من سيطرة النظام السوري، ومحافظة إدلب من أوائل المحافظات التي شاركت في المظاهرات السلمية، مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، واشتهرت هي والبلدات في ريفها بلافتاتها ورسائلها التي لاتزال حاضرة حتى اليوم في المحافل الدولية والعالمية، لتقابلها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، بالقمع والقتل وحملات الاعتقال التي كانت تستهدف الناشطين والثوار.

الحراك المسلح والسيطرة على المحافظة

في أواخر عام 2011 بدأت مظاهر تسلح الحراك في شمال غرب سوريا، والهدف كان حماية المتظاهرين من قوات النظام وأجهزته الأمنية، وبدأت مراحل جديدة. 

مع بداية عام 2012، خرجت العديد من المدن والبلدات شمال غرب سوريا عن سيطرة النظام السوري، أبرزها مدن معرة النعمان، كفرنبل، سراقب، جبل الزاوية، وقسم كبير من مدينة جسر الشغور، وأجزاء واسعة من ريف إدلب الغربي. وذلك بعد أن تمكنت مجموعات من الفصائل والألوية التي تشكلت حديثاً من طرد قوات النظام، التي استخدمت مختلف أسلحتها لقمع الانتفاضة بالمنطقة. 

وفي آذار من عام 2015، كان التحول كبيراً! شكلت فصائل المعارضة جيشاً موحداً تحت اسم “جيش الفتح” الذي ضم عدة تشكيلات وفصائل وألوية عسكرية، ليتمكن من السيطرة على مركز محافظة إدلب، لتكون المحافظة الثانية التي تخرج عن سيطرة النظام بعد محافظة الرقة، تلا ذلك سيطرة “جيش الفتح” على مدن أريحا، جسر الشغور، وذلك في 25 نيسان/ أبريل من العام ذاته، وأهمية هذه المدن أنها تعدّ صلة الوصل مع فصائل المعارضة في اللاذقية، كما كانت إتمام السيطرة الكاملة على المحافظة.

خيبات وانتكاسات

شهدت الثورة السورية أواخر عام 2015 انكسارات عديدة على الصعيد العسكري، في عموم المناطق السورية، في شمال غرب سوريا. بدأت قوات المعارضة وجيش الفتح بالتفكك بعد إعلان عدة فصائل انشقاقها عنه، ليبدأ بعدها الاقتتال الفصائلي.

عملت “هيئة تحرير الشام” (جبهة فتح الشام) سابقاً، المصنفة كتنظيم إرهابي لدى الولايات المتحدة، على محاربة فصائل المعارضة التي خرجت من حلب نهاية كانون الأول/ ديسمبر عام 2016، وانتهت باندماج عدد منها في حركة أحرار الشام 26 كانون الثاني/ يناير 2017، والتي تفككت في منتصف شهر حزيران/ يوليو 2017 بعد اقتتالها مع “هيئة تحرير الشام” حتى وصلت إلى أسوأ حالاتها، وخاصة بعد سيطرة الأخيرة على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، والمناطق المحيطة به.

تقسيم السيطرة والنفوذ

تقسمت مناطق النفوذ بين القوى المتصارعة، بعد أن تمكنت هيئة تحرير الشام من تفكيك حركة أحرار الشام وإضعافها؛ إذ سيطرت فصائل الجيش الحر على سراقب، معرة النعمان، وأجزاء من جبل الزاوية، بينما سيطرت هيئة تحرير الشام على مدينة إدلب، ومعبر باب الهوى، بالإضافة لمدينة خان شيخون وأريحا وجسر الشغور، والقسم الأكبر من الريف الجنوبي، وتم تسليمها فيما بعد لحكومة الإنقاذ التابعة لها، والتي تشكلت في 2 من تشرين الثاني/ نوفمبر2017، لتتمكن في وقت لاحق من بسط نفوذها الإداري على محافظة إدلب وريف حلب الغربي، بعد أن أعلنت هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة توصلها لاتفاق  على وقف إطلاق النار في 10 كانون الثاني/ يناير من عام 2019، بعد اقتتال استمر لعشرة أيام. ونصّ الاتفاق على تبعية جميع المناطق في محافظة إدلب ومحيطها لحكومة الإنقاذ.

الحملة العسكرية الأعنف!

في بداية عام 2019 شن النظام السوري مدعوماً بروسيا والميليشيات الإيرانية حملة عسكرية هي الأعنف على أرياف حماة وإدلب وحلب، حيث لم يدخر وسيلة إلا واستخدمها في قتل المدنيين، إذ بلغ عدد القتلى 313 مدنياً بينهم 100 طفل بحسب إحصائية لفريق “منسقوا إستجابة سوريا“، وتركز القصف على الأحياء السكنية والأسواق الشعبية والمدارس والمراكز الطبية، وانتهت بسيطرة النظام وحلفائه على مناطق واسعة من ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وصولاً إلى مدن خان شيخون ومعرة النعمان وكفرنبل وسراقب، ليحكم بذلك السيطرة على طريق حلب- دمشق M5 بشكل كامل، وتدخل المنطقة بهدنة مرهونة في يد أنقرة، موسكو وطهران. 

أهداف ثابتة

في الذكرى السادسة لتحرير إدلب، ورغم هذه التغيرات التي مرت، يقول من التقيناهم من سكان ومهجرين في محافظة إدلب إنهم “متمسكون بحق العودة إلى مناطقهم التي هجروا منها”، مؤكدين عدم تراجعهم عن أهداف الثورة التي أسقطت شرعية الأسد من اليوم الأول، وحاربت نظاماً تدعمه دول عظمى كروسيا وإيران كما يرون، بالرغم من تراجع الدعم السياسي والعسكري والمادي للمعارضة، وأنهم لا زالوا يتظاهرون ويرفعون شعارات الحرية والعيش الكريم.

3 Comments

3 Comments

  1. Rastrear Teléfono Celular

    8 فبراير,2024 at 11:28 م

    Obtener acceso a información secreta puede darle una ventaja comercial sobre sus competidores y, gracias a los avances tecnológicos, espiar ahora es más fácil que nunca.

  2. Rastrear Teléfono Celular

    12 فبراير,2024 at 2:59 ص

    Siempre que haya una red, puede grabar en tiempo real de forma remota, sin instalación de hardware especial. https://www.mycellspy.com/es/tutorials/how-remotely-monitor-and-record-another-phone-surround-sound/

  3. BurekF

    3 مارس,2024 at 4:09 م

    Who wants free crypto ? They are giving 30000 USDT in rewards at Cryptosacro

Leave a Reply

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To Top