الدفاع المدني السوري خطوة على طريق سوريا الجديدة

دعت إدارة الدفاع المدني السوري جميع مديريات الدفاع المدني في المحافظات السورية لعقد اللقاء الداخلي العام، اللقاء الذي سيعقد استثنائيًا هذا العام ولمرة واحدة لانتخاب أو اختيار ممثلي المديريات في الهيئة العامة، وكانت هذه الإدارة قد تشكلت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 وأتمّت عامها الأول لذلك وجّهت الإدراة إلى مديريات الدفاع المدني داخل سوريا تقول: “من حرصنا على المساهمة في بناء المؤسسات الوطنية وضرورة تطوير العمل المؤسساتي المهني، وبما أن المتطوّع هو اللبنة الأساسية المساهمة في بناء هذه المؤسسات، وعمله الشجاع في مناطق الخطر تحت البراميل يعد هو الشرعية الواقعية في الأرض والميدان، فإننا ندعو مديريات الدفاع المدني في المحافظات السورية لعقد اللقاء الداخلي العام”. ومع اشتداد القصف الروسي على المناطق السورية وتزامنه مع البراميل المتفجرة التي يلقيها نظام الأسد، تصبح المهمّة الميدانية أخطر، ويصبح العمل الإنقاذي أكثر صعوبةً، لذلك يصبح متطوّعو ومتطوّعات الدفاع المدني تحت ضغط أكبر، وتصبح حياةُ المنقِذ في خطر، وتصبح المشاهد المنشورة هنا أو هناك مروّعة وغير قابلة للتصديق وتذكّر بما حدث في الحرب العالميّة، وربّما أكثر، إلّا أن الدفاع المدني يصرّ على العمل كمؤسسة لا كمبادرة، ويكرّس جهده اليوم للذهاب نحو مأسسة هذه المنظمة بشكل أفضل بما يليق بسوريا وما يمكن أن يقدّم فائدة أكبر في ظل انحسار للعمل المدني لحساب العسكرة!

نقاط إجرائية 

تضمنت آلية تمثيل المتطوعين في الدفاع المدني آليات إجرائية من قبل الإدراة تتلخّص بـ:

1. إجراء انتخابات في المراكز، يشرف عليها مدير المديرية المسؤولة عن هذه المراكز، وعليه التأكد من تفويض المتطوعين للشخص المنتخب أو الذي تم تجديد الثقة به.
2. بعد فرز النتائج والحصول على كتاب التفويض، يتم اعتماد نسبة 2% من العدد الكلي لكل مديرية للمشاركة في الاجتماع السنوي العام والذي سيعقد في تركيا نهاية الشهر الحالي.
3. يجتمع في كل مديرية مدراء المراكز المنتخبين وقادة القطاعات بإشراف مدير المديرية في اللقاء الداخلي العام لمرة واحدة هذه السنة لاختيار ممثلي المحافظة.

يقول مدير مديرية محافظة درعا عبد الله السرحان: “لدينا في محافظة درعا ثلاثة قطاعات: قطاع المدينة، قطاع الريف الشرقي، وقطاع الريف الغربي، وضمن هذه القطاعات يوجد 14 مركزًا تتوزع على الشكل التالي: مركزان في المدينة، ستة مراكز في الريف الشرقي، وستة مراكز في الريف الغربي” وعن سير عملية الانتخابات يقول السرحان: “لقد تم تشكيل لجنة انتخابات مؤلفة من القطاعات الثلاثة، وتم إبلاغ رؤساء المراكز قبل يومٍ من الانتخابات لجمع المتطوعين، وتمت زيارة المراكز من قبل اللجنة وإخبارهم بأحقيّة أي شخص للترشّح، وفي حال عدم ترشح أي شخص، يعتبر الأمر تجديد ثقة بالمدير الحالي”.

شروط تمثيل المحافظة:

1. ألا يقل عمر الممثل عن 25 سنة.
2. ألا تقل مدة تطوعه في الدفاع المدني عن سنة.
3. أن يكون حاصلاً على الشهادة الإعدادية على أقل تقدير.
4. أن يكون مشهود له في الحراك الثوري منذ 4 سنوات على الأقل.

وبعد اعتماد نسبة 2% من عدد المتطوعين في كل محافظة أصبح عدد ممثلي المحافظات على الشكل التالي: إدلب (14)، حلب (11)، حماه (6)، اللاذقية (2)، حمص (4)، دمشق (4)، ريف دمشق (8)، درعا (7).

واعتبر د. جهاد محاميد ممثل الدفاع المدني في درعا أن “الانتخابات كانت ناجحة وتم قبول اعتراض أحد المراكز بشكل ديمقراطي، وهذا أمر صحّيّ، ولو لم يكن هناك اعتراضات لما كانت الانتخابات حقيقية” وأكّد محاميد على أهميّة دور المرأة في الدفاع المدني وعلى أحقيتها في الترشّح والقيادة والتمثيل، وذكر أن “محافظة درعا ستكون المحافظة الوحيدة التي ستكون المرأة من ممثليها في اللقاء السنوي”.

برنامج اللقاء السنوي

ذكر د. محاميد أن “اللقاء سيضع على جدول أعماله انتخاب مجلس ادارة جديد، ورسم السياسة المالية الخاصة بالدفاع المدني، وكذلك رسم الخطة الاستراتيجية المستقبلية، والحاجيات والفرص والمخاطر، واليات التطوير والمشاركة في إعادة الإعمار” واختتم حديثه بالقول: “ من الصعب العمل كمؤسسة بدون ترخيص لذلك سيتم ترخيص الدفاع المدني في تركيا، كما سيتم ترخيصه في هولندا تحت اسم “أصدقاء الخوذ البيضاء”.

دورات وتدريب

يسعى الدفاع المدني إلى إقامة دورات تدريبية قادمة في تركيا وسوريا والأردن حيث سيتم تدريب متطوعي المناطق الشمالية في تركيا، بينما سيتم إنشاء مراكز خاصة داخلية في دمشق وريفها وحمص، أما بالنسبة للمنطقة الجنوبية فسوف يتم إقامة 4 دورات طبيّة و5 دورات بحث وإنقاذ في الأردن، ويتم الآن تجهيز مركز تدريب في درعا سيصبح جاهزًا خلال شهر ونصف.