Site icon مجلة طلعنا عالحرية

المشهد العسكري في كوباني والصراع السياسي

650_433_0141291544181756

محمد عارف علي

يبدو أن المشهد العسكري في كوباني لم يكتمل بعد بوجهه السياسي من التحالفات الدولية والإقليمية، والحلول التي يعد الترتيب لها لمستقبل الصراع السوري، بعد أن باتت القوى العسكرية التي تقف ضد زحف الدولة الاسلامية على الأرض هي القوى الكردية، ابتداءً من البيشمركة ووصولاً الى وحدات حماية الشعب ودور حزب العمال الكردستاني في الحرب الدائرة بالمدينة الكردية كوباني .

إن كوباني التي صمدت وحيدة لمدة شهر ضد زحف همج الدولة الاسلامية الذي لم يلقَ أيّة مقاومة في مناطق سيطرتها في محافظتي الرقة ودير الزور السورية، وصولاً بالموصل العراقية التي لم تصمد 48 ساعة أمام زحفهم، غيرت بذلك وجهة العالم ومجريات الحرب ضد الإرهاب وحولت أنظار العالم إلى هذه المدينة الصغيرة التي قاومت بسلاحها الخفيف ودماء أبنائها ومشاركة العنصر النسائي في مقاومتهم حتى وصل بهم الأمر إلى القيام بعمليات فدائية لوقف تقدم الآليات الثقيلة للدولة الإسلامية.

ولكن الجدير بالذكر أن الوقت لم يحن بعد لإخراج هذا التنظيم من كوباني المدينة وزخم تحليق طائرات التحالف في سمائها ومدى شدة القصف لمواقع ومجموعات التنظيم، هي المعادلة التي حِيْكَت بين القوى الكردية المشتركة والتحالف الدولي، لتكون كوباني مدينة الاستنزاف لتنظيم الدولة وذلك بمحاولة استجرار اكبر عدد من عناصره التي بداخل المدينة.

والمشهد الثاني والذي بدأ ظهوره للعلن، هو بدء وحدات حماية الشعب (YPG) القيام بعمليات كريلاتيا خلفية، أي ضرب التنظيم في قرى وأرياف كوباني وقطع طرق الإمداد لعناصره المتواجدين داخل المدينة .

ولا يخفى أن بعض القوى أرادت من كوباني وسقوطها مدينة لاستنزاف القوى الكردية المتواجدة هناك والمتمثلة بوحدات حماية الشعب (YPG) في محاولة منها إلى ليّ ذراع حزب العمال الكردستاني، إلا أن صمود كوباني غيّر من وجهة المعادلة المرسومة لديهم.

وبدأ التدخل قبل سقوطها، لتكون هذه المدينة الصغيرة النواة الأولى لهذا التحالف المرسوم جواً عبر طائرات خليجية وغربية، وعلى الأرض القوات الكردية المشتركة، وإن دفعت ثمنها من نزوحٍ شبه تام لمواطنيها وتدمير لبنيتها التحتية.

والمشهد الثالث هو مستقبل الصراع السوري ومحاولة إيجاد قوى معارضة على الأرض تحمل صبغة معتدلة يتم اشراكها في هذه الحرب، في مرحلة ما بعد كوباني وتسليمهم المناطق ذات الغالبية السنية والتحضير لدولة لامركزية يتم التفاوض عليها بمشاركة النظام سواء برحيل الأسد أو بقاءه لمرحلة انتقالية .

Exit mobile version