مجلة طلعنا عالحرية

أهالي إدلب مع الشروط المسبقة لحضور جنيف

خليل الصبيح – ريف إدلب

لا تزال المعارضة السورية متمسكة بموقفها حيال مفاوضات السلام المقرر عقدها في جنيف، بإصرارها على اعتماد بيان جنيف 1، وقراري مجلس الأمن 2118 و2254 كمرجعيات أساسية لبدء المفاوضاًت، فيما برزت تغيراتٌ دولية بدأت تطفو إلى السطح؛ حيث بدا التراجع الأميركي المريب عن دعم الشعب السوري وتطلعاته واضحاً، الأمر الذي ينذر بفشل المفاوضات.

وفي هذا الصدد أثار البيان الصادر عن الخارجية الأمريكية، امتعاضاً بين أوساط السوريين؛ ففي بيانٍ وصف بالتوضيحي نفى المبعوث الخاص لسوريا مايكل راتني ما تم تداوله بشأن اجتماع وزير خارجية بلاده جون كيري مع قادة الهيئة العليا للمفاوضات، الذي تضمن ضغوطاً وإملاءاتٍ بالتنازل إلى أقصى حدّ عن المطالب، نزولاً عند رغبات الروس.

في هذا الصدد استطلعت مجلة “طلعنا عالحرية” آراء عددٍ من الشباب في الداخل السوري، حول المفاوضات المقبلة، وتوجّهت إليهم بالأسئلة التالية:

1 –  هل تشجع الهيئة العليا للمفاوضات على المشاركة في مؤتمر جنيف وفقاً للشروط المسبقة التي تتمسك بها المعارضة، وأبرزها وقف القصف ودخول المساعدات إلى البلدات والمدن المحاصرة وإطلاق سراح المعتقلين؟

2 – ما رأيك بالمواقف الدولية تجاه المفاوضات، وخاصّة الدول التي تؤثر في الصراع السوري؟

3 –  ما هي البدائل الممكنة للمفاوضات والتي تضمن تحقيق أبسط ما يمكن لما يتطلع إليه السوريون منذ آذار 2011؟

4 –  هل تؤيد فكرة استمرار العمل الثوري بجانب العمليات العسكرية لتحقيق نتائج ملموسة إن استحالت المفاوضات؟

الباحث والناشط علي قسوم (ريف إدلب- كفرسجنة) أكد أن “المفاوضات مهمة، وعلى الهيئة حضور جنيف والمشاركة بشروطها المسبقة”، لافتاً إلى أن “الصراع السوري بات مرتبطاً بالواقع الداخلي والواقع الخارجي، بما فيها أروقة الأمم المتحدة وساسة الدول الكبرى، التي أبدت مواقف منذ بداية الثورة مؤسفة جداً، وخاصة أمريكا والدول الأوربية”.

وأوضح قسوم أن “التصريحات والدعم العسكري لم تكن من أجل الانتصار، وإنما لتحقيق نوع من التوازن بين الأطراف واستمرار الحرب التي أدت لتدمير سوريا اقتصادياً وإجتماعياً” على حدّ قوله.

وتابع أيضاً: “لا يوجد بديل عن المفاوضات، ولا بدّ من الذهاب إليها”، مؤكداً أن عدم الذهاب سينعكس سلباً على المعارضة، ودعا أيضاً للتظاهر خلال أسبوع المفاوضات وغيرها حتى تحقق الثورة أهدافها ومطالبها.

ويوافقه الرأي الناشط والإعلامي محمد الخاني (ريف إدلب- خان شيخون)، بقوله إن “على هيئة التفاوض المشاركة في جنيف، بشرط ألا تكون مفاوضات لتقديم التنازلات مقابل الأمن والأمان، فذلك يستدعي القيام بثورة ثانية لإعادة الكرامة التي فقدها الشعب السوري منذ سنين”، ورفض الخاني التعويل على مواقف الدول التي بحثت عن مصالحها على حساب الشعب السوري؛ “فلا خير منها ولامن مواقفها ولا من مساعداتها التي غلبت عليها رائحة البرغل والمعكرونة على رائحة البارود”!

وعن بديل المفاوضات تابع قائلاً: “لا بدّ من وحدة المعارضة السياسية أولاً وفصائل الجيش الحر المقاتلة على الأرض ثانياً، وتقديم الدعم العسكري لهم، تزامناً مع النزول إلى الساحات والتظاهر في كل المناطق السورية”.

ويرى المحامي محمود الرسلان (ريف إدلب- كفرنبل)، أن “المشاركة في المفاوضات من قبل الهيئة بشروطها الواضحة، أمرٌ جيد”، مؤكداً في الوقت ذاته أن “مواقف الدول ليست صادمة وستنتج شيئاً تجاه الصراع السوري”، وعن بديل المفاوضات أكد الرسلان أن “طرد ميليشيا النظام والقوات الروسية هو السبيل الوحيد لإنهاء الصراع”، وأردف قائلاً: “إن العمليات العسكرية للجيش الحر تُظهر القوة لنا إلى جانب المظاهرات التي توصل صوتنا”.

أما د. خالد أبو عبد الله (ريف إدلب- معرة النعمان)، فيعتقد أن “على هيئة التفاوض مقاطعة المفاوضات، حتى تعرف الدول الكبرى، أن الشعب السوري -بالفعل- يبحث عن الحرية، لا عن مفاوضاتٍ تحولت إلى منتدى”، لافتاً أن “كل يوم تريد دولة ما أن تضيف شخصاً مهماً بالنسبة لها إلى قائمة وفد التفاوض، فضلاً عن الموقف الأمريكي الأخير الذي بدى متلاعباً في مصير السوريين”، مشيراً إلى أن “حظوظ جنيف تساوي العدم”!

وتابع أيضاً: “لن يرحل الأسد بالتفاوض، فلم نر شيئاً من التزامات النظام السوري بالقرارات الأممية المتعلقة بالوضع الإنساني، فكيف تسقط ذلك على هيئة الحكم الإنتقالي؟!”.

ومضى بالقول: “النضال السياسيّ والمدنيّ ضدّ الدكتاتوريّة الفاشيّة للأسد، إلى جانب المظاهرات وتوثيق الانتهاكات وغيرها.. تشكّل عامل ضغط على القوى الدوليّة والإقليميّة لفرض حلّ سياسيّ يبدأ بمرحلة انتقاليّة لا وجود فيها للأسد”.

أفلحت الجهود التي بذلتها معظم الدول في الحصول على موافقة مترددة من الهيئة العليا للتفاوض للمشاركة بجنيف، بعد أن تلقت الأخيرة من المبعوث الأممي دي ميستورا توضيحاتٍ بشأن الشروط المسبقة، في حين كان الترهيب والضغط قد فشلا في عقد عملية التفاوض كما كان مقرراً لها في 29 كانون الثاني/ يناير، فيما ينتظر السوريون بارقة أمل تنهي مأساتهم…

Exit mobile version