العالم جنسية القَتَلَة, لن يكترثَ
لطفلٍ يرسمُ الكونَ, من دونِ سماءٍ,
كيلا تمرّ الطائراتُ, المحمّلةُ بأحقادِ السماء.
العالم جنسية القتلة.
لن يكترث
لأمٍّ تَعْصِبُ بزنْدها عيني ولدها,
كيلا يرى الجنود, وهم ينهشون نهدَها.
العالم جنسية القتلة
لن يكترث, لطفلةٍ تنسُجُ بقدميها, من شعاعِ الشّمسِ
يدين لها. تفكر لبُرْهَةٍ
وتقول: ما حاجتي لليدين إن لم أجدْ من أعانقهُ؟
العالم جنسية القتلة.
لن يكترث, لسيدةٍ تُحَضِرُ أنوثَتها
لولادةٍ قادمةٍ.
وتقول: أنا حبلى بالجُّثثِ.
مناطقيّتي, مقبرةٌ متنقلةٌ,
وهويّتي, جريمةٌ بريئة ٌ.
العالم جنسية القتلة لن يكترث
لمسنٍّ.
رحلَ الرحيلُ ومكثَ.
مسنٌّ يَجُزُّ شعرهُ, وينتظرُ
سقوطَ القذيفةِ, ليشعلَ منها ناراً.
ويجمعُ ما نَبَتَ من عشبٍ
فوق أنابيبِ المياهِ,
ويقطعُ أظافرهُ, ليُحضرَ منهما حساءَ المساء.
مرْآةُ الفقراء.
بدْعة ُالطّغاة.
أنت أيها الجوعُ.
مروّضُ البشريّةِ, مدجّنُ الأفقِ,
عرابٌ دمويٌّ.
العالم جنسية القتلة لن يكترث.
لمعتقلٍ يقول: لمعتقل
سأهبُكَ نصفَ قدمي, وثلاثةَ أصابعٍ,
لتستطيعَ الوقوفَ أكثر.
وسأحتفظ ُبأصبعين,
لأصْلِبَ الزّمنَ أثناء َغيابي.
وحدَهُم من هم خلفَ القضبانِ,
يدركون حقيقةَ؛ أن ّالأرضَ
ثابتة ٌلا تدور.
العالمُ ليسَ أكثرَ من قطبٍ صحراويٍّ متجمّد.
كيفَ يشعرُ بالوقتِ, من ينتظرُ
أياماً وربما شهوراً, ليعبرَ من بيتٍ إلى بيت,
وربما من غرفةٍ إلى غرفة.
الوقتُ بالنسبة لنا, فائضٌ لا إنساني,
الوقت بالنسبة لنا, ترفُ العبث.
قلبي حدودي, نفْسي كوني.
قدّ تكونُ الأوطانُ, وهماً معرفياً,
لآلهةٍ من عدمٍ , تبحث ُعن أبديتها بين الدماءِ.
لعنةُ الجغرافية أنت يا وطني.
مجلة مستقلة، تعنى بشؤون الثورة السورية، نصف شهرية، تطبع وتوزع داخل سوريا وفي عدد من مخيمات اللجوء والتجمعات السورية في الخارج