حقاً لا تدعو للأسف تلك الضربات التي يتلقاها ذبيحة الدواعش، لكن هل هم فعلًا من سيتلقون الضربات؟! أم أنها ستصيب أول من تصيب شعبنا المسكين المكشوف الذي لا زال يرزح تحت نار القصف والتشرد منذ ثلاث سنوات ويزيد.
والإدارة الأمريكية لا تكذب علينا هذه المرة، فهي تعدنا بحرب طويلة الأمد قد تمتد لعشر سنوات أو أكثر، وهي تقوم بمهمة لا شك أنها تعرف المستفيد منها والمتضرر.. وقد يكون آخر المتضررين وربما أول المستفيدين منها.. نظام الأسد الذي لا زال يتبجح بسيادته الوطنية تارة.. وبتنسيقه مع التحالف تارة أخرى.
هلل الكثيرون من السوريين الذين يعيشون في الخارج للضربة الأمريكية.. كما هللوا سابقاً للضربة التي لم تقع بعيد مجزرة الكيماوي.. إلا أن الغالبية تعرف بوعيها وحسّها السليم أن العملية لا تعدو أن تكون استكمالاً لمخططات مرسومة لا تريد إلا مزيداً من التدمير وتقسيم سوريا والمنطقة وتشكيل الدويلات الطائفية التي ترضي الغرب وترضي «إسرائيل» وتجعلها القوة الوحيدة التي تعربد في المنطقة بين كيانات ضعيفة متخاصمة.
إنه لمن المؤسف والمؤلم اليوم أن يتضاعف الإحساس بالعجز عند كافة السوريين الذين لا يستطيعون الإمساك بمصيرهم، ليبدو أن الموقف الأكثر انسجاماً هو موقف المتفرج على عصابات ودول متقاتلة فوق أنقاض بيوتنا ومزارعنا… وفوق أشلائنا المحترقة.
كاتبة صحافية وناشطة سورية من الجولان المحتل، نائب رئيس تحرير طلعنا عالحرية.