حبيبتي رزان..
اشتقت لك، لضحكتك.. مزاحك.. طيبتك واهتمامك بكل من حولك، وتوقك للحرية..
اشتقت لرسائلك.. للضوء الأخضر بصفحتك!
اليوم بين كل الأيام، ربما أقوى على إكمال رسالتي للمرة الأولى، وأقوى على إخبارك بما يحدث، وربما -ككل مرة- أمزقها خجلاً منك وغضباً على غدر هذا العالم القذر.
الأيام باعدت بيننا، مسافات.. محيطات.. وجبال ووديان..
لكن الحنين يكبر.. ولم تستطع تلك المسافات أن تفرقنا، وكنا دائماً نجد طريقة نتواصل فيها.
اشتقت لك بعدد النجوم التي عددناها ونحن صغاراً.. ليالي دمشق، وكتب غادة السمان، ورسم أحلام بالسماء..
نجماتنا الحلوة التي أسميناها بأحلامنا؛ كل نجمة كان لها مكان في سمائنا ..
سماء.. لا ألم ولا ضياع ولا بعد ولا جراح..
والآن أصبح مكان كل نجمة عيون تعاتبنا على تقصيرنا وقلة حيلتنا.. تتساءل ماذنبي؟ لمَ أقتل وأجرح وأخطف وأتشرد؟!
لماذا هذا الصمت الرهيب وهذه الوجوه المشوهة دون عيون؟
لا أكاد أغمض عيني حتى أرى صورتك المصدّعة، وصور أطفال باكية تلاحقنا عيونها باللوم.
لا أدري متى تحول هذا العالم لهذه البشاعة!
الليل طويل يا صغيرتي.. أطول وأشد ظلمة مما عهدتيه. ظلامه خانق.. ورائحته نتنة تكتم أنفاسنا لنموت.. أو نشهد قتلنا ألف مرة!
أعتذر منك صغيرتي.. أيتها الجميلة المنيرة التي تبعث شعاعاً جميلاً دافئاً، وعبيراً كياسمين دمشق..
أينما كنت.. أنت أملي المنتظر خلف تلك الغيوم السوداء.. أحملك بقلبي وإحساسي.. وأراك في عيون أولادي.. كم هم فخورون بك!
كم أنا فخورة بك!
رنا زيتونة
مجلة مستقلة، تعنى بشؤون الثورة السورية، نصف شهرية، تطبع وتوزع داخل سوريا وفي عدد من مخيمات اللجوء والتجمعات السورية في الخارج