مجلة طلعنا عالحرية

السوريون لا يريدون دولة اسلامية ويتوقعون بين 6 الى 10 سنوات لنهاية الاقتتال

Hama

أجرى مركز “حوار للأبحاث والدراسات” استطلاعاً للرأي للإجابة عن سؤال “ماذا يريد السوريون؟”، لخص عبره مشكلة السوريين وآرائهم فيما يجري، وأولوياتهم الحالية والمستقبلية، في أشد مراحل الأزمة السورية صعوبةً، مع استمرار حالة الاستعصاء السياسي.

وخلافاً للشائع بأن الاسلاميين اكتسحوا الشارع السوري، أظهرت النتائج أن 66.5% من العينة ممن يُعارضون نظام الحكم في سورية يؤيّدون إنشاء دولة مدنيّة، بينما اتّجه 8.4% من العينة ممن يعارضون النظام، لتأييد إنشاء دولة إسلاميّة.

بالمقابل هناك 23.7% يؤيّدون نظام الحكم مع ضرورة إجراء إصلاحات أساسية فيه، ويتجه 1.3% لتأييد نظام الحكم كما هو دون تعديل.

الاستبيان جرى تقسيمه إلى قسمين، أحدهما إلكتروني وزع على 78.6% من إجمالي العينة، والقسم الآخر ورقي، وصل حتى إلى مخيم اللجوء في الزعتري في الأردن بنسبة 14.5 من العينة، وأيضاً في لبنان بنسبة 6.9%.

ووصف 26.5% من العينة أن ما يجري في سورية هو حربٌ بالوكالة بين دولٍ وقوى خارجيّة على الأراضي السورية، بينما وصف 22.9% منهم الراهن السوري بالثورة المُسلّحة.

بينما ذهب 5.2% للقول بأن ما يحدثُ هو حربٌ أهليّة، ورأى 4.1% أن ما يجري الآن هو حربٌ على الإرهاب، في حين اتّجهت النسبة الأعلى منهم والبالغة 41.4% للقول بأن ما يجري ليس سوى خليطٍ يجمعُ التوصيفات السابقة كلّها.

بلغ تعدادُ عينة الاستطلاع المختارة 4081 شخصاً (2823 ذكراً و1258 أنثى)، يقيم 69.5% منهم خارج سورية و30.5% داخلها، وغالبيتهم من الشباب حيث بلغت نسبة 49.9 % من المجيبين ممن تراوحت أعمارهم ما بين 26 إلى 40 سنة، ونسبة 75 % من حملة الشهادات الجامعية أو من هم في المرحلة الجامعية.

وأظهرت النتائج أيضاً أن 31% من المجيبين يرون الحل في سورية سياسياً أساسياً مع دور عسكري، فيما يراهُ 22.4 % عسكرياً مع دور سياسي، و21.5% يعتقدون أنّه يتمثّل في المفاوضات بين الدول والجهات الدولية المختلفة والمؤيدة للأطراف المتنازعة في سورية، و14.9% يرونه سياسياً صرفاً، بينما هُناك 10% يعتقدون أنّه لا حل للأزمة في الفترة الحاليّة.

أما حول الفترة الزمنية التي يتوقعها السوريون ليعم السلام في سورية، فيرى  36.8% أنها تحتاج لفترة تمتد بين سنتين وخمس سنوات، ويرى 38.9 % أن المدّة ستطول إلى ما بين ست وعشر سنوات، في حين يذهب 13.2% للقول بأن السلام بحاجة إلى زمن يتراوح بين 11 و15 سنة، فضلاً عن 11.1% يرون أن الوصول إلى مرحلة يعمُّ فيها السلم أرجاء سورية سيستغرقُ زمناً يزيدُ عن 15 سنة.

ويوافق 83% من المجيبين على ضرورة خروج المقاتلين الأجانب من البلاد، حيث يرى 83.6% أن خروجهم من صفوف المعارضة المسلحة أمر أساسيّ للحل في سورية، ويرى 81.8% أن خروجهم من صفوف النظام أمر ضروري للحلّ أيضاً.

