مجلة طلعنا عالحرية

أقوى دليل!

تسألني صحفية غربية عن “أقوى دليل لديكم يثبت التهمة على جيش الإسلام في قضية اختطاف رزان”.
قبل أن أجيبها أفكر في ما يمكن أن تعرفه السيدة عن سوريا وعن السوريين وثورتهم، أو حتى عن سميرة ورزان ووائل وناظم.
سيدتي، الجريمة هي اختطاف رزان وسميرة ووائل وناظم؛ أربعة: سيدتين ورجلين.
تستدرك (كما يستدرك كل من يسمعون هذا التصحيح): “طبعاً طبعاً.. هم أربعة، أقصد رزان والآخرين..”،
لكني مرة أخرى أصحّح: هم أربعة، لا يقبلون الاختزال بـ “رزان وأصدقائها” ولا “سميرة والآخرين” ولا يوجد ترتيب اصطلاحي لذكر أسمائهم..
ولا أعرف إن كنت سأثبت عندها انطباعاً محتملاً عنا معشر السوريين “شعب الله الفهمان”! من مثل أن “السوريين يعيدون تعريف المصطلحات والأشياء، ويجيبون عن السؤال بأسئلة”:
سمّينا النتائج التي وصلنا لها “قرائن” evidence لنتحاشى كلمة “أدلة” proof ذات الدلالة النهائية، الجنائية والقانونية.


وقد نشرنا كثيراً منها في مواضع عديدة، مثل:

إذاً، ما هو أقوى دليل؟
الدليل proof الذي عندي قوي ونهائي، وهو يتجاوز المتّهم بالجريمة (الآن على الأقل)، لكنه يثبت وجود تواطؤ.. تواطؤ بعدم التعامل مع القرائن، أو عدم تتبعها لتصبح أدلّة، أو حتى ليتمّ توضيحها وتفنيدها.
دليلي هو استمرار تغييب الأربعة ومجهولية مصيرهم، حتى بعد تهجير الثوار من الغوطة ومن مسرح الجريمة، وإلى الآن بعد سبع سنين ونصف من اختفاء الأربعة، رغم وجود مواد ومعطيات تكفي جداً لبناء مرافعة تصل إلى نتيجة.
المتواطئون كثر، وربما اضطروا لهذا التواطؤ تحت الضغط، أو بسبب تورطهم بشيء ما، له أو ليس له علاقة بالقضية نفسها، أو لخوفهم من المواجهة.. أو حتى لرضاهم بواقع تغييب الشرفاء الأربعة!

Exit mobile version