مجلة طلعنا عالحرية

السّقوطُ الحيُّ / حيدر هوري

خُذِي ما تَساقَطَ

لكنْ دَعي ما تَبقّى

فكلُّ البيوتِ، وكلُّ الشَّوارعِ صارتْ وحيدةْ

 

خُذِي ما تَسَاقَطَ

لكنْ دعِي ما تبَقّى

لكي يستطيعَ الرَّبيعُ ابتكارَ الزّهورِ

لكي أَجْعلَ الّليلَ بابًا يطلُّ على حُلمِنَا

في قُرانا الشَّهيدةْ

 

خُذِي ما تَسَاقَطَ

لكنْ دَعِي ما تبَقّى

خذي من حروفي عروضَ الخليلِ،

بلاغةَ جُرحِ الشهيدِ،

ولكن دعي للعيونِ الحنينَ، ووزن البكاءِ

لأنّ البِلادَ تريدُ اكتمالَ القَصِيدةْ

خُذِي ما تساقَطَ

لكنْ دَعِي ما تَبقّى

دَعِي لي..

شَمَال الحَنينِ إلى ظلّ زيتُونةٍ

في السّهولِ البعيدةْ..

لعلّ الحمامَ يحطُّ عَليهَا

إذا همّ طوفاننا بالرَّحيلِ

وهزّت عذوقَ الفؤادِ

الحياةُ العنيدةْ.

 

خذي ما تساقطَ

لكنْ دَعِي ما تبَقّى

دعي غدنا يهتدي للأغَاني..

كراعٍ يجيدُ النَّحيبَ

إذا ماتَ كلبُ القطيعِ..

كطفلٍ بسيطٍ

تخونُ الدُّروبُ خطاهُ الشّريدةْ.

 

خُذِي ما تَساقطَ

لكن دعي ما تبقّى

خذي هاجسَ الذّئبِ منِّي

ـــــ فإنّي سئمتُ الدِّماءَ..

سئمتُ ظنونَ الحروبِ/ يقينَ السّلامِ. ـــــــ

لعلّي أجيدُ الحياةَ بعينِ الطريدةْ

 

خُذِي ما تبقّى

ﻷنّ الّذي قد تَساقطَ حتْمًا سيحيا

ليرسمَ خطو البلادِ الجديدةْ

Exit mobile version