البحث الذي يقع في 80 صفحة وجه 15 سؤال للمبحوثين، يؤكد القائمون على البحث أنهم عملوا على مقاطعة نتائج الاستبيان وتحليلها على نحوٍ يتوخّى الموضوعية قبل أي شيء آخر.

غير أن البحث يعترف أنه اختار عينة معقدة نسبياً في ظل انقسام المجتمع السوري أفقياً وعامودياً، ما يجعل من الصعب الوصول لكافة شرائح المجتمع السوري.

من جهته الباحث في المركز نبيل محمد وفي تصريح لـ “طلعنا ع الحرية” علّق على نتائج البحث موضحاً “حاول المركز الإمكان وضع خيارات للمبحوثين يمكن أن يدرجوا رأيهم السياسي فيها، فوجدنا أنه من الممكن أن نميز أولا بين نسقين معارضون للنظام وموالون له، وضمن الرؤية المعارضة هناك من هم ذوو توجه مدني أو بالأصح يؤيدون قيام نظام مدني، ومن يؤيدون قيام نظام إسلامي، مؤيدو قيام الإٍسلامي بدوا من خلال النتائج قلائل مقارنة بالمعارضين الآخرين”.

والسبب برأي محمد “قد يكون من الصعب تأطيره بمبرر واحد قد يجد البعض ـ تجربة الجماعات ذات الصبغة الإسلامية في حكمها لمناطق من سورية لم تكن تجربة جيدة، وبالأخص بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية على أجزاء من البلاد، وربما للإعلام دور كبير في ذلك أيضاً، وربما بإمكاننا القول أن توجههم نحو تأييد قيام دولة مدنياً بصورة أكبر انما هو ابتعاد عن تيارين عنفيين واضحين على الساحة حالياً هما، النظام كدولة عسكرية، وتنظيم الدولة الإسلامية، فجاء مصطلح الدولة المدنية بعيداً عن ذلك، ربما لو كانت هنالك تجارب لأنظمة مدنية في سورية لم تقدم للمواطنين حقوقهم لما وجدنا اتجاهاً نحو تأييد قيام دولة مدنية… هي خيارات اذاً يبتعد فيها السوريون عن المنظومات التي أسهمت بخراب بلدهم من وجهة نظرهم.

وحول الاتجاه نحو التوقع بأن الحل في سورية سيستغرق بين 6 و 10 سنوات ربما ما يبرره هو مضي 4 سنوات دون جدوى التوصل إلى حل، وانعقاد مئات المؤتمرات والتحالفات دون أثر واضح.

أما عن ربط الحل بخروج المقاتلين، فيبدو في رأي محمد بأنه اتجاهاً منطقياً غير مستغرب، فغالبية معارضي النظام وهم أكثرية في البحث يرون أن القوى الدخيلة غيرت من خريطة الصراع، كم من محليين يقولون أن وجود جهاديين على الأرض شوه وجه الثورة، بل هي مقولة باتت شعبية جداً، وعلى الطرف الآخر فكم من نظريات تقول لولا تدخل حزب الله والقوات الإيرانية والعراقية لما استمر النظام حتى الآن، بالتالي أيضاً في خروجهم مصلحة للمعارضين، وللموالين فلهم ربما أسبابهم أيضاً، موضوع التخوف الكبير من القوى الجهادية، وموضوع طول أمد الصراع، وغير ذلك.

وخلص محمد بأن “البحث قدم بالنهاية أرقاماً، حاولنا قدر الإمكان عرضها ومقاطعتها واستنتاج مؤشرات منها، أما تحليلات فلم نقدم إنما هي مهمة من سيعتمدون على البحث في قراءات ما أو وضع مخططات ما”.

يشار أن مركز حوار للدراسات والأبحاث، مؤسسة أكاديميّة بحثيّة سوريّة، تهتم بنشر دراسات تركّز على الشأن السوريّ، ويعتمد على مجموعة من الباحثين والخبراء والمفكّرين، السوريين والعرب والأجانب، وعلى شبكة واسعة من المراقبين والمحللين، داخل سورية وخارجها، وينتج أبحاثًا وتقاريراً باللغتين العربيّة والانكليزيّة.

Exit mobile version