معتصم أبو الشامات
كان يمشي مع صديقته خارجاً من باب الكلية، وفجأة… استوقفته مجموعة من مسلحي ميليشيا الدفاع الوطني:
– “هوياتكون”
– “مين حضرتك”
– “كسار راسك يا واطي”
– “ليش هيك عما تحكي؟!”
– “شو ما ابتعرف مين نحنا، والله لنربي العراعير فيك”
استفاق من غيبوبته يحاول أن يعرف مصدر الألم، هل هو من ظهره أم من رقبته.
يشعر بآثار كدمات على وجهه والدم يسيل من يده..
ماذا جرى!!…. أين سلمى!!!…. أين أنا!!!!
سمع من بعيد أصوات ناس تتعذب.. تتألم، شتائم وكلام بذيء، كلمات تنتهك كل ما هو مقدس، مسبات تنال من الشرف والعرض والكرامة، وأصوات سياط تنهش من جلود البشر.
خاف أن يصرخ، كتم أنفاسه حتى لا يعرف أحد باستيقاظه، سمع أصواتاً قادمة، فتح الباب.. أغمض عينيه حتى لا يشعر أحد بصحوته، لسعات من ماء بارد تنهمر على جسمه، تدخل لتنخر عظمه
فيصرخ من الألم حتى تختفي صرخاته..
– “شو فقت يا ***. عم تتمرجل على أسيادك، والله لأعملك فرجة لكل ابن ***، لسا لعرفك مين نحنا”
– “والله يا سيدي ما بعرف ليش أنا هون”
– “هاد الحكي ابتحكيه بالتحقيق مو عندي هون”
يستدير خلفاً ويخرج، يطبق الباب خلفه، أصوات أقدامه ترحل بعيداً ليبقى الصمت الذي تتخلله الصرخات وآثار ماء تلسع الجلد من برودتها.
بكالوريوس في إدارة أنظمة المعلومات من المعهد العالي لإدارة الأعمال في دمشق عام 2007. متطوع في عدد من المجموعات التي تعنى في اللاعنف والمقاومة المدنية في سوريا. أحد مؤسسي الدفاع المدني السوري عندما كان يعمل في وحدة تنسيق الدعم.