مجلة طلعنا عالحرية

إفتتاحية العدد 46

tl

لا يبدو أن مواقف المؤيدين للنظام السوري قد تغيرت بعد إعلانه الصريح عن وقوفه في خندق واحد مع من كان يسميها الأمبريالية الأمريكية.. ! والملفت أنه وحتى بعد أن خلع النظام آخر أوراق التوت التي كان يختبئ خلفها، ورقة الممانعة ومعاداة الأمبريالية، بقي اليساريون والقومجيون، مثلهم مثل الطائفيبن والشبيحة، على وفاؤهم الكامل له..

لقد أعلن النظام السوري عبر صحافته  أن «القيادة العسكرية الأميركية باتت في خندق واحد مع قيادة الجيش السوري في الحرب على الإرهاب داخل سوريا وعلى حدودها الشرقية والجنوبية الشرقية»، وقالت صحيفة الوطن الناطقة بلسان النظام أنه «حتى لو رفضت واشنطن ودمشق مثل هذا التشبيه، لأنه يتعارض مع توجهات رأيها العام، إلا أنه واقعي وحقيقي».

وكان وليد المعلم وزير خارجية النظام قد طالب دول التحالف وعلى رأسها الولايات المتحدة  قبيل بدء الضربات الجوية بالتنسيق مع النظام في حال قرر التحالف قصف بلاده..! وكل المؤشرات تشير إلى وجود مثل هذا التنسيق وعلى أعلى المستويات.

كما  كررت إيران يوم أمس إعلان رامي مخلوف الشهير في بداية الثورة، إذ أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان، أن سقوط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، سيكون خطرا على أمن إسرائيل، مؤكدا أن بلاده قد أعلمت الغرب بذلك.

كل هذه المؤشرات والدلائل، كل هذه الاعترافات الصريحة، وكل الحقائق التي تفقأ العين على الساحتين العسكرية والدبلوماسية الدولية، لم تغير شيئاً من مواقف الموالين ولا من مواقف «المثقفين» المدافعين عن نظام الأسد.. من مدعيّ الوطنية والممانعة والمقاومة.

إن دل ذلك على شيء فهو يدل على أنه لا مكان للمواقف الأيديولوجية «الشريفة» في عالم المؤيدين لنظام البطش، وأنها مجرد قناع زائف إما لمنافع مصلحية ذاتية، أو لنزعات طائفية أو طبقية دنيئة.  ويبقى التقييم الأخلاقي أساساً وحيداً في فهم دناءة هذه المواقف وقلة وطنيتها وانعدام إنسانيتها.

Exit mobile version